بالأمس خرجت حملة مُنظّمة تقودها جهات فقدت كلّ مشروعيةٍ لها على الأرض، لتتخذ من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي منبراً للتهجّم على قناة أورينت التي كانت منبراً لأولئك قبل أن يُغيِّر كثير منهم مسارهم ويبتعدوا عن أهداف الثورة التي لا يجهلها عاقل، سوريا حرّة.. وسوريا لكلِّ السوريين.
تلك الجهات شاركت فيديو للزميل أحمد ريحاوي تحدّث فيه عن الميليشيات الموجودة في الجيش الوطني، وما ترتكبه من انتهاكات في المناطق التي تُسيطر عليها بحقِّ السوريين، مُطلقةً هاشتاغ (أورينت عدو الثورة)، لكن ما لم تتوقعه تلك الجهات أن يكون الرّد عليها من السوريين أنفسهم الذين عرّوا تلك الجهة، وأتت التعليقات في غالبيتها العظمى مؤيّدة للخطاب الثوري الذي تُقدِّمه أورينت.
كثيرة هي التعليقات ولا يتسع المجال لذكرها، لكن ومن تلك التعليقات التي رصدتها أورينت على ذلك الفيديو ما كتبته فاطمة أحمد التي قالت: "لم يتكلم إلّا بالحقيقة، أين التشبيح بكلامه"، أما علاء البوشي فقال: "انتو زعلانين وين الغلط، مو كلن صاروا قطاع طرق، الثوار الشرفاء ماتوا ما ضل غير المرتزقة"، وأكّد أحمد حاج الجاسم أنّ كل كلمة قالها ريحاوي في الفيديو صحيحة: "الثورة أشرف من أن يقودها مرتزقة"، وقال أحمد شنان: "والله كلامه كله ذهب، أنا عشت في الشمال وشاهدت بعيني أنه يقول الحقيقة".
ومن التعليقات الأخرى التي وردت على ذلك الفيديو ما قاله محمود قدور: "كلام واقعي وصحيح وهذا الذي يحصل، هم على النظام كالأرانب، وعلى الشعب كالأسود"، وعتب ملهم الصاري على الزميل أحمد مؤكداً أنّ أحمد لم يُوفّهم ربع ما يستحقون"، أما يحيى أبو زيد فطالب إدارة تلك الصفحة بأخذ العبرة من تعليقات السوريين على هذا الفيديو، وأكد محمود فردوسي أنّ ما قاله الريحاوي منطقي، فقد عارض بعض الفصائل المحسوبة على الثورة وبنفس الوقت لم يقل نظام الأسد أفضل منهم، وليس شرطاً إذا كنتُ معارضاً لبعض الفصائل على أجرامها أن أكون شبيحاً أو مؤيدا للنظام، فكما يوجد فصائل مُعادية للثورة السورية، يوجد أيضا فصائل معارضة قوية وإلى الآن على مبادئها سارية.
وذهب فراس المنجد إلى أنّ الحقيقة مؤلمة في بعض الأحيان، فيما قال قتيبة الإسماعيل: "ألم نقم في ثورة من أجل الحرية، أم إن العقلية مبرمجة على الإقصاء، حرية الرأي متاحة للجميع أفراداً وهيئات إعلامية، دعونا نقدم صورة أفضل من نظام التجانس"، وأكد محمد مورفان أنّ الثورة كاشفة للناس الذين تسلقوا عليها كأمثال ممثلي هذه التنسيقية الوهمية، وآخر التعليقات ما كتبه أبو عبد الذي سأل إدارة تلك الصفحة: "لماذا تمسحوا التعليقات يا مرتزقة"، حسب قوله.
وتعليقاً على البيان الذي أصدرته تنسيقيّة تُسمي نفسها (تنسيقية الثورة السورية في إسطنبول)، ادّعت فيه بأنّ أورينت باتت عدواً للثورة السورية، قال أمين عام اتحاد تنسيقيات الثورة السورية معتز شقلب لأورينت "إنّ البيان يمثل التنسيقية وحدها، ولا يمثل اتحاد التنسيقيات، وفوجئنا به منشور بالغرف".
إذن؛ عشرُ سنواتٍ من الثورة؛ وعلى الرّغم من كل التشبيح ومن كل الأطراف؛ تأبى أورينت إلّا أن تبقى صوت السوريين الذي ما انطفأ حتى اللحظة، صوت السوريين الذي يُحاول الجميع كتمه، وتُصِرُّ هي أن تبقى ذلك الصوت حتى تحرير سوريا، كل سوريا من كل الميليشيات، وإذا كانت أورينت عدوا للثورة؛ فمن بقي للثورة من أصدقاء، أهم الذين وصفوا سليماني بالرمز الإسلامي والبطل الذي أمضى حياته في سبيل عزة الإسلام والأمة الإسلامية!.
التعليقات (6)