"فقاعات صابون".. خبراء إيرانيون لأورينت يفندون تصريحات نظام الملالي الأخيرة حول الاتفاق النووي

"فقاعات صابون".. خبراء إيرانيون لأورينت يفندون تصريحات نظام الملالي الأخيرة حول الاتفاق النووي
اعترف الأستاذ الجامعي والخبير الحكومي الإيراني علي بيكدلي يوم أمس الأحد في مقابلة صحفية أنّ الاتفاق النووي وصل إلى طريقٍ مسدود، والوضع في بلاده وصل إلى حافة الانفجار إذا لم يُغيِّر مسؤولو النظام الإيراني نظرتهم إلى ذلك الاتفاق، مُشيراً إلى أنّ النظام الإيراني يُريد دفع المُفاوضات بطريقة تقليديّة، ويُريد ذات الاتفاق النووي الذي خرجت منه أمريكا، وهذا غير مُمكن، ووجهة النظر هذه تؤدي إلى طريقٍ مسدود.

وأكّد بيكدلي أنّ الولايات المتحدة لن تتراجع عن موقفها بخصوص تفكيك الصواريخ الإيرانية والتدخل الإقليمي لإيران، وفي سبيل ذلك ستفرض مزيداً من العقوبات والقيود على النظام الإيراني.

ووعد رئيس النظام الإيراني المُنتخب حديثاً إبراهيم رئيسي في أول مؤتمرٍ صحافي له بعد فوزه بالانتخابات بأنه لن يسمح بتأجيل المحادثات في فيينا، مُشيراً إلى أنّ برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني "غير قابل للتفاوض".

أكثر من ذلك؛ بثّ الموقع الرسمي للخامنئي مقطعاً مُصوّراً، استذكر فيه مواقف للخامنئي الرافضة للاتفاق النووي، وألقى الخامنئي اللّوم خلالها على الرئيس الأسبق حسن روحاني، وأكبر هاشمي رفسنجاني، واعتبر عدد من المراقبين أنّ الخامنئي بهذا الفيديو أراد التنصّل من المسؤولية من جهة، ومن جهةٍ أخرى كان يُمهد لخروج نظامه من الاتفاق النووي.

الصحفي المتخصص بالشأن الإيراني في موقع بي بي فارسي كاظم والي أكّد في حديث لأورينت أنّ إيران ومن خلال مُمارساتها الأخيرة في الخليج العربي وبحر عُمان أرادت إرسال رسالة للدول الراعية للمفاوضات النووية، محتوى هذه الرسالة أن الحكومة الجديدة في إيران مُصممة على اتباع نهج متشدد ومزعزع لأمن المنطقة، ما لا يتم الاتفاق معها في الملف النووي.

وأضاف والي، تُريد الحكومة الجديدة رفع جميع العقوبات، وهذا ما أعلن عنه الرئيس الإيراني المُنتخب حديثاً إبراهيم رئيسي، ونيته الاستمرار بالمحادثات النووية مع الغرب لرفع كافة العقوبات الدولية عن إيران.

المُعارضة الإيرانية الدكتورة راحله طاراني أكدت في حديث مع أورينت نت أنّ النظام الإيراني هو أكثر من يبحث عن عقد صفقة مع الغرب، ليتمكن من تخفيض نسبة التضخّم التي أرهقت الشارع الإيراني.

وأضافت طاراني: "الناس في إيران يعملون جاهدين لتأمين كفاف يومهم، كما أن التضخم وصل إلى حدود كبيرة، وتقول إحصائيات النظام الإيراني إنّه تجاوز الـ 15%، تقول طاراني: "هذا التضخم بسبب السياسات الخاطئة للنظام الإيراني والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه".

وأشارت طاراني إلى أنّ رئيسي- وكما نعلم- هو مجرم وعضو بهيئة الموت ومُتهم بارتكاب مجازر جماعية، لكنه وعلى الرّغم من ذلك فهو داخل النظام الإداري للنظام الإيراني منذ سنوات طويلة، واليوم أصبح رئيساً للجمهورية، وإذا أراد الوصول إلى هذا المنصب مرةً أخرى، فيجب عليه تحسين أوضاع الناس، كأن يقول مثلاً في نهاية فترته الرئاسية إنّه استطاع تقليل نسبة التضخم 5% مثلاً، وهذا يستلزم أن يذهب إلى فيينا ويوقع الاتفاق النووي مع الغرب.

أكثر من ذلك؛ ذهبت طاراني إلى أنّ النظام الإيراني يسعى إلى عقد اتفاق نووي سريع مع الغرب، وعلى الرّغم من أنّهم منذ أربعين عاماً يرفعون شعارات الموت لأمريكا، إلّا أنهم يُحاربون للوصول على الاتفاق النووي، يُريدون أنّ يتظاهروا أمام الشعب الإيراني بأنّ أمريكا هي من تُريد توقيع الاتفاق النووي، وهم -أي النظام الإيراني- من كان يتعفف.

ونوّهت طاراني إلى أنّه وداخل الأصوليين الموجودين على رأس السلطة حالياً يوجد طيف واسع من الأفكار والتدرجات في هذه الأصولية، والطيف الذي ينتمي إليه رئيسي يؤيد الوصول إلى الاتفاق النووي ويسعى جاهداً للوصول إلى اتفاق مع الغرب.

وختمت طاراني حديثها بأنّ النظام الإيراني "لا يمتلك خياراً إلّا العودة إلى المفاوضات النووية، فالوضع الاقتصادي في إيران وصل إلى حافة الانهيار، لا أعتقد أنّهم يملكون الجرأة للخروج من الاتفاق النووي، لا خيار لديهم".

يُشار إلى أنّ وزير النفط الإيراني بيجن زنكنه أكد مساء أمس الأحد على أنّه ومنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في مايو 2018، تم حظر تصدير ما يقرب من 2 مليار برميل من النفط الخام، والتي تُقدّر قيمته 120 مليار دولار.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات