أورينت نت تجوّلت في مداجن وأسواق إدلب، واستوضحت عن سبب ارتفاع الأسعار، كما سلطت الضوء على وضع الأهالي الاقتصادي الذي لم يعد يحتمل غلاء جديداً.
ارتفاع تكاليف الإنتاج.. السبب الرئيسي للغلاء
تتعرض سوق اللحوم البيضاء وفي مقدمتها الفروج لموجة خسارات متتالية، استمرت إلى ما بعد عيد الأضحى الفائت بعشرين يوماً تقريباً، حيث بيع طن الفروج بـ 900 دولار بينما بلغت تكلفته 1300 دولار، نتيجة للارتفاع الباهظ في تكاليف الإنتاج من الألف إلى الياء، الأمر الذي أدى إلى عزوف عشرات المربّين عن مهنتهم، بسبب تراكم الخسارات المادية، وعدم قدرتهم على التعويض المباشر، وذلك بحسب المهندس الزراعي (صفوان سلوم) المختص في مجال الدواجن، والذي أضاف: "من الطبيعي أن يشهد سوق الفروج والبيض هذا الارتفاع، نتيجة لموضوع السببية، فعلى سبيل المثال ارتفع سعر طن العلف 25 دولاراً ليصبح 589 دولاراً وسعر الصوص المحلي 65 سنتاً وطن الفحم 145 دولاراً وطن النشارة 180 دولاراً للدورة الإنتاجية الواحدة المقدرة بـ٤٥ يوماً ليصبح الفروج معدّاً للاستهلاك، فكل دورة لها وضع، وكل دورة لها سعر، إضافة لتغيير طريقة دفع البدل المادي لتنزيل الأعلاف والصيصان ليصبح نقداً حصراً بعد أن كان بالتقسيط، وهذا أيضاً انعكس سلباً على المربين الذين أُثقل كاهلهم بأعباء إضافية، حتى اقتصر الأمر على شركات معينة فقط مثل اليمامة، المراعي، العيس، الخير، العواد".
ولدى سؤالنا عن مدى تأثير منع استيراد الفروج على السوق المحلية في إدلب أجاب (السلوم):
"بالنسبة لإغلاق المعابر ومنع الاستيراد، ليس له كبير أثر على الأسعار، فعندما كان السعر في مناطقنا 1.3 دولار كان في مناطق عفرين 1.4 دولار، ومشكلة الغلاء واسعة عند الجميع حتى في تركيا، ويمكننا القول بالإجمال إن عدم التوازن بين كمية الإنتاج وحجم الاستهلاك خلق حالة من عدم الاستقرار في السوق المحلية، ومن المعروف أن أغلبية السكان في المحرر تلجأ وبكثرة لشراء الفروج والبيض واستهلاكهما".
من جهته تحدث لأورينت نت (أبو سامر) صاحب إحدى المداجن في منطقة كفر تخاريم قائلاً: "أثرت موجات الحر الشديد التي شهدتها المنطقة بشكل سلبي على وضع الفروج والصيصان، متمثلة بنفوق مئات الطيور بنسبة وصلت أحياناً للثلث، وكوني أحد المتضررين قمت بربط 10000طير، وبعد شهر ونصف بعت منها 8000 طير فقط، الأمر الذي أدى لخسارتي بشكل كبير".
إدلب وعفرين.. سعر واحد ومتضرر واحد
قبل عشر أيام فقط كان سعر صحن البيض ما يقارب 13 ليرة تركية وسعر كيلو الفروج الحي 9 ليرات تركية في أحسن أحوالهما، ولكن حالياً زاد السعر للنصف لكل منهما بشكل كبير.
وعن الأسعار والإقبال حدثنا (سعد أبو نورس) صاحب أحد محلات الفروج في إدلب قائلاً: "أشتري الفروج بسعر غالٍ وأبيعه بسعرٍ غالٍ حسب الفاتورة بنسبة ربح معينة بغض النظر عن انخفاض سعره أو ارتفاعه، وحالياً سعر الفروج 16 ليرة تركية وصحن البيض 22 ليرة تركية، وبشكل عام أسعار كهذه تعتبر مرتفعة جداً وغير مألوفة خاصة في فصل الصيف، الذي تكون معه أسعار الفروج أرخص مما هي عليه حالياً، الأمر الذي سبب ضعفاً في إقبال الأهالي "المستهلكين" على الشراء، وبالنسبة لأسعار سوق منطقة عفرين فهي واحدة تقريباً بفرق ليرة أو ليرتين تركية عن منطقة إدلب لصالحهم".
كما سألنا أحد المستهلكين عن رأيه بالأسعار الحالية فأجاب: "الأسعار غالية جداً والناس لا يوجد عندها قدرة للشراء، كما إنه لم يعد ينقصنا ارتفاع جديد خاصة أن الدخل ثابت، ناهيك عمن لا دخل له"، مضيفاً: "أنا أقصر شرائي على الفروج مرتين بالشهر، أما البيض فأقوم بشرائه مرة أو مرتين في الأسبوع حالياً بسبب أسعارهما المرتفعة".
انفراج قريب.. وتحسن مرتقب
"ويشهد سوق الفروج حالياً تحسناً ملحوظاً وإقبالاً على الشراء نتيجة لانخفاض درجات الحرارة وتراجع نسبة نفوقه، وارتفاع نسبة نجاح التربية وزيادة الأعداد، وبالتالي تحقيق ربح أفضل بسعر مناسب للمستهلك، الأمر الذي قد يبشّر بانفراج قريب وتهاوٍ بالسعر وزيادة في الإنتاج"، وذلك بحسب الطبيب البيطري (أحمد الزيون) الذي تابع بالقول: "تحسن السوق وانخفاض وتيرة أسعار الفروج والبيض أمر حتمي مستقبلاً، ولكن ليس في العشرين يوماً الحالية، وإنما بعدها بقليل لإتمام دورة إنتاج جديدة، والسوق يكسر نفسه بنفسه خاصة مع تحسن الإقبال على سوق الصوص بأنواعه الثلاثة: المكرتن التركي بسعر 80 سنتاً والمعد للتفقيس بسعر 65 سنتاً والمحلي وهو قليل بسعر 30 سنتاً، الأمر الذي يضعنا أمام عدد كبير من الصيصان من شأنه زيادة الإنتاج وبالتالي تدني السعر".
ويبقى أهالي المحرر هم الحلقة الأضعف ضمن سلسلة الإنتاج والاستهلاك وعدم الاكتفاء على جميع الصعد بغض النظر عن السبب والمسبب.
التعليقات (1)