درعا تحت النار مجدداً وتضارب حول أسباب انهيار الاتفاق

درعا تحت النار مجدداً وتضارب حول أسباب انهيار الاتفاق
عرقلت ميليشيا الفرقة الرابعة بتوجيه إيراني اتفاق درعا البلد الذي رعته الشرطة الروسية بهدف إنهاء الحصار ووقف الهجوم العسكري المتواصل منذ شهرين، مقابل تهجير بعض المقاتلين إلى الشمال السوري،  ما أعاد المشهد إلى نقطة البداية مع سقوط عدد من الضحايا برصاص الميليشيا.

ودخلت الشرطة العسكرية الروسية رفقة مقاتلي اللواء الثامن وأقامت نقطة عسكرية في أحياء درعا البلد يوم أمس بهدف إنهاء الحصار ووقف العمليات العسكرية، ومقابل تهجير عدد من المطلوبين إلى الشمال السوري.

عقب ذلك عرقلت ميليشيا الفرقة الرابعة ذلك الاتفاق من خلال إطلاق النار بشكل عشوائي على الأهالي المحتشدين عند حاجز السرايا بانتظار فتح الطرقات وإعادة الحياة إلى سابقها، ما أدى إلى مقتل مدني وإصابة خمسة آخرين على الأقل، وعودة القصف تجاه الأحياء السكنية وتخريب الاتفاق رغم خروج حافلة تقل ثمانية مقاتلين إلى الشمال السوري رفقة الشرطة الروسية.

في حين قال المتحدث باسم لجنة التفاوض عدنان المسالمة، إن مقاتلين اثنين من أهالي درعا كانا وراء انهيار الاتفاق بين لجنة المفاوضات من جهة ونظام أسد وروسيا، لرفضهما الخروج وفق الاتفاق إلى الشمال السوري، وأوضح: "كنّا بصَدد اتفاق يجنّبنا الحصار والحرب ويحفظ كرامتنا وأمننا يقتضي بدخول الفيلق مع الشرطة الروسية إلى محيط درعا وبهذا يتوقف القصف نهائياً ثم يتم فتح حاجز السرايا لدخول الناس والخروج منها ويدخل بعدها مخفر الشرطة كما كان سابقاً وننتهي من الحالة التي كنا فيها على أن يخرج شخصان متّهمان من قبل النظام بأنهما يشكّلان مجموعة غير منضبطة وبعد وساطة وجهاء عشائر لدى هذين الشخصين وأخذ موافقتهما على الرحيل الطوعي إلا أنهما رفضا الخروج بعد ذلك ما أدى إلى انهيار الاتفاق".

بالتزامن مع ذلك واصلت الميليشيا استقدام التعزيزات العسكرية إلى بلدات وقرى درعا خلال ساعات الليل رغم إعلان وقف إطلاق النار وتهجير بعض المطلوبين إلى الشمال، وسط مظاهرات ليلية في مدن طفس ونوى وبلدات أخرى للتضامن مع درعا البلد المحاصرة والمطالبة بوقف التصعيد، وسط تحريض طائفي من ميليشيا أسد ومعظم الموالين على صحفات التواصل الاجتماعي للدعوة إلى "إحراق درعا".

وتتعرض درعا البلد لحصار تفرضه ميليشيا أسد منذ ما يقارب الشهرين، وزادت حدّته في الأيام الماضية بشكل خانق بإغلاق جميع المنافذ ومنع دخول المواد الغذائية بما فيها الطحين وانعدام النقاط الطبية لخدمة أكثر من 11 ألف عائلة محاصرة ضمن الأحياء التي تتعرض لمحاولات اقتحام متكررة من ميليشيا "الفرقة الرابعة وبتمهيد صاروخي ومدفعي مكثف لإخضاع المنطقة لشروطها.

وشهدت المنطقة جولات تفاوضية عديدة خلال الأسابيع الماضية بين ضباط روس وضباط نظام أسد من جهة ولجنة المفاوضات من جهة ثانية، تخلل ذلك تهديد واسع من ضباط الميليشيا وعلى رأسهم وزير دفاع أسد علي أيوب بإبادة المنطقة واقتحامها لإصرارهم على تنفيذ شروطهم بتسليم كافة السلاح وتهجير المطلوبين، لكن تلك المفاوضات توقفت دون التوصل لنتيجة مع استمرار التصعيد بشكل يومي، فيما عمدت روسيا إلى تغيير الجنرال الروسي أسد الله المعني بالتصعيد الأخير.

وكان الاحتلال الروسي وميليشيات أسد بدؤوا حصار درعا البلد في 26 حزيران الماضي لإجبارها على تسليم سلاح أبنائها وإقامة بعض النقاط العسكرية داخل أحيائها، فيما توصل الطرفان لاتفاق يقضي بإنهاء الحصار ونصّ الاتفاق على تسوية أوضاع نحو 130 شخصاً ورفض تهجير أو تسليم أيّ من المطلوبين ونشر ثلاثة حواجز أمنية (حواجز ومفارز) لميليشيا أسد داخل الأحياء، لكن نظام أسد انقلب على الاتفاق بعد ساعات على توقيعه بجلب مزيد من التعزيزات العسكرية وتطويق المنطقة ومحاولة اقتحامها.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات