اختلاس مليارات الدولارات والأبطال مسؤولون إيرانيون وأقاربهم

كشفت وسائل إعلامية إيرانية معارضة كواليس مُحاكمة أُجريت مؤخراً تتعلق باختلاس ستة مليارات وستمئة وستة وخمسين مليون يورو بطلتها السياسية الإيرانية مرجان شيخ الإسلامي الخبيرة الثقافية في البرلمان الإيراني، وعضو البرلمان الإيراني السابق وأحد كبار المسؤولين التنفيذيين في مجال النفط والبتروكيماويات مهدي خلج، ويعيشان الآن في مدينة تورنتو الكندية.

وذكرت وكالة أنباء الكونغرس الوطني الإيراني المعارضة إنّ شيخ الإسلام واحدة من بين ستّة مُتهمين رئيسيين في قضية شركة تجارة البتروكيماويات، بينهم رضا حمزة لو (زوج مرجان شيخ الإسلامي)، وهو الرئيس التنفيذي لشركة تجارة البتروكيماويات شراكةً مع مرجان شيخ الإسلامي الرئيس التنفيذي لشركة دينيز، حيث حُكم عليها بالسجن 20 عاماً و74 جلدة.

وحُكم عليهما أيضاً بالحرمان الدائم من أي خدمات حكومية وعقوبات مالية تساوي المبلغ الذي اختلسوه، واتهم هؤلاء الأفراد بـ "المشاركة في الإخلال بالنظام الاقتصادي من خلال تعطيل توزيع العملات الناتجة عن تصدير المنتجات البتروكيماوية لشركات التصنيع الإيرانية وتُقدر هذه المبالغ بـ 6 مليارات و656 مليون يورو، أي ما يُقارب سبعة مليارات وتسعمئة مليون دولار.

وبحسب المتحدث باسم القضاء فإن هذه القضية تتألف من جزأين، أحدهما أُحيل إلى المحكمة مع لائحة اتهام، وجزء آخر لا يزال قيد النظر في النيابة العامة"، وقالت الوكالة الإيرانية إنّ القضية التي صدر فيها الحكم تتألف من 72 ألف صفحة موجودة في 296 مجلداً!، وحكم على أشخاص بغرامات باهظة لقيامهم بتعكير صفو النظام الاقتصادي!، ووفقاً للمادة 36 من قانون العقوبات الإسلامي في إيران، "يُنشر الحكم بحق هؤلاء الأشخاص".

وفي السياق ذاته؛ حكمت المحكمة على علي أشرف الرياحي، صهر وزير الصناعة والمناجم والتجارة الأسبق وخمسة متهمين آخرين في القضية ذاتها بالسجن خمس سنوات، وحكم عليه بالسجن لمدة عام مع الحرمان الدائم من أي خدمات حكومية وغرامات مالية.

وخلال محاكمة المتهمين في قضية شركة تجارة البتروكيماويات، قال القاضي أسد الله مسعودي مقام إن علي أشرف الرياحي قدم "وثائق ضد والد زوجته" محمد رضا نعمة زادة وغادر البلاد بجواز سفر مزور غير أنّ رياحي نفى ذلك في مقابلة مع بي بي سي فارسي، مؤكداً أن القاضي "وجه إليه أسوأ الشتائم" و"هدد بإطلاق حملة إعلامية ضده".

ابنة وزير الصناعة والمناجم والتجارة السابق شبنام نعمة زاده كانت من ضمن المحكوم عليهم أيضاً، حيث حُكم عليها أيضاً بالسجن 20 عاماً والجلد 74 جلدة في محكمة يرأسها القاضي مسعودي مقام، وقالت وسائل إعلام إيرانية إن شبنام نعمة زادة خرجت من السجن في إجازة من القضاء بالتزامن مع تفشي فيروس كورونا المستشري.

ونفت شيخ الإسلامي في بيانٍ لها أي "إخلال بالنظام الاقتصادي في إيران" وكتبت أنها كانت المدير التنفيذي لشركتين هيترا في إيران ودنيز في تركيا، وكانت أنشطة الشركتين "قانونية تماماً ولا تتعلق أبداً بغسيل الأموال أو كسب الأموال من الأعمال المشمولة بالعقوبات"، وبحسب لائحة الاتهام، فإنّ شيخ الإسلامي متهمة بإيداع الأموال الواردة في حساباتها الخاصة وهي الأموال التي كان يتمّ من خلالها التحايل على العقوبات.