مقتل نوروزي الذي شارك بعدّة عمليات لقتل السوريين كالهجوم على البوكمال وتهجير السوريين من مدينة حلب، والهجوم على إدلب وتدمر، يفتح أبواباً من التساؤلات حول سبب موته في الوقت الذي لم تُعلن فيه أيّ جهةٍ وجود استهدافٍ بالكيماوي.
ويُشكّل مقتل نوروزي أيضاً دليلاً قويا على نشاطات إيران الكيماوية في سوريا، وما مقتل نوروزي بهذه المواد إلّا كونه أحد مُطوِّري تلك الأسلحة، لتجربتها على السوريين المعارضين لأسد ونظام الملالي في سوريا.
معلومات حصرية حصلت عليها أورينت أكّدت أنّ مُطلقي الصواريخ المحمّلة بالسلاح الكيماوي على بلدات الغوطة الشرقية كان منهم 4 عناصر إيرانيين أرسلهم نظام الملالي لمساعدة نظام الأسد في تطوير أسلحة كيميائية، وطُلب منهم إطلاق تلك الصواريخ على البلدات الثائرة.
أحد العناصر الإيرانيين الأربعة وهو ضابط منشق، رفض المُشاركة بتلك الجريمة، وقال لأورينت إنّه ومع وصوله إلى طِهران بعد انتهاء العمليّة تمّ سجنه في سجن عسكري بمحافظة تبريز، لكن لم تطل الإقامة به هناك حيث أفرج عنه نظام الملالي بعد فترة قصيرة.
وقال الضابط الذي رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية: "طلبوا منّا إطلاق الصواريخ على بلدات الغوطة الشرقية، كان سلاحاً جديداً طوّرته إيران، وأرادت تجربته هناك"، وأضاف: "كنا لا نعرف مدى قدرته على القتل، أخبرونا أنّه لن يقتل أحداً، وكان الهدف من تجربة هذا السلاح هو التحضر لأيِّ هجومٍ بري على إيران، أرادوا معرفة مدى تأثيره إذا تمّ إطلاقه داخل المدن الإيرانية لمواجهة أي عدو داخلي، غير أنّ ما جرى في سوريا كان مُغايراً لكلِّ تلك الادعاءات".
وأضاف العنصر: "تمكّنت من الخروج من إيران والهرب إلى أذربيجان، وأنا أعيش الآن في إحدى الدول الأوروبيّة، وقدّمت شهادتي تلك إلى الأمم المُتحدة، وأنتظر اليوم الذي يتمُّ فيه مُحاسبة النظام الإيراني".
وتعتبر شهادة الجندي الإيراني ومقتل نوروزي، قرائن قوية على أن نظام الملالي شريك أساسي لنظام أسد في تطوير السلاح الكيماوي، بهدف تجربتها على الشعب السوري.
وكانت مؤسسة هيريتيج الأمريكية للأبحاث والدراسات أكّدت في تقريرٍ سابق لها أنّ إيران يمكن أن تستخدم الأسلحة الكيماوية خارجياً من خلال منحها لحلفائها في المنطقة ومن بينهم نظام أسد لتجربة أنواع جديدة من المواد الكيماوية بدلاً من تلك التي استخدمها ضد المدنيين وضد معارضيه خلال الحرب الدائرة هناك.
التعليقات (1)