كورونا يفتك بالإيرانيين.. والمُعممون يُصرّون على اللطم في عاشوراء

كورونا يفتك بالإيرانيين.. والمُعممون يُصرّون على اللطم في عاشوراء
علناً، وعلى رؤوس الأشهاد قالها الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد: "سلطات الجمهورية الإسلامية حقنت ذات اللقاحات التي حظرتها على الناس"، بهذه الكلمات اختصر نجاد مُعاناة الإيرانيين مع هذا النظام، حظر مرشد ذلك النظام اللقاحات الأمريكية والبريطانية كلقاح فايزر على الناس، وقام هو وحاشيته بأخذها، وترك للناس لقاح بركت ونور الذي يصفه الإيرانيّون تهكّماً بأنّه ماءٌ من بئر جمكران محلّ خروج مهديّهم المُنتظر.

تشي الأرقام الواردة من العاصمة الإيرانية طهران بأنّ حجم الكارثة هُناك تجاوز قدرات المُعممين هناك، ليتركوا الإيرانيين وحدهم يُواجهون هذه المأساة، ولسان حال أولئك المُعممين يقول اذهبوا أنتم وربكم فقاتلوا إنا ها هُنا قاعدون، بل أكثر من ذلك، أعلنوا أنّ مراسم تاسوعاء وعاشوراء ستُقام هذا العام وكأنّ شيئاً لم يكن.

وأنهى رئيس النظام الإيراني المُعيّن حديثاً إبراهيم رئيسي أوّل جلسة له في المقر الوطني لمكافحة كورونا دون اتخاذ أي إجراء، مُتجاهلاً كافة التحذيرات الطبيّة التي أطلقها الأطباء، ليؤكد أنّ إقامة مراسم عاشورائهم أهم من تفشي ذلك الوباء، في الوقت الذي أكّد فيه رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى "مسيح دانشفري" في مقابلة تلفزيونية أنّ العدد الصحيح للوفيات اليومية في طهران هو 700-800 شخص.

وأكد مُستشار وزير الداخلية الإيراني روح الله جمعه بعد الاجتماع المذكور في المقر الوطني لمكافحة كورونا إجراء تصويت على تعطيل البلاد مُدّة أسبوعين لمواجهة الفايروس، غير أنّ أحداً من المُجتمعين لم يُصوِّت لذلك الاقتراح.

 

أحمد علم الهدى إمام الجمعة في مدينة مشهد الدينية وأحد أقوى الصقور في النظام الإيراني أكد في آخر خُطبةٍ له على أهمية إقامة مراسم العزاء في عاشوراء، مُدّعياً أنّ فايروس كورونا أصبح ذريعة لكثير من المعادين للدين ولمحرم ولعاشوراء لمُهاجمة تلك المراسم.

وفي مشهد أيضاً، خرج رئيس قسم العناية المركزة بمستشفى الإمام الرضا علي رضا صداقات مُطالباً بفرض الإغلاق الكامل للبلاد وإلغاء التجمعات بما في ذلك مراسم عاشوراء، يقول صداقات: "لم نعلم بعد ما هي الآثار الكارثيّة للتجمعات التي عقدناها في عيدي الغدير والأضحى، يجب أن ننتظر قليلاً حتى نعرف العدد الإجمالي للموتى جراء تلك التجمعات".

الأمرّ من ذلك كما يقول إيرانيون أن المتحدث باسم قاعدة عمليات الوقاية من فايروس كورونا في محافظة مشهد محسن نجت قال في تصريحات صحفية إنّه وعلى الرغم من أن ظروف تفشي كورونا في مدينة مشهد حرجة جداً، لكن لا يمكننا إلغاء مراسم العزاء في أيام مُحرم، وستقام تلك المراسم من قِبل الهيئات الدينية".

وذهب رئيس هيئة الدعاية الإسلامية في النظام الإيراني محمد قمي أبعد من ذلك، ليؤكد أنّ "الذين درسوا القضية -الاحتفال بعاشوراء- من الناحية الأنثروبولوجية وعلوم النفس، تبيّن لهم أنّ المُجتمع الذي يحتفل بتلك المراسم نمت لديه حيوية ونضارة نتيجة ذلك الاحتفال وباستطاعته أن يُقاوم فايروس كورونا"، لا أحد يعلم إن كان مازحاً أم أنه يتكلم بجديّة.

وفي السياق ذاته، وقبل حوالي أسبوعين وإثر اشتداد الاحتجاجات ضد النظام الإيراني وشعوره بالحرج، وأنّه أمام ثورة لم يشهدها من قبل، أعلن زعيم هذا النظام فرض الإغلاق الشامل في البلاد ولمدة أسبوعين بذريعة السيطرة على انتشار فايروس كورونا.

وحينها قال المُعارض الإيراني مسعود أختراني تهراني في تصريحات لأورينت نت إنّ الإجراءات التي اتخذها النظام الإيراني تنتهي قبل البدء بمراسم عاشوراء التي يعد النظام المُشاركة بها استفتاءً على شرعيّته، وسنشهد في تلك الأيام توافد الآلاف على الشوارع والحسينيّات لإحياء تلك المراسم، يقول تهراني: "لن يتلكم أحد حينها عن انتشار الفايروس، ستُقام المراسم وسيتجمّع الآلاف في الشوارع، ذريعة الفايروس فقط للمتظاهرين المناوئين للنظام الإيراني".

يُشار إلى أنّ أوّل دعوة لإغلاق البلاد من قِبل الأطقم الطبيّة في مُحاولة لمُحاصرة الفايروس خرجت قبل سبعة عشرة شهراً، غير أنّ نظام العمائم آثر إبقاء البلاد مفتوحة على مصراعيها، دون النظر إلى تحذيرات الأطقم الطبيّة، بل إنّه أجرى عدة انتخابات ومراسم العزاء في عاشوراء على الرّغم من كافة التحذيرات.

التعليقات (1)

    علي

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    الايرانيات ????
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات