وخلال الفترة التي سيطرت بها تلك الميليشيات على محافظة إدلب؛ ادّعت أنّها تُريد إقامة دولة الإسلام على أرض المُحافظة، مُتخذةً من الظلم والقهر سبيلاً لتحقيق ما تدّعيه، غير أنّ نتائج تلك الأعمال على الأرض أتت على عكس ما يتوقعه القائمون على نشر الإسلام في إدلب.
تعب السنين، وآلاف اللترات من الأصبغة التي ملأت بها تلك الميليشيات شوارع إدلب مُحاولةً تغيير الفكر الإسلامي الوسطي لأهل المحافظة وإحلال نهجها المتشدد مكانه، لتكون المفاجأة بنتائج الثانوية لعام 2021، التي أكّدت أنّ ممارسات ميليشيا الجولاني جميعها في المحافظة لم تتمكن من تغيير فكر الطلاب في إدلب، بل على العكس أتت بنتائج سلبيّة أثبتتها نتائج تلك الامتحانات.
وأظهرت بيانات تداولها سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي رسوب 5975 طالباً بمادة الديانة ونجاح 1124 طالباً، أي إنّ نسبة من رسبوا في امتحان تلك المادة تُقدّر بـ 80% من عدد الطلاب.
وتعليقاً على تلك النتائج قال عدد من روّاد مواقع التواصل: "رغم أن كتاب التربية الإسلامية صغير الحجم وأن كثيراً من معلوماته عامة ومعروفة في الثقافة العامة حتى أيام سيطرة حزب البعث، ورغم أن الاختبار واضح وسهل، فإن الثلة الفاسدة المتحكمة في إدلب لا تملك مشروعاً لإصلاح دين الناس ولا دنياهم وإنما همهم جمع الضرائب وملاحقة الملوخية ومطاردة بسطات المازوت".
بعض المُدافعين عن تلك الميليشيا قالوا إنّ أكبر نسبة رسوب هي في مادة التربية الإسلامية، "علماً أنها سهلة وعندما تحفظ 4 نصوص قرآنية وعدة أحاديث تحصل على ربع العلامة"، وأضافوا: "لماذا أكثر مادة ترتفع فيها نسبة الرسوب هي التربية الإسلامية، حوالي 6000 طالب راسب فيها من أصل 7500 ، وهذا دليل واضح على التدني في المستوى الإيماني لطلاب البكالوريا، أيّ مسلم عامي يستطيع اجتياز فحص التربية الاسلامية بدون حفظ لأن الكتاب معلوماته عامة لا يجهلها مسلم يعلم أمور دينه".
يُشار إلى أن ميليشيا الجولاني عمدت إلى تشكيل "حكومة الإنقاذ" في العام 2017 في محافظة إدلب بعد قيامها بإقصاء الفصائل في المحافظة وفي ريف حلب الغربي، وذلك كواجهة مدنيّة تواجه فيها الحكومة المؤقتة في الشمال المُحرر.
التعليقات (2)