وقال ناشطون إنّ الإضراب بدأ قبل أمس الثلاثاء، وسيُتوّج يوم غدٍ الجمعة بمظاهرات احتجاجية على حالة التفقير التي ينتهجها أسد، بعد أن رهن كافة مُقدّرات البلاد للاحتلالين الإيراني والروسي، ناهيك عن عمليات السلب المُنظم التي تقوم بها الميليشيا التابعة له، ليس في حلب وحسب، وإنّما في كافة المُدن السورية.
وتشهد مدينة حلب العاصمة الاقتصادية لسوريا انتشاراً مكثفاً لحواجز "الفرقة الرابعة" والميليشيات الإيرانية، التي تعمل على فرض الضرائب والإتاوات على التجار وحركة النقل، وإلزام المدنيين بدفع مبالغ مالية للسماح لهم بالتنقل والدخول والخروج من المدينة.
وقالت المعلومات الواردة من حلب إنّ عدداً من موظفي الرقابة والتموين كتبوا مخالفات للمحلات التي أغلقت يوم الثلاثاء، فيما انتشر بعض عناصر الأفرع الأمنية والشبيحة لإيقاف أي مظاهرة من المحتمل أن تخرج في الشوارع.
وذكرت صحيفة عنب بلدي أنّ دعوات التظاهر والإضراب العام تهدف للضغط على الأفرع الأمنية وعناصر الأمن الذين يقومون بابتزاز المدنيين وأصحاب المحلات عند الحواجز، إضافة لارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل مستمر.
المُحلل السياسي وابن مدينة حلب درويش خليفة أكد في حديث مع أورينت نت أنّ حالةً الاستياء تسيطر على السوريين مؤخراً، بسبب فشل نظام أسد في اتخاذ أي خطوة من أجل تحسين الظروف المعيشية للمواطنين، ناهيك عن استباحة البلاد من قبل الميليشيات الإيرانية، وهذا الذي لم تكن حلب بمنأى عنه.
وأضاف خليفة: "من خلال متابعتي للدعوة الأخيرة على وسائل التواصل والبحث عن الأسباب، اتضح لي أن الناس وصلوا لمرحلة من الاختناق".
وأشار خليفة إلى أنّه وبعد توقيع غرفة التجارة والصناعة في حلب مع نظيراتها بطهران على عقود طويلة الأمد، وافتتاح مركزين للتشيع في أحياء مساكن هنانو والفردوس، إضافةً إلى المعاملة السيئة من قبل ميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة) للحلبيين على الحواجز أو من خلال استفحال إجرامهم، كان آخرها طعن شاب مدني من قبل أبناء مسؤول في حي الموكامبو، لم يبق أمام أبناء حلب خيار سوى التحرك ورفع صوتهم عالياً والدعوة للتظاهر والاحتجاج على الأوضاع المعيشية المتردية والمطالبة بالنزول للشارع، تعبيرا عن رفضهم لكل الممارسات التي تمسهم وتمس حياتهم وكرامتهم.
وأكّد خليفة أنّ ما يُثير الاستغراب هو تحديد المكان والساحة التي يودون الاحتجاج فيها، وبذلك يصبحون لقمة سائغة للنظام وفروعه الأمنية، للتشفي منهم، لكنّه أردف، رُبّما يكون ذلك من باب تضليل نظام أسد وميليشياته.
وكشفت صفحة "ثورة الجياع في حلب" قيام عناصر الجمارك والأفرع الأمنية بفرض الإتاوات على التجار والتضييق عليهم، بهدف دفعهم للرحيل عن المدينة، وإخلائها لصالح الميليشيات الإيرانية، التي تواصل فرض هيمنتها على المحلات والمنازل وانتهاك المقدسات.
يُشار إلى أنّ المقيمين في المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام أسد يُعانون من نقص حاد في جميع مقومات الحياة، بما في ذلك مادة الخبز والمحروقات والكهرباء وحليب الأطفال، وشح المواد الغذائية وارتفاع أسعارها.
التعليقات (5)