فيروس دلتا يعمق جراح المحرر ووزير الصحة في المؤقتة : القادم أسوأ

فيروس دلتا يعمق جراح المحرر ووزير الصحة في المؤقتة : القادم أسوأ
عمّق فايروس كورونا من جراح الشمال السوري المحرر، بعد اكتشاف أوّل عيّنة من المتحوّر دلتا في الخامس عشر من شهر أغسطس/ تموز الماضي، الأمر الذي دفع العديد من الجهات الطبيّة العاملة هناك إلى دق ناقوس الخطر للوقوف بوجه تداعيات انتشار الفايروس.

وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة الدكتور مرام الشيخ أكّد لأورينت أنّ المنطقة دخلت الآن بالموجة الثانية، وتصعد باتجاه ذروة جديدة أشد من الذروة التي حصلت في الشهرين 11 و12 من عام 2020 الماضي، يقول الشيخ: "لوحظ ارتفاع بالحالات بمعدل 50 إصابة في اليوم خلال شهري حزيران وتموز بعد أن انحسرت الإصابات لتصل إلى صفر حالة يومياً أو بما لا يتجاوز 10 حالات يومياً في الفترة بين شباط وحزيران 2021، ثم عاودت الحالات للانخفاض في الأسبوع الأول من شهر آب، ثم عاودت للارتفاع بشكل حاد لتصل إلى معدل 75-95 إصابة يومياً، ثم قفزة واضحة لتصل لحوالي 1000 إصابة باليوم في آخر أسبوعين، وتتجاوز حد 1500 حالة جديدة في اليوم خلال الأيام العشرة الأخيرة".

وأضاف الشيخ: "ارتفعت بشكل حاد وواضح نسب الإشغال في مراكز العزل (البالغ عددها 15 مركزا)، ومشافي العزل (البالغ عددها 10 مشافٍ)  سواء في الأجنحة (حيث يوجد 360 سريرا بالمجموع) والعناية المشددة (حيث لدينا 170 سريرا مع 152 جهاز تنفس اصطناعي) لتصل نسب الإشغال إلى 100% في معظم المنشآت، مع ملاحظة أن الارتفاع في حالات التهوية الاصطناعية لحد الآن كانت أقل ارتفاعاً مقارنةً بحالات الاستشفاء العادية الخفيفة والمتوسطة".

وأعرب الشيخ عن أسفه وأشار الشيخ إلى أنّ الانتشار الجديد لفايروس كورونا تزامن مع انتهاء التمويل للعديد من مراكز العزل المجتمعي، الأمر الذي أدى إلى إغلاق حوالي عشر مراكز خلال الشهور الثلاثة الأخيرة ليبقى فقط 14 مركز عزل من أصل 32 مركزا، بإجمالي عدد أسرة حوالي 780، بالإضافة إلى المشافي العشرة بقدرة استيعابية 360 سرير جناح و155 سرير عناية مشددة مع 140 جهاز تنفس آلياً فقط، حيث تقدم هذه المراكز خدمات الحجر والعزل والعلاج للحالات المشتبهة والمؤكدة التي تظهر عليها أعراض متوسطة وشديدة وحرجة، بالإضافة لخدمة إجراء المسحات.

بدوره مدير برنامج اللقاح في شبكة الإنذار المبكر والاستجابة للأوبئة التابعة لوحدة تنسيق الدعم الطبيب محمد سالم أكّد لأورينت أنه وبعد إثبات وجود متحور دلتا بتاريخ 15/8/2021 شمال غرب سوريا؛ بدأت تتصاعد أعداد الإصابات في ظل عدم الالتزام بأيِّ إجراءات كفرض الحضر أو الحجر المنزل، لتقليل العدوى، ووصلت الأعداد فوق استيعاب المشافي.

بالأمس يقول سالم كانت معظم المشافي ومركز الحجر الخاصة بمرضى كورونا ممتلئة وهذا ما سيؤدي إلى ضغط خلال الأسبوع القادم، وتجاوزت أعداد الإصابات 52 ألف إصابة مُثبتة، في حين تمّ تسجيل 28 ألف حالة شفاء.

وطالب سالم المنظمات الدوليّة بزيادة دعم المشافي المُخصصة لعلاج مُصابي كورونا، كزيادة الطاقة الاستيعابية إضافة لدعم الأهلي حتى يبقوا في منازلهم كزيادة المخصصات الغذائية، لكن وللأسف تمّ تقليل تلك المساعدات، وإذا لم نقم بزيادة المُخصصات الغذائية، والمياه والصابون صعب عليهم أن يغسلوا أيديهم، الوضع مُرتبط بزيادة الدعم لهذا القطاع الجغرافي المُحاصر، مُطالباً أهالي الشمال الالتزام بالتعليمات التي يُقدمها الكادر الصحي كالتباعد المجتمعي والحفاظ على غسل اليدين باستمرار وارتداء الكمّامات والابتعاد عن الأسواق قدر الإمكان.

اللقاح هو الحل

سبق أن تلقّى الشمال السوري دفعات من لقاح كورونا عبر بعض المنظمات الدولية، إلا أن تلك اللقاحات بقيت محصورة في فئات معينة كـ (العاملين في المجال الطبي والتعليمي)، ولم يتم تلقي جرعات من أجل تلقيح كافة المواطنين هناك.

وأشار وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة إلى أن هذا المتحور أسرع انتشاراً بأضعاف من النسخ السابقة للفيروس، مما يعني عبئا كبيرا على المنشآت الصحية والقطاع الصحي ككل، وأشد قوة من حيث الأعراض السريرية، وأكثر احتمالاً لإحداث الوفيات، ويصيب أعمارا أصغر من النسخ السابقة (الشباب والأطفال)، والأخطر من ذلك كله أنه قادر على تجاوز المناعة الطبيعية الناجمة عن إصابة سابقة وشفاء بنسخة أخرى من الفيروس، أو المناعة المكتسبة باللقاح، أي إن تأثير اللقاح والمناعة الطبيعية عليه أقل من النسخ الأخرى.

وأكد الشيخ أنّ عدد الجرعات المعطاة للسكان في الشمال السوري خلال حملة التطعيم بلغ حوالي 104,750 جرعة تم تلقيح 86,018 شخصا بها، منهم حوالي 18,750 شخصا تلقوا جرعتين كاملتين، والباقي حوالي 67000 تلقوا جرعة واحدة.

وطالب الطبيب محمد سالم بضرورة الإقبال على اللقاح لكافة الفئات المُستهدفة باللقاح، مُشيراً إلى توفر لُقاحين في الشمال السوري وهما لقاح استرازينيكا البريطاني، ويُعطى بحسب سالم بجرعتين بفاصل ثمانية أسابيع بين الجرعة الأولى والثانية، إضافة للقاح سينوفاك الصيني ويُعطى بفاصل ثلاثة أسابيع بين الجرعتين.

وقال سالم إنّه وخلال الأسبوعين الماضيين كان يوجد إقبال على أخذ اللقاح، لكن وخلال اليومين الماضيين انخفض الإقبال على أخذها دون أسباب معروفة، لكن يجب على الأهالي الإقبال على أخذ اللقاح كونه الحل الوحيد المتوفر لإيقاف تفشي الجائحة.

القادم أسوأ

رصد مؤخراً والكلام للشيخ آلاف الحالات من المتحور دلتا مع رصد عدة حالات وفاة بسببه وبمعدل أعمار أقل بكثير من الوفيات الناجمة عن المتحورات السابقة من الفيروس، يقول الشيخ: "المتحور دلتا أقل استجابة تجاه المناعة الطبيعية (إصابة وشفاء) أو المناعة المكتسبة باللقاح (بما فيها لقاح أسترازينيكا) مما يجعل الحماية منه بالتلقيح أو بالمناعة الطبيعية أضعف منها ضد النسخ السابقة من الفيروس، ومع ذلك يبقى اللقاح فعالاً بنسبة معتبرة في الحماية من الإصابة والأعراض الشديدة للمرض".

وأضاف الشيخ: "نتوقع أن القادم أسوأ خاصة في ظل عدم التزام الناس بالإجراءات الوقائية وقلة الدعم للاستجابة للوباء من حيث عدد المسحات وتوفر الأكسجين وعدد أسرّة العناية المشددة وأجهزة التنفس الآلي. لذا قامت وزارة الصحة بافتتاح مشفى عزل جديد في مارع بسعة 18 سرير جناح و14 سرير عناية مشددة مع 14 جهاز تنفس آلي، وتم إدخال 385 ألف جرعة لقاح جديدة، وجاري التجهيز لحملة توعية واسعة تشمل كامل المنطقة".

وطالب الشيخ المنظمات الدولية ووكالات الأمم المتحدة بالإيفاء بالتزاماتهم من أجل دعم العمل الإنساني عامة والقطاع الصحي خاصةً والاستجابة لوباء كوفيد تحديداً

التعليقات (1)

    احمد

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    محرر وزير وكورونا شر البلية مايضحك
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات