ويشهد مطار حلب الدولي نفوذاً إيرانياً كبيراً، منذ اقتسام السيطرة على حلب بين ميليشيات موالية لإيران وأخرى تابعة لروسيا أواخر العام 2019، حيث استطاعت إيران فرض هيمنتها على المطار الدولي ومطار النيرب العسكري المجاور له إضافة لمخيم النيرب الفلسطيني.
شتائم واتهامات بالخيانة
وقال (ب. ل) وهو أحد المسافرين الذين كانوا في المطار لـ أورينت نت، إن "مشادات كلامية دارت بين أحد ضباط أسد الموجودين في قسم (تدقيق الجوازات) وبين أحد قادة الميليشيات الإيرانية، حيث دخل الأخير إلى القسم المذكور للسفر على متن الرحلة المتجهة إلى دمشق منتصف اليوم الأول من آب، حيث طالب الموظف المسؤول عن القسم جواز سفر القيادي ومرافقيه، وعند الاعتراض تدخل ضابط الأمن وطالبه بجواز السفر أيضاً مع منعه من الدخول".
يضيف: "بدأ القيادي بالصراخ على الضابط والموظف، فيما قام أحد المرافقين بصفع الموظف من فتحة الأختام، واصفاً إياه بـ (الحمار)، فيما بدأ القيادي الذي تبين فيما بعد أنه عراقي الجنسية، بتوجيه الشتائم للضابط والموظف، واصفاً إياهم بـ (المرتزقة) ومتهماً إياهم بمحاولة الحصول على اسمه ومعلوماته من أجل تدبير اغتياله كما فعل (أمثاله) مع قاسم سليماني، كما وصف غالبية موظفي نظام أسد وضباطه بـ (الخونة)".
إطلاق نار
وبحسب المصدر، ومع استمرار تشبث ضابط أمن أسد بقراره قام القيادي بإطلاق النار في الهواء داخل حرم المطار مع قوله (مجاهدي النجباء ما بدهم إثباتات للمرور)، وهو ما دفع الركاب للتراجع إلى الخلف والاحتماء بأعمدة البناء، فيما مرّ القيادي ومرافقاه في النهاية (عنوةً) وبدون أي اكتراث لما جرى، وسط صدمة كل الموجودين في المكان، سيما وأنه بعد إطلاق النار التزم ضابط أمن أسد وموظفو الجوازات الصمت لحين مرور القيادي.
انتقام من المدنيين
وبعد مرور القيادي، بدأ رد الاعتبار على حساب المدنيين، حيث بدأت المعاملة السيئة ونبرة التسلط واضحة من قبل الموظف والضابط، حيث قام الضابط بصفع أحد الشبان بحجة أنه لم يلتزم بالدور، كما تم منع آخر من السفر بدعوى (التحوير في الهوية)، مطالباً إياه باستخراج هوية جديدة ومن ثم المحاولة مجدداً.
وشيدت إيران أواخر العام 2019 مبنى جديدا قرب مطار حلب الدولي، وجهزته بكافة أسلحة الدفاع الجوي والأرضي، إضافة لتجهيزه بأجهزة بث واستقبال ورادار، وقد حاولت إيران جاهدة إخفاء أمر المبنى لسنوات، حيث تم وضع المبنى تحت حراسة مشددة، وكان أول من زار هذا المبنى هو قائد ميليشيا فيلق القدس الإيرانية (قاسم سليماني)، إضافة لقادة الميليشيات الآخرين، وقد شكل هذا المبنى غرفة عمليات إيرانية، متصلة بشكل مباشر بقيادات الميليشيات في طهران، كما كان منطلقاً لغالبية الخطط العسكرية والإجرامية التي نفذتها إيران في حلب وخاصة في ريفيها الجنوبي والشرقي.
التعليقات (2)