وفي لقاء تلفزيوني مطوّل دام ساعة ونصف الساعة بثّته قناة "خبر تورك" اعترف داود أوغلو في الدقيقة الـ 53 أن حكومة بلاده تخلت عن مدينة حلب 2016 ما سمح للروس باحتلالها وإخلائها من سكانها والتسبب بموجة ثالثة كبيرة من اللاجئين، مقابل إطلاق يد أنقرة شمال سوريا والسماح لها بتنفيذ عملية درع الفرات في العام ذاته.
وجاءت تصريحات داود اوغلو المفاجئة في إطار الحديث عن أزمة اللاجئين السوريين في ظل الأحداث العنصرية الأخيرة التي تعرضوا لها في أكثر من منطقة بتركيا.
وأوضح رئيس الوزراء الأسبق أنه في عام 2011 وصلت أول دفعة للاجئين قادمة من سوريا ثم أصبح عددهم عام 2013 نحو 300 ألف لاجئ، ما استدعى توجيه نداء إلى المجتمع الدولي لإنشاء منطقة آمنة وعدم السماح بدخولهم تركيا، الأمر الذي قابلته هيئة الأركان العامة بالرفض وفتح الأبواب على مصراعيها لهم، مُردفاً أن حرس الحدود لا يتلقّون أوامرهم منه بل من هيئة الأركان.
وأضاف داود أوغلو أن المسؤول الأول عن مشكلة اللاجئين في سوريا هو بشار الأسد ثم القوات الروسية ومن بعدها الدول التي وضعت الميليشيات هناك كإيران والولايات المتحدة، مؤكداً أنه إذا أرادت الدول الكبرى عودة اللاجئين فيجب تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الصادر في 2015 وتقديم ضمانات بعدم تعرض نظام أسد لهم حال عودتهم.
وطالب داود أوغلو الاتحاد الأوروبي باتخاذ إجراءات حقيقية لإيواء المهاجرين الذين وعد باستقبالهم، كما دعا الحكومة التركية الحالية إلى إنشاء وزارة مستقلة للهجرة تعنى باللاجئين وتعمل على عودتهم سالمين وجعلها مستقلة وفصلها كلياً عن وزارة الداخلية.
كما نفى رئيس الوزراء الأسبق الاتهامات التي وجّهها له رئيس حزب الديمقراطية DEVA علي باباجان بشأن ملف اللاجئين السوريين، وادعى فيها عدم وجود القضية السورية على ملف اجتماعات رئاسة الوزراء زمن تولّي داود أوغلو لها، إضافة إلى الاتهامات الأخرى التي وجّهتها له أحزاب معارضة بتعيين أقاربه وأصهاره في مناصب حكومية مهمة.
وكانت قضية اللاجئين السوريين والأفغان قد تصدرت مؤخراً المشهد في تركيا، فيما تسعى الأحزاب المعارضة إلى زرع الفتنة والضغط على الحكومة لطرد اللاجئين وإغلاق الحدود بوجههم مستغلة الحرائق والسيول الأخيرة في البلاد، وأحداث أنقرة التي نتج عنها نزوح مئات العائلات السورية وتدمير ممتلكاتهم ومقتنياتهم الشخصية.
التعليقات (7)