رؤساء أفغانستان من الاتحاد السوفياتي إلى أمريكا: اختلاف الولاء وتشابه المصير

رؤساء أفغانستان من الاتحاد السوفياتي إلى أمريكا: اختلاف الولاء وتشابه المصير
لم يكن مصير الرئيس الأفغاني أشرف غني الذي فر هارباً يوم أمس استثناء في التاريخ الحديث المضطرب للبلاد في ظل حالة الاستقطاب التي شهدتها على مر العقود الأربعة الماضية من أبرز قوتين عالميتين هما الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي سابقاً.

غني ينجو بجلده

ومع وصول قوات طالبان إلى تخوم العاصمة على وقع الانهيار المتسارع للقوات الحكومية المتزامن مع إجلاء الولايات المتحدة قواتها لم يجد الرئيس الأفغاني أمامه إلا خيارا واحدا هو الفرار من البلاد ، مصير مشابه لسلفه الأسبق محمد نجيب الله الرجل القوي زمن الاتحاد السوفييتي في أفغانستان.

وفي أول تصريح له بعد خروجه من البلاد، كتب غني في منشور عبر صفحته على "فيسبوك" أنه اختار الفرار لتفادي إراقة الدماء مع دخول حركة طالبان القصر الرئاسي في كابل.

ولم يكشف غني عن مكان وجوده غير أن شبكات إخبارية أفادت أنه فر بداية إلى طاجيكستان المجاورة فيما أكدت قناة "كابل نيوز" المحلية أن "أشرف غني وزوجته رولا، وشخصين مقربين منه غادروا كابل أولا إلى طاجيكستان ومن ثم توجهوا إلى سلطنة عمان دون الكشف عن تفاصيل أخرى.

النهاية الأقسى لحليف السوفييت

ويعيد مصير غني إلى الأذهان النهاية المأساوية للرئيس الأسبق محمد نجيب الله إبان فترة سيطرة الاتحاد السوفييتي على البلاد.

وتولى نجيب منذ عام 1987 رئاسة ما عرف آنذاك بالجمهورية الأفغانية الديمقراطية الشيوعية، وحكم البلاد إلى ما بعد انسحاب القوات السوفييتية عام 1989.

 وخلافا لغني استطاعت قوات نجيب الصمود لعدة سنوات أمام ضربات المقاتلين الإسلاميين من جهة وصراع أمراء الحرب من جهة أخرى وذلك قبيل تأسيس حركة طالبان وظهورها كقوة كبرى في البلاد.

وفي نهاية شتاء 1992 دخلت مجموعات "المجاهدين" كابل، فيما قام أحد أمراء الحرب بإيقاف الرئيس نجيب الله في المطار قبل هروبه وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية في مجمع تابع للأمم المتحدة وبالفعل تقدم بطلب لجوء سياسي في 17 نيسان من ذات العام بمكتب الأمم المتحدة في كابل.

غير أن الأمم المتحدة رفضت توفير ملاذ آمن له، ليقضي أواخر سنوات حياته  قيد الاحتجاز، إلى أن قبضت حركة طالبان عليه، وأعدمته شنقًا وسط العاصمة الأفغانية كابل.

مصير غامض لكرزاي 

وبين نجيب وغني لا يزال الغموض يلف مصير حامد كرزاي الرجل الأول لواشنطن في أفغانستان والذي قاد البلاد لمدة 14 عاماً عقب التدخل الأمريكي عام 2001. 

ولم يغب كرزاي عن المشهد الأخير في البلاد بل أعلن تواصله مع زعماء حركة طالبان وتشكيله مجلسا تنسيقيا لضمان نقل السلطة في البلاد بشكل سلمي مكونا منه نفسه بالإضافة إلى رئيس المجلس الأعلى للمصالحة عبد الله عبد الله، وزعيم الحزب الإسلامي قلب الدين حكمتيار.

 وظهر كرزاي في تسجيل نشرته قناة طلوع يوم أمس برفقة بناته الثلاث، وطالب خلاله حركة طالبان بتوفير الحماية للشعب الأفغاني، ولكن في ظل العداء المتجذر بينه وبين طالبان، واختياره المخاطرة والبقاء في البلاد يبقى مصيره معلقاً وقد تحسمه قادم الأيام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات