وتضمّن القرار أسعار استثمار الأراضي التي تمت مصادرتها، حيث بلغت كلفة تأجير الهكتار الواحد ٥٠٠ ألف ليرة سورية للأرض المرويّة، ومبلغ يتراوح بين١٠٠ و ١٥٠ ألف ليرة سورية لهكتار للأرض البَعلية، وبعقود يصل بعضها إلى 49 عاما، حسب مصادر خاصة في مديرية الزراعة بدير الزور.
وقسم نظام الأسد الأراضي المصادر لأربعة أنواع تبعا لحال وظرف صاحبها، فتتم المصادرة إما بتهمة معارض أو تحت بند موجود خارج القطر أو مسلح، أو عسكري فارّ.
وكان موقع "دير الزور الآن" قد ذكر في منتصف شهر آب /أغسطس الماضي أن عدة لجان أمنية للنظام في محافظة دير الزور قَدِمت إلى مدينة الميادين وبلدات "بقرص والطيبة ومحكان والزباري" بمهمة إحصاء عقارات وأراضٍ غاب عنها أصحابها، كما طالبت الأهالي الموجودين بضرورة تقديم أوراق وثبوتيات ملكيتهم لأراضيهم وعقاراتهم.
ويبدو أن هناك إجراءات قادمة للاستيلاء على الأراضي والعقارات في المناطق التي تم ذكرها أسوة بما حصل مؤخراً في موحسن والبوعمر والمريعية.
وتعد بلدات "بقرص والطيبة ومحكان والزباري" من أكثر المناطق التي تعرضت للقصف والتدمير في أرياف دير الزور مجتمعة، إذا بلغت نسبة التدمير في البنية التحتية أكثر من 80% من مساحة هذه المناطق، ولم يبق من سكانها إلا العشرات فقط، حيث إن الغالبية مهجّرون داخل سوريا وخارجها.
وما زالت ميليشيا أسد وإيران تواصل عمليات الاستيلاء على منازل المدنيين في محافظة دير الزور وريفها. وقال الناشط خلف الخاطر لأورينت نت إنه منذ بداية شهر آب /أغسطس تم توثيق (64) عملية استيلاء على منازل تعود ملكيتها لمدنيين معارضين لنظام أسد، وأشخاص مهجّرين خارج سوريا في مدينة الميادين وبلدتي بقرص والطيبة، وتمت عمليات الاستيلاء هذه من قبل عناصر الكتيبة الثالثة التابعة للروس، وميليشيات "الفرقة الرابعة وحزب الله ولواء القدس، والحرس الثوري وفاطميون"، وجميع العقارات المُصادَرة تم الاستيلاء عليها بالقوة، هذا في الميادين ومحيطها أما في البوكمال فازدادت عمليات الاستيلاء على العقارات من قبل ميليشيات إيران.
ويتشابه قرار مصادرة العقارات وأملاك المطلوبين الصادر عن النظام مع القرار الذي صدر عن تنظيم داعش في دير الزور عام 2015 حيث صادر جميع أملاك المطلوبين له آنذاك بعد أن استولى على المنطقة.
وإلى جانب عمليات الاستيلاء على العقارات تبرزُ على الواجهة عمليات شراء الأراضي والمنازل من قبل أشخاص محسوبين على إيران سواء في البوكمال أو في الميادين.
ويتصدر المشهد في الميادين المدعو "مؤيد الضويحي" قائد ميليشيا السيدة زينب، والذي تشيّع مؤخراً وحصل على الجنسية الإيرانية باسم جديد هو (جواد) نظراً لخدماتهِ الكبيرة لإيران ومشروعها في دير الزور، كما تربطهُ علاقات وثيقة مع قيادات وحجاج إيرانيين أبرزهم الحاج صادق والذي كان مشرفاً على المركز الثقافي الإيراني بالميادين والحاج حسين أحد أكبر قيادات الحرس الثوري والحاج أحمد القائد الجديد للحرس الثوري.
وساهم الضويحي بعمليات شراء عشرات العقارات لصالح أشخاص إيرانيين في الميادين، وآخر تلك العمليات كان شراء منزل مكوّن من عدة طوابق ويقع على أطراف حي التمو بالميادين وقريب من المربع الأمني حيث تم شراؤهُ بمبلغ 50 ألف دولار، وتبعه شراء فيلا ضخمة تقع قرب دوار البلعوم وتم شراؤها بـ80 ألف دولار.
وكانت ميليشيا أسد استولت العام الفائت على عشرات الهكتارات من الأراضي الزراعية العائدة ملكيتها لأشخاص مطلوبين ومهجّرين، في ريفي دير الزور الشرقي والغربي، حيث تمت زراعتها بالقمح من قبل ضباط النظام، لكن الموسم الزراعي كان فاشلاً بكل المقاييس.
التعليقات (2)