"شرع الجولاني" يقتل الناشط مهند كيالي "بصمت" ويرفض تسليم الجثة

"شرع الجولاني" يقتل الناشط مهند كيالي "بصمت" ويرفض تسليم الجثة
جاهدةً تُحاول ميليشيا الجولاني التشبّه بنظام أسد من خلال الأفرع الأمنية التي يُسميها المُتحدث الإعلامي باسم تلك الميليشيات (الجهات الأمنية المختصة) في تقليدٍ أعمى لما تتحدث به وسائل إعلام أسد، ناهيك عن تُهم الإرهاب المُعلبة التي باتت تطال أيّ سوريٍّ في مناطق سيطرة ميليشيا الجولاني.

آخر جرائم تلك الميليشيا؛ قتل الشّاب مهند كيالي في سجونها دون مُحاكمة علنيّة أو إحضارٍ لشهود، وأكدت مصادر مُقرّبة من عائلة كيالي في حديث لأورينت أنّ مجموعة من ميليشيا الجولاني اقتحمت منزل كيالي واعتقلته، لتعود مُجدداً لتفتيش المنزل – أو ربما لسرقته-  كما تقول تلك المصادر، حيث سرقت تلك المجموعة مبلغ 1200 دولار أمريكي من المنزل، والهاتف المحمول لشقيق مهند، وسيارة كانت بالمنزل تعود ملكيّتها لشقيق مهند، لكنّها مُسجّلة باسم مهند، والسبب كما أكّدت المصادر أنّ مهند كان يعمل مع منظمة أجنبيّة ومن شروط العقد أنّ يمتلك سيّارة.

وأضافت المصادر: "عاد أمير المجموعة إلى منزل العائلة مساءً وأعاد الهاتف المحمول إلى شقيق مهند، وعند المُطالبة بمبلغ الـ 1200 دولار، أنكر معرفته بالأمر، وأنّه لا يستطيع فعل أيِّ شيء حيال المبلغ المسروق ليقول مستهزئا: قدم شكوى".

وبعد اعتقال مهند، حاول أهله مراراً وتكراراً السؤال عنه أو معرفة أي خبر، غير أنّ جواب ميليشيا الجولاني كان دائماً بأنّه مُتورط، ولا أحد يعلم كيف تورط ولا مع من ولا متى، وبالطبع كما تؤكد المصادر فإنّ هذا الكلام مُلفّق ولا أساس له من الصّحة، تقول المصادر: "ما هو دليل تلك الميليشيا، وبأيِّ حقٍ يقولون ذلك، وما هو دليلهم أو حُجّتهم على ما يقولون؟".

وأضافت المصادر: "لم يترك ذوو مهند باباً لم يطرقوه في محاولة منهم لفهم ماذا يحدث، أو معرفة الجريمة التي ارتكبها ابنهم، أو معرفة الحكم -قبل صدوره- أو على ماذا ينصُّ الشرع بهذه القضيّة، لكن دون فائدة".

بعد سبعة أشهر على اعتقال مهند، سمحت ميليشيا الجولاني لمهند كما أكدت المصادر بإجراء أوّل اتصال هاتفي مع ذويه، ليؤكد لهم أنّه بريء من أي تُهمة، وألّا يُصدِّقوا ما قد يُقال، لتنقطع أخبار مهند بعد ذلك، ويبدأ ذووه رحلة بحثٍ جديدة من خلال إرسال وساطات بينهم وبين ميليشيات الجولاني.

وتقول المصادر: "على فرض أنّ مهند مُتورط حسبما تدعي ميليشيات الجولاني، لماذا لا يحقُّ لذويه معرفة تُهمة ابنهم، أو معرفة ماذا ينصُّ الشرع والقضاء في هذه القضيّة، وبالطبع من المُستحيل الحصول على أيِّ معلومة، وفي أيِّ مُحاولة لذوي مهند طلب زيارة لابنهم، كان يأتي الجواب دائماً بالرفض، وإذا كان يحق لمهند الزيارة، فسيتواصل الجهاز الأمني بتلك الميليشيا مع العائلة".

وقالت المصادر: "بعد الحُكم على مهند بـ "القصاص"، لماذا لم يُسمح لعائلته بزيارته قبل تنفيذ الحكم، ما الذي يمنع من تسليم جُثّته بعد تنفيذ حُكم الإعدام، هل أتى الشرع أو القانون بما تتصرف به تلك الميليشيات، فمهند لديه زوجة يجب أن تعتد، ولم نعلم بخبر وفاته إلّا بعد قرابة شهر من تنفيذ الحكم، حيث تمّ تنفيذ بتاريخ 10/7/2021، وعلم أهله بتنفيذ الحكم بتاريخ 6/8/2021، وطبعا بعد الإلحاح المُتكرر من قبلهم لمعرفة مصير ابنهم".

وعند السؤال عن جُثّة مُهند وإن كان عائلته تسلّمتها من تلك الميليشيا، أكّدت المصادر أنّ ميليشيات الجولاني لا تُسلم الجُثث، ولا تعطي أيّ دليلٍ مُصوّر، ولا تُحضر أيّ شاهد لا في المحكمة ولا على تنفيذ الحكم.

تعذيب مُمنهج

تعتقد المصادر أنّ سبب عدم تسليم الجثّة هو آثار التعذيب الموجودة عليها: "اعتقل مُهند لعدة أشهر قبل عامين من الآن، بتهمة الانتماء لتنظيم مُتطرف (جند الأقصى وحراس الدين)، ثم أفرج عنه لاحقاً دون إثبات أي تهمة بحقه أو جرم ارتكبه، وأخبر مهند حينها عائلته عن التعذيب المُفرط الذي تعرّض له في سجون تلك الميليشيا".

أكثر من ذلك؛ يعمل مُهند مع عدّة مُنظمات دولية ناشطة في مجال الإغاثة في الشمال السوري كجمعية الوابل الصيب، وبدأ عمله معها بتاريخ 2014، ومن ثم منظمة ميرسي كور، وبعدها مع رليف انترناشيونال، وعاد مؤخراً للعمل مع ميرسي كور، وفي عام 2016 افتتح مهند محلاً لبيع الإكسسوارات والمكياج والعطور في بلدة البارة بجبل الزاوية، فكيف لشخصٍ يعمل بهذه الأمور أن يكون مُنتمياً للتنظيمات المُتطرفة.

وختمت المصادر بأنّ مُهند وهو طالب سنة رابعة أدب إنكليزي ترك دراسته الجامعيّة مع انطلاق الثورة، وشارك بالمظاهرات السلميّة، ثم انضمّ لفصيل كتائب الحق التابع لتجمع الطيبة، أصيب بتاريخ 2013 إصابة حرجة خلال مُشاركته بإحدى المعارك، وترك العمل المُسلح بعد شفائه عام 2014، ومنذ ذلك التاريخ لم يلتحق بأيِّ فصيل.

وكانت ميليشيا الجولاني وعلى لسان المتحدث الإعلامي باسمها تقي الدين عمر قالت إنّ قضية "مهند كيالي" التي عرضت للقضاء من قبل "الجهات الأمنية المختصة" والتي صدر فيها الحكم القضائي مؤخرا، هي قضية أمنية تهدد الأمن العام وسلامة الأهالي، فقد ثبت عمله مع تنظيم "داعش" بزرع عبوة ناسفة وتفجيرها.

التعليقات (2)

    خالد السوري

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    الجولاني عميل خائن للطاغية المجرم القاتل بشار الاسد البهرزي وبنفس الوقت عميل للاتراك والامريكان الذين يريدون بقاءه كنسنة عن الطاغية المجرم بشار الاسد البهرزي

    أحمد

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    سؤال بمليون دولار ؟ هل يستطيع أحد معرفة هوية الجولاني الحقيقية؟ لماذا اسم والده وأعمامه وأخواله وخالته عماته مجهول
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات