الكشف عن عصابة للنظام تمتهن الاحتيال على ذوي المعتقلين

الكشف عن عصابة للنظام تمتهن الاحتيال على ذوي المعتقلين
كشفت أورينت نت عصابة "مافيا" تابعة لنظام أسد تحتال على ذوي المعتقلين السوريين تحت مزاعم الكشف عن مصير أقاربهم في معتقلات ميليشيا أسد والعمل على إطلاق سراحهم لقاء مبالغ مالية ضخمة تصل إلى عشرات الملايين، وذلك في إطار فضح أساليب الاحتيال والنصب المتبعة من قبل عصابات مرتبطة بكبار مسؤولي نظام أسد ومخابراته.

ويسلط هذا التقرير الضوء على تجارب عديدة يرويها عدد من الأشخاص الذين تعرضوا لعمليات احتيال خلال سؤالهم وبحثهم عن ذويهم  المغيبين في معتقلات ميليشيا أسد منذ سنوات، متضمنا وثائق مختلفة كتسجيلات صوتية ومحادثات دردشة وأرقام تفضح أعضاء العصابة التي تديرها امرأة بأسماء وحسابات فيسبوكية مختلفة بغرض الحصول على مبالغ مالية.

أساليب الاحتيال

وفي التفاصيل، يقوم أعضاء العصابة بالتواصل مع ذوي المعتقلين من خلال حسابات وأسماء وهمية في "فيسبوك"، ويدعي الحساب الوهمي أثناء مراسلتهم أنه شخص يعرف المعتقل المقصود ويخبرهم عن معلومات كاذبة توحي بأن الشخص المعتقل موجود في "مكان وزمان ما بأحد المعتقلات"، وعلى سبيل المثال يدعي أن "فلان كان معي في سجن صيدنايا في الجناح كذا منذ بعض الوقت"، ومن خلال تلك المصيدة يبدأ التواصل بين الحساب الوهمي وأقارب المعتقل، بإيصاله بحساب آخر على أنه "محامٍ" قادر على إطلاق سراح قريبه المعتقل، وبعدها يطلب المحامي مبالغ مالية كبيرة بـ "الدولار" لقاء البحث عن الشخص المطلوب بالمعتقلات والعمل على إطلاق سراحه.

ويتواصل المحتالون مع الضحايا عبر  فيسبوك بأسماء وهمية مختلفة عرفنا منها "ميرا رضا" و"ناي صباغ"، وآخرون كثر، حيث تكرر نفس الأسلوب المتبع مع الباحثين عن ذويهم المعتقلين بالادعاء أن صاحب الحساب الوهمي التقى بالمعتقل المقصود في السجن، ويعطيهم معلومات ومواصفات متطابقة مع قريبهم ولكنها ليست معلومات مميزة، ليكون ذلك بداية إيقاعهم في الفخ الاحتيالي والانتقال بعدها لحساب "واتساب" و يعود لامرأة تدعي أنها محامية "شاطرة" لكنها هي في الواقع "نصابة"، ومن خلال التحري والتحقق وسماعنا للتسجيلات الصوتية التي وصلتنا، تبين أن المرأة ذاتها تواصلت مع جميع الضحايا بصفتها "محامية" وبأسماء مختلفة وأبرزها (كندة تركي) (كندة تركي السيدة سلمان) (كندة دمشقي) (آلاء العبد الله) وغيرها من الأسماء الكثيرة.

ضحايا يروون تجاربهم

ومن خلال البحث والتحري، فإن ضحايا كثر تواصلوا مع أورينت نت وكشفوا تفاصيل عمليات الاحتيال التي تعرضوا لها خلال الأسابيع والأشهر الماضية، مع اختلاف أماكنهم وظروفهم، إلا أن السيناريوهات المختلفة وصلت بنا إلى عصابة واحدة تقودها امرأة تزعم أنها محامية وتسمي نفسها في أكثر الحالات "كندة"، ولكن الأخطر أنها تكمن أيضا في استخدام "كندة" لهويات بعض الأشخاص بغير علمهم أو في الغالب هي هويات مسروقة.

الضحية (عمر . ا) يروي تجربته ويقول لأورينت إن حسابا مزيفا على فيسبوك تواصل معه أثناء سؤاله عن قريبه المعتقل منذ سنوات في أحد المجموعات الفيسبوكية المتخصصة للسؤال عن المعتقلين، وادعى صاحب الحساب أنه التقى قريب (عمر) في سجن صيدنايا وأعطاه بعض المعلومات والمواصفات الكاذبة، وبعد ذلك انتقل إلى خطوته التالية بأنه يعرف "محامٍ شاطر" ويقدر على إطلاق سراح قريبه من المعتقل.

وبالفعل، تواصل (عمر) مع حساب مزيف لـ "المحامي" ومن ثم انتقل التوصل إلى تطبيق "واتساب" وكانت المتحدثة امرأة تسمي نفسها "كندة سلمان" وأكدت له خلال المحادثات المتكوبة والصوتية أنها استخرجت وكالة لقريبه المعتقل (أ) وبدأت بالعمل على إطلاق سراحه، وأنها أيضا التقت المعتقل بزيارة خاصة للاطمئنان عليه وقالت بحسب تسجيل وصلنا: "أنا أكيد شفته لأحمد وعملتلو الوكالة وبعتها للتصديق إن شاء الله، وبورجيك ياها بكرا، اطمنوا الأمور كلها بخير وبتوقع الأمور أسهل مما كنا منتصور".

غير أن "كندة" طلبت مبلغ (3500 دولار) مقابل عملية إطلاق سراح المعتقل (أ) وقالت بتسجيل صوتي لـ (ع): " 3500 دولار كرمالك، باخد أول شي 1000 ألف دولار تحويل على بيروت عالمكتب اللي منتعامل معه، وبتحب ابعتلك رقم هويتي مافي مشكلة) وقالت في تسجيل آخر: "أنت بتقوله هي للأستاذة كندة سلمان، مكتب الأستاذ المحامي سامي مملوك، هو يبعرف كيف يحولنا وهو متعامل معنا قبل هالمرة وعاطيني مصاري، قلو هدول للمحامية كندة"، كما اشترطت أن يكون التحويل عبر طريق شخص لبناني في بيروت (يعمل حلاقا) ورفضت تسليمها الأموال باليد أو عن طريق مكاتب التحويل المعروفة، ليقوم (ع) بتحويل دفعة من الأموال (600 دولار) لها حسب الاتفاق، كما روى لنا.

وبعد انتظار وأخذ ورد، بدأت خيوط العملية الاحتيالية بالتكشف حين عمدت للتهرب واختلاق أكاذيب من هنا وهناك لإشغال (ع) عن الهدف الرئيسي وعدم إعطائه أي دليل حول وجود قريبه بالمعتقل بسجون ميليشيا أسد أو أنه مازال على قيد الحياة، ليتضح لـ (ع) أنه تعرض لعملية نصب واحتيال تقف وراءها "كندة" وشركاؤها في لبنان، وبعد مواجهتها بالحقيقة بدأت بتوجيه الشتائم اللاذعة لـ (ع) ومن ثم حظرته على موقع "فيسبوك" وتطبيق "واتساب"، وتتحفظ أورينت على نشر تلك التسجيلات المليئة بالشتائم لسوء محتواها.

أما (س) وهي امرأة من مدينة سراقب بريف إدلب، فهي أيضا كانت على تواصل مع "كندة"، وتروي في حديثها لأورينت نت، أن المرأة "النصابة" تواصلت معها باسم مستعار (ناي صباغ)، حين نشرت (س) منشورا على إحدى المجموعات الفيسبوكية المختصة بالسؤال عن المعتقلين، ليقول لها الحساب برسالة على مسنجر "قريبك كان معي وموجود بالجناح الخامس بسجن صيدنايا" وبعد ذلك ادعى معرفة محام قادر على إطلاق سراحه مقابل مبلغ مالي، كما حدث مع (عمر ا).

وتضيف السيدة الثلاثينية أنها تواصلت مع المحامية المفترضة والتي تسمي نفسها  (كندة دمشق)، والتي زعمت أنها تعرف معلومات عن قريب (س) المعتقل منذ سنوات في سجون ميليشيا أسد، وطلبت منها مبلغا ماليا (5000 دولار) وطالبتها بتحويل دفعة أولى (1000دولار) لتبدأ بإجراءات الفيش الأمني والسؤال عن المعتقلين، لكن ولحسن حظها نجت السيدة من خسارة المبلغ بعد تشابك المعلومات بين الضحايا واكتشاف أمر "النصابة كندة".

أما (أبو طارق)  ابنه معتقل منذ عام 2013)، تواصل معه شخص على تطبيق "مسنجر" وادعى برسالة قصيرة أن ابنه كان معه في سجن صيدنايا وأنه يعرف محاميا قادرا على إطلاق سراح ابنه، وأعطاه رقم المحامية ليتواصل معها، ويتبين أنها ذاتها "كندة"، وكالعادة مارست عليه ذات الضغوط والأساليب حتى وقع في شباك لعبتها وأرسل إليها مبلغ (350 دولارا) كدفعة أولى لتبدأ البحث عن ابنه في المعتقلات.

ويقول الرجل الستيني لأورينت نت، إن المدعوة "كندة" أصرت على تحويل المبلغ إلى مكتب "الأمانة" ببلدة معقلين بمنطقة الشوف بلبنان وعن طريق شخص يدعى (معضاد صعب حرب)، ومن خلال التواصل على رقمي واتساب (+961 76 657 723⁩) (⁦+44 7575 911047⁩)، وبعد استلامها المبلغ أنهت كندة أي اتصال مع أبو طارق الذي هددها حين حس بعملية النصب، لكن "كندة" ردت عليه بوابل من الشتائم كما فعلت مع آخرين.

كما كشف (ح ح) لأورينت نت وهو من سكان منطقة جسر الشغور  أنه تواصل أيضا مع المدعوة "كندة" للسؤال عن قريبه المعتقل وحين طلبت منه تحويل مبلغ (1000 دولار)، أصر (ح ح) على إرسال هويتها للتأكد من شخصيتها قبل التحويل، وبالفعل أرسلت صورة هوية عبر تطبيق الواتساب لكنها هوية تحمل اسم (آلاء العبد الله) وكذلك أرسلت لضحايا آخرين هويات مختلفة، ونرفق صورة الهوية التي وصلتنا في المقال كأحد الوثائق.

ابتزاز ممنهج

وكانت رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا كشفت في تقرير بكانون الثاني الماضي عن حجم الأموال الهائلة التي جنتها قوات الأسد وأجهزتها المخابراتية والقضائية من خلال ابتزاز أهالي المعتقلين والمفقودين في سجونها منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.

وبحسب التقرير فإن نظام الأسد جنى ما يقارب 900 مليون دولار أمريكي منذ عام 2011 وحتى نهاية عام 2020، من خلال عمليات الابتزاز المالي التي تعرضت لها عائلات المختفين قسرا والمعتقلين في مناطق سيطرة قوات الأسد، عبر عمليات ابتزاز مالي مورست على الأهالي مقابل تزويدهم بمعلومات عن أبنائهم وأحبتهم أو أطلاق سراحهم أو حتى مقابل وعود بزيارتهم في أماكن الاعتقال.

واستند التقرير إلى 508 مقابلات مع عائلات معتقلين مختفين منذ خريف عام 2018، وحتى نهاية عام 2020، ويكشف معلومات دقيقة عن تفاصيل حدثت وتحدث مع المخفيين قسرا وكيفية الإخفاء للمعتقلين والجهات المسؤولة والمتورطة بذلك الإخفاء والأموال الضخمة جدا التي تجنيها ميليشيا أسد في تلك العمليات المتكررة.

التعليقات (2)

    Hasn

    ·منذ سنة 10 أشهر
    ارجو التواصل معي

    إبراهيم زيدان

    ·منذ سنة 7 أشهر
    ومن فترة أتواصل معنا شخص علماسنجر قال انو كان معو بسجن صيدنايا (ايداع) طلبت منه رقم لي طالعة بعتلي رقم محامية واسم المكتب ( عمار ديوب) وحكيت المحامية قالتلي تكرم رح قدملك طلب لمحكمة الإرهاب ونشوف ازا موجود تاني يوم بعتتلي ورقة مصدقة ومختومة من المحكمة انو موجودوقالتلي بيكلف ليصير برا السجن ٨٠٠٠الف دولار ولحتى تابع عمل بوكالة وه ل أمور بدا دفعة أولى ١٥٠٠ دولار وبلمختصر ابعتلاحوالات وتبعتلي أوراق مختومة وانا صدقا كلما قلا بدي شوف اخي تقول المحكمة الغيابية ومجلس طبي غيابي مابتقدر تشوفو لحتا يطلع علااساس شغلة كلا مارح تطول اسبوع وقت ليصار يوم بدو يطلع في دخلت علااساس طالعو وبعدا حظرتناوماعادت ترد ابدا وهاي رقما 0963939696851واسما بحوالات شركة (سوا) كندة تركي السيد سلمان الصور والأوراق كلها موجودة وهاي الاشعارات تاريخ الحوالة : 22-08-2022 اسم الشركة : شركة سوا الرقم العام : 522080219231 المرسل : كوين المستفيد : نور عبدالله الحلبي هاتف المستفيد : 963939696851 مبلغ التسليم : 4,250,000.00 ليرة سورية الوجهة : سوريا / دمشق . تاريخ الحوالة : 20-08-2022 اسم الشركة : شركة سوا الرقم العام : 52208
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات