حديقة... ولكن!
وجاء في منشور نشرته الصفحة الرسمية لمجلس مدينة حلب في فيسبوك، ما مفاده أنه وبالتعاون بين محافظة حلب ومجلس المدينة وجمعية "كاريتاس سورية"، افتُتحت اليوم حديقة أبي تمام في حي مساكن هنانو أمام الأهالي والأطفال بعد الانتهاء من أعمال التأهيل والصيانة التي شملت جزءاً من الحديقة وتضمنت تأهيل قسم الألعاب وزراعة الأشجار والغراس وإنشاء مقاعد حجرية وتأهيل المدخل الرئيسي وسور الحديقة والإنارة من خلال الطاقة الشمسية.
ومع نشر الصفحة صوراً للحديقة بعد التأهيل المزعوم انهالت التعليقات الساخرة والغاضبة من قبل الموالين ولاسيما أن الحديقة لا تشبه الحدائق إلا بالاسم فقط ولا تصلح إبداً للأطفال.
وقال أحد المعلقين: "يا حيف عليكي يا بلد .. حديقة للأطفال و مفروشة بالبحص و الحجارة؟؟!! معقول ما بقي حدا يفهم بهالبلد ؟؟!!!... هدر للموارد في ظل انعدامها .... حسبنا الله و نعم الوكيل"، فيما علق آخر قائلاً: "حديقة ولّا باحة سجن للمحكومين مؤبد مع أشغال شاقة"، فيما قال آخر: "العالم وصلت للقمر وانتوا فرحانين عهالمقبرة اللي مسمينا حديقة ؟؟؟ بس كلو كوم ونافورة المي كوم تاني ... فعلاً انجاز واعجاز".
مقبرة الشهداء
غير أن مصدراً كشف لأورينت نت أسباب حماسة النظام ومسارعته لإعادة تأهيل للحديقة، موضحاً أنها كانت تضم جثامين الكثير من الضحايا الذين سقطوا بقصف ميليشيات أسد والاحتلال الروسي على أحياء حلب الشرقية في فترة سيطرة المعارضة.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته أن نظام أسد قام بعد استيلائه على القسم الشرقي بنبش القبور ونقل الرفات إلى جهات مجهولة، على غرار ما حدث في مقابر أخرى بالعاصمة دمشق.
وقال (حسين) وهو أحد سكان الحي الموجودين في مناطق سيطرة أسد حتى الآن لـ أورينت نت: "عملية تأهيل الحديقة كانت غريبة، رغم أن غالبية الحدائق في العالم تستند إلى التراب الهش بالدرجة الأولى، لكونها ستكون موطناً للأطفال والنباتات، إلا أن نظام أسد عمد لرصف الحديقة بالحصى الخشنة (البحص)".
وأضاف أن الجرافات وعلى مدار 3 أيام قامت بتسوية الأرضية ثم تم وضع بعض الألعاب الحديدية، وهو تصرف ليس بغريب عن النظام الذي سبق أن أقام ما يعرف بـ(مسجد الرئيس) في الموقع الذي دفن فيه ضحايا مجزرة المشارقة التي أمر بتنفيذها حافظ أسد عام 1980.
التعليقات (3)