اجتماع الأردن.. هل يكون خط الغاز العربي بوابة لتعويم الأسد دوليا؟

اجتماع الأردن.. هل يكون خط الغاز العربي بوابة لتعويم الأسد دوليا؟
تسعى بعض الدول العربية المحيطة بسوريا لحل أزماتها الاقتصادية على حساب دماء السوريين المسفوكة منذ عقد من الزمن، من خلال تعويم وشرعنة نظام أسد (المنهار على كافة المستويات) عبر تفعيل الاتفاقيات الدولية معه وجعله "عقدة الحل" لأزماتها، ما يجعل تلك الدول تضرب بعرض الحائط كافة الشعارات والمبادئ الإنسانية حين تغض الطرف عن جرائم أسد وميليشياته طمعاً بتحقيق مصالحها.

واستضافت العاصمة الأردنية عمان، اليوم الأربعاء، اجتماعا ضم وزراء الطاقة من حكومة أسد ونظرائه الأردني والمصري واللبناني، لبحث مسألة إيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأراضي الأردنية والسورية، وأكد الوزراء المجتمعون على أنهم سيبحثون خلال الاجتماعات المقبلة "البنية التحتية المتضررة" لنقل الكهرباء من الأردن عبر سوريا إلى لبنان.

 وقالت وزيرة الطاقة الأردنية هالة زواتي: "نحتاج لإصلاحات فنية للتأكد من جاهزية البنى التحتية لإمداد الغاز المصري إلى لبنان، وخلال 3 أسابيع سنكون جاهزين لمراجعة الاتفاقيات"، مطالبة كل دولة بتحمل تكاليف الأعطال اللازمة على أراضيها إن كان شبكة نقل الكهرباء أو الغاز.

وأشارت زواتي خلال مؤتمر صحفي إلى أن "ما يتعلق بتصدير الكهرباء الأردنية إلى لبنان سيجري عقد اجتماع بخصوصه مجددا لوضع خطة عمل لإعداد الاتفاقيات والتأكد من جاهزية البنية التحتية التي تضررت الفترة الماضية، وهذا يحتاج لوقت".

ومن شأن تلك الاتفاقات أن تفتح أبوابا "واسعة" لنظام أسد للاستفادة على المستوى الاقتصادي بالدرجة الأولى سيما وأنه يعاني انهيارا اقتصاديا غير مسبوق بتاريخ سوريا، وأيضا على المستوى السياسي بتشريعه وتعويمه إقليميا ودوليا، بعد أن بات يعاني عزلة دولية فرضتها القرارات والعقوبات الدولية بسبب جرائمه الواسعة ضد الشعب السوري منذ عشرة أعوام.

المصالح فوق المبادئ

وسمحت الظروف الاقتصادية المتردية في الأردن ولبنان لإعادة الاتفاقية الرباعية "خط الغاز" بين الأردن ومصر ولبنان وسوريا إلى الطاولة مجددا، حيث تخطت المصالح الدولية كافة المعايير الأخلاقية وما يترتب عليها من مواقف سابقة سُجلت بحق نظام أسد الذي دمر سوريا شعبا وحضارة واقتصادا، في وقت ترى بعض الدول الحل "الإجرامي" الذي نهجه أسد بدعم الاحتلالين الروسي والإيراني بمثابة "نصر" ضد خصومه من السوريين.

ويقول الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي: "بالفعل، كان هناك محاولات خلال الفترة القادمة قام بها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، لإعادة النظام إلى جامعة الدول العربية وإعادة تأهيله على المستوى الدولي، وكان هناك موافقة وتأييد من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وبالتالي الاجتماعات الجارية في عمان واللقاءات المتوالية هي جزء من هذه الجهود التي تبذلها الأردن والمنطقة عموما".

يضيف العلي في حديثه لأورنت نت: "هناك قناعة على المستوى الدولي والمنطقة أن النظام السوري قد حسم الصراع لصالحه وبالتالي لا مبرر ولا ضرورة لإبقائه ضمن العزلة الدولية، لكن تلك المحاولات لم تنجح بعد، بمعنى أن هناك رفضا من قبل الدول الغربية بإعادة تأهيل النظام والاعتراف ببشار الأسد"، مشيرا إلى أن هناك هامشا تركته العقوبات الدولية يتيح بعض التفاهمات أو الاتفاقيات، تتحرك من خلاله الدول العربية في تعاملها مع نظام أسد وهو ما ترجمه زيارة الوفد اللبناني قبل أيام إلى نظام أسد بدمشق "بضوء أخضر أمريكي" في زيارة هي الأولى منذ عام 2011، لبحث سبل إيصال الكهرباء إلى لبنان الذي يعاني أزمات متفاقمة.

ويتوقع الباحث السياسي اعترافا أو تفاعلا على المستوى الدولي مع نظام أسد ولكن بشكل محدود، قد تكون على شكل لقاءات واتفاقات مماثلة للاجتماع الرباعي في الأردن، وربما تصل تلك التطورات لعلاقات مع النظام لكن "دون أن يعني ذلك أن هناك تغييرا جذريا على الأقل، لأن هذا الأمر مرتبط بقرار دولي، أمريكي وأوروبي، وهذا القرار غير متوفر حتى الآن، وبالتالي الرفض الأمريكي لإعادة تأهيل النظام مرة أخرى يضع حواجز أمام تلك الجهود حتى الآن".

وخلال الآونة الأخيرة، جرت محاولات عربية حثيثة وآخرها تصريحات أردنية تهدف للتقارب مع نظام أسد سعيا لفتح المعابر وتنشيط العلاقات والحديث والقفز فوق المواقف السابقة حول جرائم أسد وميليشياته تجاه السوريين، بما يتناسب مع مواقف حلفاء أسد في العراق ولبنان، لتثار الشكوك مجددا حول الدلالات والمؤشرات التي يحملها الاجتماع الرباعي الأخير، ومحاولات ربط الأزمات الدولية في الأردن ولبنان والعراق بنظام أسد لتكون بوابة تشريع عربي ودولي له.

الاتفاقية الرباعية

وجرى العمل باتفاقية خط الغاز المصري (الخط العربي) منذ عام 2000، وتوقف عن العمل مع بدايات الربيع العربي، ويبدأ الخط من مصر ويمرّ بالعريش وبمحاذاة الحدود الإسرائيلية (خليج العقبة).. ويدخل الأردن وسوريا ويتفرع في مدينة حمص إلى فرعي بانياس السورية وطرابلس اللبنانية، وكان من المفترض إكمال مدِّه نحو كلّس التركية ليلتقي بعدها بخط أنابيب نابكو ويتوجه إلى أوروبا بإدارة عربية إسرائيلية تركية أوروبية مشتركة.

وشجعت تصريحات الإدارة الأمريكية الأخيرة إمكانية تفعيل الخط وتعويض نقص الطاقة الحاصل في لبنان من خلال الخط العربي أو استجرار الغاز المصري والكهرباء إلى مدينة طرابلس اللبنانية رداً على توجه ميليشيا حزب الله اللبنانية إلى شراء النفط والفيول الإيراني المتكدس بسبب بعض العقوبات على إيران، وهذا ما يفسر الحملة الشرسة من قبل النظام السوري على درعا الاستراتيجية التي يمر منها خط الغاز وشبكات استجرار الكهرباء المصرية الأردنية، ما يعني أن لإيران مصلحة استراتيجية في تشغيل خط الغاز العربي فهو يعوِّم حليفها نظام الأسد عربياً، ويعوض كثيراً من نقص إمدادات الطاقة التي تعانيها مناطق سيطرة أسد.

ويمكن القول إن هذه الاتفاقيات لن تؤدي إلى إنعاش الشعوب المنكوبة في سوريا ولبنان، أو تحقيق منافع اقتصادية لدول الجوار، بقدر ما هي عمليات دبلوماسية بطيئة لتثبيت وتبييض أنظمة سياسية متواطئة وموغلة في دماء الشعوب، في ظل صراع ما زال محتدماً ما بين الربيع العربي وأحلامه، والأنظمة والثورات المضادة وأنيابها. 

التعليقات (4)

    خط غاز اسراءيلي من بحر غزة

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    مصر اليهودية تعوم مجرم الحرب الاهبل باوامر من الخليج داعس على كل المصريين ويتحكم بهم وهم خانعون لمين ، لاضعف القيادات التي ستهوي قريبا .

    ملك الاردن جاسوس كذا لبنان ومصر

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    ماذا يمكن لرؤساء وملوك يضعون جواسيس اجانب في مجلس الشعب باوامر من يلي غطسوهم، ان العار قادم على الاردن كالعادة عيلة صهاينة ومصر يهودي ولبنان زبالة اسراءيل كلها هناك.

    سوريا حرة

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    سلالة ملوك الأردن خونة منذ تأسيسها , إتفقوا مع الإنكليز لطعن الخلافة العثمانية في الظهر, والمجرم بشار عميل مثل المجرم أبوه بائع الجولان , حكام مصر يأخذوا أوامرهم من ضاغوطهم الكبير إسرائيل ....حسبنا الله ونعم الوكيل

    سوري

    ·منذ سنتين 6 أشهر
    السوريون اصبحوا سلعة رخيصة جدا أترك قد باعهم في الشمال في أستانا والعرب سوف بيعهم وثورتنا يقودها المرتزقة لذلك فشلنا في الشمال والجنوب
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات