فعندما نقول دولة محتلة لدولة أخرى، فهذا يعني أنّ دولة خارجية ما قد استولت على أراضي دولة أخرى بالقوة. وإذا ما أدى الاحتلال إلى بقاء السكان الأصليين، فإن الاحتلال ينسحب على سلب الأرض وممارسة العنف على السكان ونهب ثرواتهم.
ولقد تواضع المؤرخون على أن الاحتلال هو دائماً خارجي، ويتم بقوة دولة على دولة، أو جماعة على جماعة. والنتيجة المترتبة على أي نوع من الاحتلال هي سلب حقوق من وقعوا تحت سلطة الاحتلال من الحقوق المادية إلى الحقوق المعنوية.
فكل أنواع الاستعمار الغربي لمناطق العالم هي احتلال، واحتلال الحركة الصهيونية احتلال إجلائي، واحتلال إيران للأحواز احتلال وهكذا.
فسلطة الاحتلال، تاريخياً، هي سلطة احتلال خارجي، ولم يعرف التاريخ سلطة احتلال داخلي.
ما هي سلطة الاحتلال الداخلي؟
سلطة الاحتلال الداخلي هي سلطة جماعة بوصفها أقلية على سلطة دولة بالقوة، وممارسة سلوك المحتل الخارجي بعنف أكثر وممارسة قهر السكان. فهناك ما هو مشترك بين سلطة الاحتلال الخارجي وسلطة الاحتلال الداخلي. ومن هذه السمات المشتركة:
1-عدم الانتماء إلى المجتمع والبلد المحتل، فكل محتل، هو عملياً، خالٍ من الوطنية.
2-ممارسة كل أشكال القمع، مع الفرق بأن الاحتلال الخارجي يكون قمعه محكوماً باتقاء شر السكان الأصليين المادي، فيما المحتل الداخلي يمارس كل أشكال القمع على كل أشكال نمط الحياة وتمرد المنتمين إلى الوطن.
3- نهب خيرات البلاد والعباد، فلسفة الاحتلال الداخلي تعوّل على الفساد المطلق، والاعتداء على حق الملكية.
4-يستخدم الاحتلال جمهوراً من المخبرين والعسس لاتقاء تمرد أبناء الوطن.
6-تحطيم القيم الأخلاقية وإشاعة أخلاق العبودية والخنوع والعصبية الوطنية.
7-إذا أحس الاحتلال الداخلي بأي خطر داخلي غير قادر على مواجهته فإنه لا يتوانى عن استدعاء أشكال متعددة من الاحتلالات الخارجية، فتقع البلاد تحت الاحتلالين الخارجي والداخلي وهذه الحال حال نادرة، نموذجها سوريا والعراق.
8-ومن الاستثناء التاريخي أن يقوم الاحتلال الداخلي بسلوك الاحتلال الخارجي بطرد السكان وإحلال غرباء محلهم. لكن سلطة الاحتلال الداخلي إذا ما وجدت خطراً محدقاً بسلطتها من سكان أية منطقة من الوطن فإنها سرعان ما تُمارس إجلاء السكان وطردهم.
هذا النص الذي كتبناه ليس سوى منهج عام لفهم حركة الاحتلال الداخلي وسلوكه.
التعليقات (3)