لعنة الأسد تحرق لبنان والطوابير ليست نهاية الأزمات

لعنة الأسد تحرق لبنان والطوابير ليست نهاية الأزمات
تتفاقم الأزمات الاقتصادية والأمنية بشكل متسارع في لبنان، ولاسيما الطوابير التي تقطع أوصال معظم المناطق، في ظل مهاترات وتقاذفات سياسية للتهرب من المسؤولية أمام تزايد الأزمات لصالح أجندات دولية ومحلية مختلفة أدخلت البلاد في نفق مظلم. 

وأفادت مراسلة أورينت في لبنان، إيلينا بو نعمة، اليوم، أن أزمات الطوابير مازالت تملأ شوارع ومناطق لبنان، وخاصة أزمتي الخبز والمحروقات، وسط تظاهرات شعبية وإقفال لبعض الطرقات للتعبير عن الغضب الشعبي عن الوضع المعيشي المتردي.

وأوضحت بو نعمة، أن معظم القطاعات الحيوية والخدمية تعاني أزمات حقيقية، لاسيما مع فقدان مادة الخبز نتيجة توقف الأفران ووصول سعر الربطة الواحدة في السوق السوداء إلى 20 ألف ليرة لبنانية، بينما مازالت طوابير السيارات أمام محطات الوقود في تزايد للحصول على كميات قليلة من البنزين.

كما أن الفوضى الأمنية تتفشى بشكل واسع في البلاد على خلفية الوضع الاقتصادي المتردي وانقطاع أهم المواد الخدمية للبنانيين ولجوء البعض لاستخدام السلاح بشكل عشوائي، كان آخرها إطلاق قذيفة من طراز "بـ 7" على محطة وقود لرفضها تعبئة البنزين لأحد المواطنين بمنطقة الكفاءات بالضاحية الجنوبية لبيروت.

في غضون ذلك تشهد مناطق عديدة مظاهرات وإقفالاً للطرقات للتعبير عن الغضب الشعبي المتزايد في لبنان، لاسيما مناطق طرابلس والبالما وعلاي وصيدا، إذ يقود النائب اللبناني أسامة سعد مظاهرة كبيرة جابت أحياء صيدا احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية، فيما يواصل الجيش اللبناني حملته لمكافحة التهريب والاحتكار عبر مداهمة المحطات المشبوهة ومستودعات المهربين، حيث يقوم الجيش بتوزيع الكميات المصادرة على شركات وبعض الأفران والمولدات والمواطنين للتخفيف من الأزمة الحالية.

تقاذفات سياسية

وبالتوازي مع الأزمات المتفاقمة، اقتصرت تحركات السياسيين اللبنانيين على تصريحات كيدية ومهاترات متبادلة للتهرب من مسؤولياتهم أمام الوضع الكارثي الذي يهدد لبنان بسبب فسادهم وأجنداتهم غير الوطنية بحسب اتهامات اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة لمواصلة تعطيل تشكيل حكومة قادرة على إنقاذ لبنان من مجاعة وانهيار حقيقي.

واعتبر زعيم ميليشيا حزب الله حسن نصر الله، خلال تعقيبه على الأوضاع الجارية، أن ما يجري في لبنان هو حصار اقتصادي تفرضه دول كبرى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إضعاف "المقاومة"، مشيرا إلى أنه  "تواصل مع المسؤولين في سوريا للحصول على كميات من المازوت لتلبية طلب المستشفيات والأفران"، وزعم أنه "تلقى رسالة من مستويات عليا في سوريا للمساعدة على منع التهريب لأنه يضر بخططها الاقتصادية"، في وقت أنكر ضلوع الميليشيا في دعم تهريب المحروقات إلى نظام أسد في سوريا.

كما اتهم نصر الله رئيس الوزراء السابق سعد الحريري بالتهرب من تشكيل الحكومة اللبنانية تحت ضغوط أمريكية، فيما أنكر الحريري تلك الاتهامات ورد باتهام نصر الله بتعطيل تشكيل الحكومة لمصلحة الأجندات الإيرانية، وقال في جملة تغريدات على حسابه في "تويتر": "استقالتي بعد ١٧ تشرين صناعة لبنانية بامتياز معروفة الأسباب والظروف والأهداف، أما تعطيل ولادة الحكومة لأكثر من سنة فكان بالتأكيد صناعة إيرانية بامتياز".

وأضاف الحريري: "المضحك المبكي أن هناك من يريدنا أن نصدق أن النظام السوري يطالبنا بوقف التهريب لأنه يضر بخطته الاقتصادية ولأن التهريب حرام والمهرب خائن للأمانة..ما علينا..لا فائدة من نبش خزانات الماضي لإسقاط أحوال أفغانستان على أوضاع لبنان وقرع طبول الرهان على تحولات خارجية".

أزمة معقدة

ويعيش لبنان أسوأ ظروفه السياسية والاقتصادية مع تراكم الأزمات، ولاسيما الانهيار الاقتصادي والفراغ الحكومي وقضية انفجار بيروت العام الماضي، وذلك بسبب هيمنة أذرع إيران على البلاد وجرها إلى مصير مجهول ينذر بكارثة غير مسبوقة، في وقت بات الشعب اللبناني على شفا كارثة حقيقية بسبب انعدام الخدمات الأساسية كالمحروقات والكهرباء والأدوية، إلى جانب فوضى أمنية نتيجة تسلط الميليشيات المحلية وتجار الحرب، ولاسيما انفجار عكار الذي أدى لمقتل وإصابة أكثر من مئة لبناني.

وبدأ الجيش اللبناني منذ الأسبوع الماضي حملة واسعة لمكافحة احتكار وتهريب المحروقات، داهم من خلالها عشرات محطات ومستودعات الوقود الخاضعة لسيطرة جهات مختلفة في لبنان، حيث صادر كميات ضخمة من المواد المصادرة وقام بتوزيعها على بعض الأفران والمولدات والمواطنين، وذلك بالتزامن مع قرار حاكم مصرف لبنان رياض سلامة برفع الدعم عن الوقود في لبنان لوقف عمليات التهريب إلى سوريا، وهو أمر زاد من تعقيد الأزمات وأدخل البلاد في نفق مظلم، ما دفع لبنانيين لإطلاق على مواقع التواصل الاجتماعي وسمَ "بلد مخطوف" للتعبير عن اختطاف عملاء إيران للبنان، وهيمنتهم على مؤسساته واقتصاده والوقوف في وجه مبادرات الإصلاح وعرقلة تشكيل الحكومة بالتوازي مع انطلاق احتجاجات شعبية في مناطق متفرقة.

التعليقات (3)

    Safi

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    الحريري حول اقتصاد لبنان استهلاكي. فلا يوجد انتاج. فهذا نتيجة العملاء

    HOPE

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    الناس في دولة الحزب الممانع لازالت لم تصل للمرحله التي تدفعها للوقوف بجديه في وجه المجرم الحقيقي. كل الكلام الحاصل في لبنان لن يمنع استمرار حزب الممانعه في غيه مادام الناس تنفس عما بداخلها بالكلام. اعتقد ان الناس يجب ان تكون اكثر جديه مادام الضرر اصبح يهدد حياة الناس والناس تموت بسبب العلاج و الدواء والكهرباء وليس الجوع فقط ؟؟!

    لعنة فرنسا واسراءيل

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    اسرة الغول اسرة غبية ولولا دعم الثورة الفرنسية وتمثال الحرية الامريكي لهم كمجرمي حرب تحت وقاية الثورة الفرنسية والمحكمة الجناءية الدولية ،لكانوا يبيعون الكلاسين في بغداد مع المالكي والخميني ، ولكن هذه معجزات الثوار الفرنسيين والذي ظهر انهم يحمون المجرم رفعت والاهبل بقوة ، وبقي عليهم ان يبوسوا يده ويدعموا الاهبل القادم.
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات