ما حقيقة الصراع الطائفي بين طالبان وقوات شاه مسعود؟

ما حقيقة الصراع الطائفي بين طالبان وقوات شاه مسعود؟
بُشرى كبرى حملها يوم التاسع من سبتمبر أيلول عام 2001 لحركة طالبان الأفغانية -قبل يومين من تفجيرات 11 سبتمبر- بعد أن تمكّن تونسيان يتبعان تنظيم القاعدة ادّعيا أنّهما صحفيان من الوصول إلى قلب وادي الأسود الخمسة (بنج شير) ومقابلة الزعيم الأفغاني ذي الأصول الطاجيكيّة أحمد شاه مسعود المعروف بأسد بنج شير وقتله في عرينه.

يعود العداء بين طالبان وأحمد شاه مسعود إلى العام 1995، عندما حاولت الحركة السيطرة على مدينة كابل، ليكون أحمد شاه مسعود لهم بالمرصاد، وكان حينها يشغل منصب وزير الدفاع بحكومة برهان الدين ربّاني، حيث هزمهم شاه مسعود على أبواب كابل وردّهم على أعقابهم، لتُعيد الحركة محاولاتها المُستمرّة وبدعم مُباشر من باكستان وتُسيطر على كابل في سبتمبر أيلول عام 1996.

بعد سقوط كابل؛ انسحب شاه مسعود إلى مسقط رأسه في وادي (بنج شير) وبدأ من هناك عمليّة مقاومة واسعة ضد طالبان وعمل على تشكيل تحالف الشّمال من قوى هي بالأساس كانت مُتصارعة فيما بينها، غير أنّ عداءها لطالبان جمعها خلف أحمد شاه مسعود، ليبدأ الأخير حرباً لم يتمكّن خلالها إلّا من السيطرة على 30% من الأراضي الأفغانية.

يعتقد البعض مُخطئين أنّ أحمد شاه مسعود يتبع للمذهب الشيعي، وأن خلافه مع طالبان السُنّية دينيّ، غير أنّ الواقع يقول إنّ الطرفين يدينان بالمذهب السُنّي، بل أكثر من ذلك؛ يتبع الفصيلان أو قياداتهما لأحزاب إسلامية تتخذ من حركة الإخوان المسلمين مرجعيّةً لها، كحزب الجمعية الإسلامية الأفغانية التي ترأسها إبان الحرب الأفغانية برهان الدين ربّاني، وكان شاه مسعود من أبرز أنصارها، وحزب الوحدة الإسلامي الذي شكّله قلب الدين حكمتيار (غلبدين حكمتيار) وكانت حركة طالبان أبرز أنصاره.

ويعتقد البعض أيضاً وهم مخطئون أنّ خلاف طالبان وأحمد شاه مسعود هو خلاف إثني وقومي، غير أنّه وبالنظر إلى القوى المتحاربة في أفغانستان يتبيّن أنّ قوى الجانبين تتألف من مجموعة من الأعراق والقوميّات، فتحالف الشمال -أو كما يُسمى بالجبهة المتحدة- يضمُّ إلى جانب قوات مسعود ذات الأغلبية الطاجيكية وقوات دوستم الأوزبكية، قوات الهزارة بقيادة محمد محقق وقوات البشتون بقيادة عبد الحق وحاجي عبد القدير.

أما قوّات طالبان فتضم إلى جانب الغالبية البشتونية أعداداً كبيرة من المُقاتلين الطاجيك والأوزبك، وجميعهم كانوا من طُلاب العلوم الشرعية من الذين درسوا في مدينة بيشاور الباكستانية.

خلال الحرب الأفغانية ظلّت ولاية "بنج شير" عصيّةً على قوات حركة طالبان، على الرّغم من سيطرتها آنذاك على معظم الأراضي الأفغانية، حيث التجأت لها آنذاك القوات الحكومية والرئيس برهان الدين ربّاني ووزير الدفاع أحمد شاه مسعود عقب استيلاء طالبان، واليوم يُعيد التاريخ نفسه، ويعود نجل أحمد شاه مسعود للوادي ذاته، غير أنّ التحالفات الدوليّة القائمة اليوم، والتحالفات داخل أفغانستان ذاتها تغيّرت، وانفرط عقد تحالف الشمال الذي كان أحمد شاه مسعود قائده، وضرب الفساد أركان الحركات الإسلامية التي قاتلت طالبان فيما سبق.

تُرك أحمد شاه مسعود الابن وحيداً أمام قوّات طالبان التي اجتاحت أفغانستان من أقصاها إلى أقصاها، وسقط وادي (بنج شير) ولم يستطع الأسد الابن حماية عرين والده، غير أنّه ومن أحد كهوف ذلك الوادي أعلن وبرسالة صوتيّة مواصلته القتال ضدّ حركة طالبان، مؤكداً أنّه لا يزال في المنطقة، أما طالبان وعلى طريقة الجنرال غورو في سوريا حين ذهب إلى قبر صلاح الدين، ذهب مُقاتلوها إلى قبر أحمد شاه مسعود ولسان حالهم يقول: "ها قد عدنا يا بن الأسود الخمسة".

التعليقات (1)

    فضل

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    الصراع على الحكم لدى المسلمين منذ بداية الدولة الامويه والى الان سبب ضياع الامة الكرسي قيم جدا لدى المسلمين
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات