كاتب إيراني يواجه رئيسي بأزمات بلاده الخانقة ويضعه أمام خيارين

كاتب إيراني يواجه رئيسي بأزمات بلاده الخانقة ويضعه أمام خيارين
قال الصحفي الإيراني أحمد زيد أبادي في مقالٍ له نُشر بصحيفة (أرمان ملي) الإصلاحية، إنّه في عام 2013 قال حسن روحاني في حملته الانتخابية إن أجهزة الطرد المركزي وعجلة حياة الناس يجب أن تدورا. في الواقع تسببت هذه الجملة في ارتفاع أسهم روحاني وإسعاد الناس، لأن منافسيه في ذلك الوقت أصروا عموماً على تدوير أجهزة الطرد المركزي، الأمر الذي أدّى لابتعاد الإيرانيين عنهم، واختيارهم تحسين الأوضاع المعيشية.

وتابع أبادي: "في خطابه في ذلك العام، سعى روحاني لتحقيق التوازن بين دوران أجهزة الطرد المركزي ودوران عجلة الحياة الاقتصادية للإيرانيين، وفسّر الجمهور حينها كلماته بأنها تُشير إلى ضرورة إبطاء دوران أجهزة الطرد المركزي من أجل تسريع عجلة الإيرانيين".

ومع مرور الوقت -كما يقول أبادي- تبيّن أن أجهزة الطرد المركزي وحياة الناس تدوران باتجاهين مُختلفين، ولا بد من التضحية بإحداهما في سبيل الأخرى!، التعبير عن هذا الطرح وبهذه الطريقة يجعل الدماء تغلي بعروق من يسمون أنفسهم بالأصوليين ويسبب غضبهم وعدوانهم.

ويُضيف الكاتب: "ما هو خطئي هنا؟ لا أريد أن تغلي الدماء بعروق أحد، ولا أريد أن أُغضب أحداً أو أثير عدوانه! أتحدث عن حقيقة عارية ليس لديّ فيها أدنى دور لألعبه؛ حقيقة تُظهر نفسها كجملٍ على السّلم، ولا يمكن إخفاؤها بأي وسيلة".

برأيي -كما يقول أبادي- "يصرّ بعض أعضاء حكومة إبراهيم رئيسي وبعض أعضاء البرلمان على تجاهل هذه الحقيقة العارية، يتحدثون عن إمكانية إنعاش الاقتصاد دون رفع العقوبات، أو الحاجة إلى الإصرار على استمرار أجهزة الطرد المركزي في الدوران بشكل أسرع في المفاوضات المستقبلية".

وأردف: "في الوقت ذاته، من المستحيل إنعاش الاقتصاد دون رفع نظام العقوبات في ظل الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية الخاصة في إيران، ومن ناحية أخرى، فإن الإصرار على المواقف السابقة سيجعل المفاوضات فاشلة وغير مثمرة".

وأكّد أبادي أنّه إذا كانت حكومة رئيسي، ورئيسي نفسه، يريدان حقاً تحسين حياة الناس وإنعاش الاقتصاد، فمن الضروري لهم أن يسلكوا طريقاً واقعياً وألّا يذرّوا الرماد في أعينهم وأعين أنصارهم، مع تجنّب إعطاء وعود غير واقعية لا يُمكن الوفاء بها.

وأضاف: "أقول بتعاطف وتأكيد إنه وبدون المرونة في المواقف السابقة لن تؤدي المفاوضات النووية إلى رفع العقوبات، وبدون رفع العقوبات سيزداد تدهور الاقتصاد يوماً بعد يوم، ومع تدهور الاقتصاد، ستنخفض قدرة الشعب الإيراني على الصمود إلى الصفر، الأمر الذي سيؤدي إلى الاحتجاج والتمرد، وهو ما سينتهي إلى الفوضى أو القمع على نطاق واسع، وكلاهما كارثي على النظام السياسي في إيران.

وفي الوقت نفسه -كما يرى أبادي- تتزايد مخاطر الحرب في المنطقة، وستتسبب بآلاف الكوارث، ويعتقد أنّه وبخلاف حكومة حسن روحاني، فإن حكومة رئيسي إذا وصلت السير بهذا الاتجاه، يمكنها حل مشكلة العقوبات، لكن فرصتها في ذلك ضئيلة.

وختم الكاتب: "من الضروري الإسراع وعدم تفويت لحظة واحدة، المُرشد نصح رئيسي بالتحدث مباشرة إلى الشعب، إذاً فالصدق يُملي عليه أن يتحدث للناس بصراحة، فهل يريد أن يُنقذ الاقتصاد؟، يجب أن يقول بصراحة هل ستدور أجهزة الطرد المركزي وتدور معها عجلة حياة الناس؟، أم إنّ إحداهما ستكون فداءً للأخرى؟

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات