مصادر لأورينت تكشف عن تحركات أمريكية لتشكيل قوات "عربية" بالحسكة

مصادر لأورينت تكشف عن تحركات أمريكية لتشكيل قوات "عربية" بالحسكة
شهدت مناطق في ريفي الحسكة الشرقي والجنوبي، مؤخّراً تحركات من جانب قوات التحالف الدولي، بهدف تشكيل قوة عسكرية منفصلة عن مليشيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

وكشف مصدر محلي لـ"أورينت نت"، عن إجراء وفد من التحالف برفقة عدد من المترجمين العراقيين جولات على وجهاء عشائر في عدد من قرى منطقتي القحطانية واليعربية، بهدف الترويج للتشكيل الجديد المدعوم من التحالف.

ورجّح المصدر، أن تكون مهمة القوة الجديدة هي حراسة الحدود السورية- العراقية، لافتاً إلى إثارة هذه الأنباء مخاوف لدى ميليشيا "قسد".

ولم يجزم المصدر بطبيعة مهمة القوة، نظراً لشح الأنباء، مشيراً إلى الأنباء حول رغبة الولايات المتحدة الانسحاب من المنطقة، وقال: "هناك توجه انسحابي من المنطقة عموماً، وهذا ما يحمل على الاعتقاد بأن مهمة القوة حراسة الحدود، ومنع تنقل خلايا عناصر تنظيم الدولة على جانبي الحدود".

ويعود الحديث عن حاجة الولايات المتحدة في الشرق السوري إلى تشكيل قوات عربية على خلفية طبيعة المنطقة التي تقطنها غالبية عشائرية، مع ما يبدو انكفاء أمريكياً في المنقطة.

وتعليقاً، يرى القيادي العسكري العقيد عبد الجبار العكيدي، أنه بات من الواضح أن المزاج السائد في أمريكا، هو مع الاكتفاء بعدد قليل من القوات في منطقة الشرق الأوسط، وسوريا من ضمن دول المنطقة بطبيعة الحال، ويشير إلى تصريحات مسؤولة "مسد" إلهام أحمد، قبل أيام، التي تحدثت فيها عن احتمالية انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

ويضيف العكيدي لـ"أورينت نت"، أنه من غير الواضح بعد مسألة انسحاب الولايات المتحدة من سوريا وحتى من العراق، رغم الإعلان عن انتهاء المهمة الأمريكية في العراق، ويعرب عن اعتقاده بأن الولايات المتحدة لن تسحب كامل قواتها من سوريا، لتترك المكان لخصومها (روسيا، وإيران)، وخاصة أن الوجود الأمريكي غير مكلف مادياً أو بشرياً.

ويستدرك العكيدي قائلاً: "لكن الملاحظ وجود حالة عدم رضا على سلوك "قسد"، فمنذ تشكيلها وهي تثبت فشلها في إدارة المنطقة، وكذلك في تحقيق قبول شعبي، وما زالت مصرة على الارتباط بحزب العمال الكردستاني".

ولذلك، وفق القيادي، من غير المستبعد أن تتوجه الولايات المتحدة إلى استمالة العشائر العربية في سوريا التي تشكل امتداداً للعشائر العراقية، بهدف ضبط أمن الحدود العراقية- السورية، التي تشكل المليشيات الموالية لإيران من الجانب العراقي التهديد الأكبر له، مختتماً بقوله: "لا يستطيع الوقوف في وجه الميليشيات هذه إلا العشائر الذين يشكلون غالبية سكان المنطقة".

وعلى النسق ذاته، يقول الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي من دير الزور، إن سياسة الولايات المتحدة المتعلقة بالانسحاب التدريجي من المنطقة وإعادة التموضع، وتخفيض حجم الوجود العسكري إلى الحدود الدنيا، يحتّم عليها تشكيل قوات رديفة.

ويضيف لـ"أورينت نت"، أن القوات الأمريكية في شرق الفرات تحتاج لقوات مستقرة، بعيداً عن تجربة "قسد" القلقة إلى حد بعيد، والواضح أن هناك خشية من واشنطن من أن تشكل الحالة العشائرية الموجودة في سوريا والعراق كتلة واحدة، من شأنها تهديد "قسد" في حال حدث انسحاب أمريكي فعلي.

وبذلك، يضمن تشكيل قوة عربية من أبناء المنطقة للولايات المتحدة استقرار المنطقة، حسب علاوي، الذي أضاف: أن "فكرة حرس حدود قد تكون ملائمة للأمريكان، لأجل تحقيق الهدف الاستراتيجي المتمثل بعدم ظهور تنظيم داعش مجدداً".

ووفق مصادر متطابقة، تشهد الحدود العراقية- السورية، وتحديداً عند المنطقة المقابلة لريف الحسكة الجنوبي زيادة في تحركات خلايا التنظيم، بسبب وعورة المنطقة وحاجتها لعدد كبير من القوات.

وسبق أن أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن أن بلاده ستنهي مهمتها القتالية في العراق مع حلول نهاية العام الجاري، مع استمرار عدد من قواتها لتولي مهام تدريب الجيش العراقي وإمداده بالاستشارات العسكرية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات