وقال المُنسحبون في بيان انسحابهم إنّه تمّ نسف مبدأ الديمقراطية وأصول العمل السياسي الجاد والفعّال، من خلال الممارسات الملتوية والتي تريد الهيمنة على المؤتمر ومُخرجاته. إضافة للتجاوزات غير الديمقراطية، وبناءً عليه تمّ التوافق على الانسحاب من الهيئة العامة للمؤتمر، وعدم الاعتراف بكلِّ ما صدر ويصدر عن هذا المؤتمر لاحقاً.
وختم المُنسحبون بيانهم بأنّ "العمل جارٍ لعقد مؤتمر وطني جامع يلبّي طموحات شعبنا ببناء دولة المواطنة والعدالة والمساواة".
معلومات خاصة حصلت عليها أورينت أكدت أنّه وبعد انتهاء المؤتمر انقسم المُجتمعون إلى تيارين: الأول بقيادة هيثم منّاع ورجل الأعمال خالد المحاميد والذي استحوذ على كافة مكاتب المؤتمر، والقسم الثاني الذي مثّله اللواء محمد الحاج علي والذي عاد بُخفَّي حُنين من المؤتمر دون أيِّ مكاسب.
أكثر من ذلك؛ تؤكد المعلومات أنّ المنسحبين الجدد من المؤتمر لا يتجاوز عددهم الثلاثين عضواً، فيما بقيّة الأعضاء انسحبوا منذ نهاية المؤتمر قبل أسبوعين احتجاجاً على المُمارسات التي تمّت خلاله وأبرزها الطروحات التي تقدّمت في المؤتمر، والتي لم ترقَ لمأساة السوريين، إضافة لعدم رفع علم الثورة السورية خلال المؤتمر، ناهيك عن مطالبات الكرد خلال المؤتمر بالاعتراف بهم كـ "شعب كردي" يعيش في سوريا، وليس مكوناً من مكونات السوريين كالعرب والآشور والتركمان..
وأكدت مصادر خاصة لأورينت نت أنّ المُجتمعين تخوّفوا من سيطرة روسيا على المؤتمر نتيجة التقارب بينها وبين عدد من المؤتمِرين، ولا سيما هيثم المناع وخالد المحاميد، حيث اعتبر عدد من المؤتمِرين أنّ وجود هذه الشخصيّات يُمثّل وجهة النظر الروسية وسيطرتها على المؤتمر وأعماله ونتائجه.
بدوره، درويش خليفة أحد المنسحبين من المؤتمر قال لأورينت نت، إنّه من المؤسف أن تُرفع شعارات للجذب العددي فقط، كاستعادة القرار الوطني، في الوقت الذي يعيش فيه السوريون حالةً من اليأس، وينتظرون بارقة أملٍ تُعيد لهم الثقة بالنفس، بعد أن قامت القوى المسيطرة على الجغرافيا السورية بتسليم قرارها لداعميها، مثل النظام والائتلاف وقسد.
وأضاف: "في الحقيقة شاركت لمدة لا تزيد عن ثلاث ساعات في اليوم الأول من المؤتمر عبر منصة زووم، لكن لم أشعر بعمق الطروحات والتصاقها بالعنوان والهدف الكبير؛ فإحدى الطروحات كانت من شخص ليس معروفاً بالنسبة لي، يطالب بإدراج مصطلح (شعوب) بدلاً من شعب، في إشارة منه إلى الكرد وباقي القوميات السورية، وآخر يطالب بالتأكيد على علمانية سوريا في وثائق المؤتمر بشكل واضح وصريح وليس الالتفاف على الفكرة، ناهيك عن عدم وضع علم الاستقلال، الأمر الذي أدى بالكثيرين للانسحاب، على مستوى القوى السياسية والشخصيات المستقلة".
واستغرب خليفة من وضع اسمه في قائمة المُنسحبين الجدد، فهو انسحب بعد ثلاث ساعات من انطلاق المؤتمر، يقول خليفة: "ما يثير استغرابي هو إدراج اسمي في كل عملية تنادي بالانسحاب، وأنا بالكاد استمعت للكلمة الافتتاحية ومداخلات لبعض المشاركين فيزيائياً".
وختم خليفة: "على ما يبدو، ستبقى حالة الإحباط واليأس مرافقة السوريين الذين يتطلعون لبناء دولة عصرية ذات سيادة وطنية بعيدة عن الإملاءات الخارجية والانبطاح من أجل مناصب كرتونية في دولة باتت تصنف ضمن الدول المركبة، أي الفاشلة وبكل وضوح".
وكان المؤتمر انطلق في الثاني والعشرين من شهر آب/ أغسطس الماضي في مدينة جنيف السويسرية، وقال حينها عدد ممن حضروا المؤتمر إنّه لا يختلف عن كل المؤتمرات أو المبادرات التي خرجت خلال السنوات الماضية، ولا سيما بعد التدخل الروسي في سوريا، ويتحدث المؤتمر عن خارطة طريق منبثقة من القرار الدولي 2254.
التعليقات (2)