وتعاطفا وإنصافا لتاريخها المهني ودورها المحوري في مسار الثورة السورية، عبّر الكثيرون من حقوقيين وإعلاميين على مواقع التواصل الاجتماعي عن رفضهم وقف عمل مراسلي قناة أورينت داخل المناطق المحررة، بعد إبلاغ مراسليها من مسؤولي ميليشيا الجولاني (أردني الجنسية) عبر تطبيق "واتساب" بوقف عملهم بحجة "تحيز القناة واتباعها سياسة معادية للفصائل المحلية".
وأدانت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" ذلك الإجراء المتخذ بحق القناة ومراسليها وقالت في بيان لها "نُدين كافة الانتهاكات التي تقع بحق الكوادر الإعلامية والمراكز الإعلامية، والتي تسعى نحو تكميم الأفواه وإيقاف نقل وقائع الأحداث الميدانية، ونُشدّد على ضرورة تعزيز حمايتهم؛ نظراً لدورهم الحيوي في نشر المعلومات، والسماح لهم بالعمل بحرية، والتوقف عن سياسة التهديد والملاحقة والحَجْب."
وطالبت الشبكة ميليشيا الجولاني (هيئة تحرير الشام) بـ "احترام حرية العمل الإعلامي المنصوص عليه في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والسماح بدخول كافة وسائل الإعلام، والتوقف عن التحكّم بعمل الصحفيين وفقاً لمدى موالاتهم للجهة المسيطرة، وإبطال جميع القرارات الأمنية التي تقمع حرية الرأي والتعبير."
كما عدّ الفريق الحقوقي أن "تحرير الشام" تعتمد سياسة التضييق على الجهات الإعلامية وكودرها في مناطق سيطرتها بمحافظة إدلب وريف حلب الغربي، "ممّن تشعر أنهم يُشكِّلون تهديداً لفِكرها ونهجها المُتطرف؛ ما تسبَّب في الآونة الأخيرة في اعتزال أو نزوح عدد كبير منهم".
إلى جانب ذلك، فإن الكثيرين استنكروا الإجراء التعسفي بوقف عمل القناة "الثورية" داخل مناطق سيطرة ميليشيا الجولاني في إدلب واعتبروا تلك الخطوة تأتي في سياق محاربة المؤسسات الإعلامية التي تعارض نهج الميليشيا، خاصة أن القناة كانت أول صوت إعلامي تبنى مسار الثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011، بل وسخّرت كافة قدراتها لإيصال صوت الثائرين إلى العالم الخارجي، فضلا عن كشفها لجرائم ميليشيا أسد وحلفائها تجاه السوريين.
وكتب الصحفي Ibrahim Al Idlibi على حسابه في تويتر قائلا: إن "قرار إغلاق مكتب قناة أورينت في إدلب والصمت المطبق من بقية المؤسسات الإعلامية شيء محزن ، يعيد بنا في الذاكرة عندما هاجمت النصرة فصائل الجيش الحر فصيلا تلو الآخر على مبدأ (أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثور الأبيضُ) ، إن التضييق على العمل الصحفي يؤدي إلى زيادة الانتهاكات وتقويض حرية الرأي".
أما الصحفي والناشط مصعب الأشقر فكتب معلقا: "تبقى الصحافة المهنية السلطة الرفيعة في المجتمعات التي تتجه للتطور والرقي وكل ما كان منبر الصحافة مستقلا كان بناء المجتمع أسهل من قبل الحكومات، كانت قناة أورينت ناقلاً لأوجاع السوريين ومن غير الممكن الاستمرار بمنعها من العمل"، فيما عدّ Hamed Moslat أن "أورينت قناة وطنية قناة كل السوريين أوصلت صوت ومعانات ومآسي السوريين إلى العالم أجمع. ما قدمته قناة أورينت بكل طاقمها المحترفين المتألقين عجزت المعارضة وميليشياتها تقديمه. كانت وما زالت صوت وضمير الشعب السوري الأول. لكل كادرها ولمالك القناة كل الاحترام والتقدير".
سبق ذلك حملة مُنظّمة على مواقع التواصل الاجتماعي، وتقودها جهات فقدت كلّ مشروعيةٍ لها على الأرض، لتتخذ من صفحات "فيس بوك" منبراً للتهجّم على قناة أورينت التي كانت منبراً لأولئك قبل أن يُغيِّر كثير منهم مسارهم ويبتعدوا عن أهداف الثورة التي لا يجهلها عاقل، سوريا حرّة.. وسوريا لكلِّ السوريين.
تلك الجهات شاركت فيديو للزميل أحمد ريحاوي تحدّث فيه عن الميليشيات الموجودة في الجيش الوطني، وما ترتكبه من انتهاكات في المناطق التي تُسيطر عليها بحقِّ السوريين، مُطلقةً هاشتاغ (أورينت عدو الثورة)، لكن ما لم تتوقعه تلك الجهات أن يكون الرّد عليها من السوريين أنفسهم الذين عرّوا تلك الجهة، وأتت التعليقات في غالبيتها العظمى مؤيّدة للخطاب الثوري الذي تُقدِّمه أورينت.
ورغم الهجمة الشرسة وسيل الاتهامات المسوقة تجاه القناة وكادرها من قبل أصحاب الأجندات المنحرفة عن المسار الثوري، فإن أورينت مازالت ثورية بمهنيتها وأقلامها وأجنداتها الثابتة وستبقى صوت الأحرار حتى النصر وتحقيق الأهداف، لكنها ترفض بكل تأكيد أي مجاملة أو مداهنة في ثوابت الثورة على حساب دماء السوريين مهما كان الثمن، إيمانا ويقينا بأنه "لا يصح إلا الصحيح".
التعليقات (6)