وتظهر الصورة علم الاحتلال الروسي وعلم نظام أسد مرفوعين فوق أحد مباني درعا البلد، والمكتوب على جدارها "18 آذار"، أي رمز وتاريخ انطلاقة الثورة السورية عام 2011، وذلك للمرة الأولى منذ عشرة أعوام، ضمن تنفيذ بنود اتفاق التسوية المبرم مع الأهالي والوجهاء في المنطقة.
ويدحض ذلك المشهد المزاعم الروسية حول محاربة الإرهاب والإرهابيين، ويؤكد في الوقت ذاته أن حقد روسيا ونظام أسد كان ومازال منصبّاً على ثورة السوريين وما يتعلق بها من شعارات أو كيانات وأفراد، لاسيما مهد الثورة التي انطلقت من درعا البلد قبل عشرة أعوام وامتدت لكامل الجغرافيا السورية.
وتتزامن الصورة مع دخول الشرطة العسكرية الروسية إلى أحياء درعا البلد لتنفيذ اتفاق التسوية المبرم مع وجهاء وأهالي المنطقة، بعد حصار وحملة عسكرية بدأتها ميليشيات أسد وإيران على المنطقة بهدف إخضاعها والسيطرة عليها، حيث سارع إعلاميو أسد لالتقاط صور في المعالم الهامة وسط درعا البلد ولاسيما أمام الجامع العمري، والذي أصر نظام أسد للوصول إليه والتهديد بتدميره في الفترة الماضية.
وتشكل درعا البلد هدفاً غير كل الأهداف لنظام أسد وميليشياته المستميتة للسيطرة عليها بأي ثمن، وذلك ليس لتطبيق اتفاق التسوية وإحلال الأمن والأمان كما يدعي النظام، بل لما تشكله المنطقة وجامعها العمري من رمزية ثورية أرّقت أسد وأركانه خلال عقد من الزمن، وما زال يسعى لتطبيق شعاره الأخير "وأد الثورة في مهدها الأول".
(رفع العلم الروسي وعلم نظام أسد فوق أحد أبنية درعا البلد، اليوم الأربعاء)
وانطلقت الثورة السورية بشكل رسمي من أمام الجامع العمري بدرعا البلد في 18 من آذار عام 2011، وارتبط ذلك التاريخ بهوية الثورة في جميع مفاصلها ومظاهراتها كونه يفصل بين عهد الأسد القاتم، وبين عهد الحرية والكرامة التي نادى بها أطفال درعا ورجالها ونساؤها، ورددها من بعدهم معظم السورييين.
وكان الكثيرون من أهالي درعا أكدوا لأورينت نت أن استماتة ميليشيا أسد لاقتحام درعا البلد والسيطرة عليها، ما هي إلا "لإرجاع هيبة الدولة على درعا ولرفع علمهم فوق الجامع العمري"، كما يقول أحدهم معلقا على مواقع التواصل الاجتماعي: "هذا المكان الذي زعزع إمبراطورية الاستبداد والظلم والقهر والعدوان على الكرامة الإنسانية، لذلك هو يخطط دائماً للانتقام، سيبقى هذا المكان شوكة، فهو مهد المطالبة بالحرية والكرامة، وإسماع العالم صوت الحرية، مهد تفجّر الثورة، هذا تاريخ مُشرّف؛ لا يستطيع أحد طمسه.
ولطالما شكلت درعا البلد بوصلة الثورة ومهدها، وكان الجامع العمري ملهمها وقبلتها، سيما وأن اللافتات والشعارات الثورية في المنطقة، أرّخت عهدا جديدا لن يستطيع كل الطغاة محوه رغم جيوشهم وآلاتهم الإجرامية وصورهم المستوحاة من وحي الطغيان والجبروت والمرفوعة فوق ركام الأحياء المدمرة بوحشيتهم.
إعلامي موالٍ مرافق لميليشيا أسد أمام الجامع العمري بدرعا البلد للمرة الأولى منذ عام 2011.
التعليقات (6)