المُعمّمون يعلنون إيران منطقة عسكرية مُغلقة وكورونا "تخفي" الهدف الحقيقي

المُعمّمون يعلنون إيران منطقة عسكرية مُغلقة وكورونا "تخفي" الهدف الحقيقي
مرّ سبعة عشرة شهراً على دعوة الأطقم الطبيّة لزعيم النظام الإيراني علي خامنئي لفرض حظرٍ للتجول وإغلاق البلاد علّ ذلك يُخفف من وطأة فايروس كورونا الذي فعل فعله في الشعب الإيراني، غير أنّ نظام العمائم آثر إبقاء البلاد مفتوحة على مصراعيها، دون النظر إلى تحذيرات الأطقم الطبيّة.

اليوم؛ وبعد أن شعر نظام الملالي بالحرج، وأنّه أمام ثورة لم يشهدها من قبل، خصوصاً بعد تكاتف كافة الأعراق والأقوام حتى الفرس منهم للثورة ضدّه، استجاب زعيم هذا النظام للرسالة التي أرسلها وزير الصحة الإيراني سعيد نمكي والتي طالب بها بفرض الإغلاق الشامل في البلاد ولمدة أسبوعين بذريعة السيطرة على انتشار فايروس كورونا.

عدد من روّاد مواقع التواصل الاجتماعي رأوا أنّ الرسالة التي كتبها وزير الصحة أتت بتوجيه من مخابرات النظام الإيراني بعد أن انتشرت الإضرابات والمظاهرات في جميع أنحاء إيران، وذلك حتى يقوموا بإغلاق البلاد بذريعة فايروس كورونا، وجاء في الرسالة التي كتبها نمكي: "تدخل سيادتكم الجاد ووضع كل إمكانيّات البلاد في خدمة هذا الإغلاق ضروري لمواجهة هذه الموجة المدمرة بجدية، وكل لحظة تمر دون تنفيذ هذا الأمر ستكون لها أبعاد الكارثة أوسع وستكون نتائجها أثقل على كاهل البلاد".

وذكرت وسائل إعلام إيرانية مُعارضة أنّ زعيم النظام الإيراني وافق على هذا الإغلاق الذي أطلقت عليه اسم (الأحكام العرفية)، حيث ردّ خامنئي على رسالة وزير الصحة بالقول: "ربما أسبوعان من الإغلاق الجاد والمقاومة واستخدام القوات العسكرية وقوات إنفاذ القانون ومعاقبة من يخرق البروتوكولات الصحيّة، يمكن أن تقلل بشكل كبير من انتشار الفايروس والعبء على المستشفيات والضغوط التي يواجهها الأطباء".

على الأرض؛ ردّ إيرانيون إعلان الإغلاق العام في البلاد بعد الطلب الذي قدّمه عدد من الإيرانيين للخروج بمظاهرات يوم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي، والذي تمّ رفضه، غير أنّ هذا الطلب شكّل جرس إنذار بحسب ما ذكر المعارض الإيراني مسعود تهراني، الذي أكد في تصريحات لـ "أورينت نت" أنّ إعلان الأحكام العرفية في البلاد أتى لزيادة القيود المفروضة على حركة المرور خلال ساعات التصديق وتنصيب الرئيس الجديد.

وأكّد تهراني أنّ قائد شرطة طهران امتثل للقرارات التي أعلنها خامنئي، وفُرِضت قيود خاصة على حركة المرور في شوارع طهران، بما في ذلك شارع ولي العصر أكبر شوارع طهران، وذلك من قبل ظهر يوم الإثنين 2 آب/ أغسطس، وذلك خوفاً من "انتفاضة شعبية" والدعوات التي أطلقها الإيرانيون لتنصيب ما أسموه بـ "جلاد الجمهورية الإسلامية".

وعزا تهراني سبب "الحكومة العسكرية" إلى الانتفاضة الإيرانية المُشتعلة في عدّة مُحافظات إيرانية، يقول تهراني: "شهدت إيران ومنذ شيوع فايروس كورونا هجمات شديدة للفايروس، غير أنّ النظام الإيراني رفض فرض أيّة إغلاقات في البلاد، وشهدنا كيف جلب الإيرانيين إلى صناديق الاقتراع على الرّغم من سوء الأوضاع حينها، كانت مصلحته تقتضي ذلك، أما اليوم وبعد انتهاء الانتخابات وأي استحقاقات دستورية، وانتشار المظاهرات، فأعلن عن إغلاقٍ عام".

وأشار تهراني إلى أنّ الإجراءات التي اتخذها النظام الإيراني تنتهي قبل البدء بمراسم عاشوراء، التي يعد النظام المُشاركة بها استفتاءً على شرعيّته، وسنشهد في تلك الأيام توافد الآلاف على الشوارع والحسينيّات لإحياء تلك المراسم، يقول تهراني: "لن يتلكم أحد حينها عن انتشار الفايروس، ستُقام المراسم وسيتجمّع الآلاف في الشوارع، ذريعة الفايروس فقط للمتظاهرين المناوئين للنظام الإيراني".

وكان نظام الملالي وبعد انتشار دعوات للتظاهر ضدّه في العاصمة الإيرانية طهران ومدينة كرج المُلاصقة لها، أعلن عن إغلاق لمدّة ستّة أيام في المدينتين، لكن وعلى الرّغم من ذلك خرجت عدّة مظاهرات في المدينتين، خلال أيام الإغلاق التي أعلن عنها، حيث تحدّى الإيرانيون تلك الإجراءات وتجمّعوا في السّاحات ومحطات المترو في طهران وكرج.

يُشار إلى أنّه ومنذ الخامس عشر من تموز الماضي تشهد مدن خوزستان المختلفة مسيرات احتجاجية ضد نقص مياه الشرب وعمليّات التهجير المُمنهجة التي تُمارسها سُلطات الولي الفقيه، واجهها نظام الملالي بالقمع والقتل والاعتقال، حيث أفرزت عمليات القمع هذه حالة من التضامن مع العرب من كافة القوميّات في إيران، وتنتشر بعدها المظاهرات في كافة أرجاء إيران.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات