زواج المتعة يهدد مستقبل إيران.. أرقام مخيفة ولا حلول جادة (فيديو)

أصدر نظام الملالي قراراً أتاح بموجبه تلقّي لقاح كورونا لأي زوجين جديدين دون انتظار التسجيل على هذا اللقاح والانتظار ربمّا لأشهر حتى يتمكّنوا من تلقّيه، وذلك بهدف تشجيع الزواج بين الإيرانيين العازفين عن الزّواج بشكلٍ عام.

وأكّد المدير العام لصحة الأسرة والمدارس في وزارة الصحة في إيران حامد بركاتي انخفاض معدل الزواج في البلاد بنسبة 40٪ منذ العام 2010، وهذا بحسب قوله تحذير بأن مستقبل البلد إن كان اقتصادياً أو اجتماعيّاً وحتى أمنياً، أصبح مهدداً.

وقالت وكالة "ايرانا" نقلاً عن بركاتي، إنّ عدد حالات الزّواج المُسجّلة في العام 2010 وصل إلى 890 ألف حالة، فيما انخفضت خلال العام 2019 إلى 550 ألف حالة زواج فقط، وبشكلٍ مُتوسط فإنّه ومنذ العام 2010 انخفض عدد حالات الزوّاج المُسجّلة في إيران بنسبة 6%.

"نافيد"، شاب إيراني يبلغ من العمر 43 عاماً أكد لـ "أورينت نت" أنّه لا يُفكر حالياً بالزواج، فمشاكل الحياة وخصوصاً في إيران تمنع أي شاب يُريد بناء مُستقبل جيّد من الزواج، يقول نافيد: "لا عمل هنا، حاولت كثيراً الحصول على عمل في الحكومة، غير أنّني لم أستطع، لولا بعض النقود التي يُرسلها أبي من الخارج لما استطعت العيش، أفكر حالياً بالرحيل عن هذه البلاد، كيف لي أن أتزوج بهذه الظروف"

وقسّم نافيد من يستطيع الزواج في إيران إلى قسمين، إمّا الفقراء وأبناء القرى الذي لا يُفكرون أصلاً بالخروج من القرية أو بناء مُستقبل، فهناك -والحديث لنافيد- كلّ شيء رخيص ولا يحتاج الزواج أكثر من بضعة ملايين من التومانات، أما في طهران فالوضع مُختلف: "الزواج هنا يحتاج على الأقل نصف مليار تومان كخطوة مبدئية في الزواج، وصلت أسعار المنازل إلى مبالغ خيالية، وحتى قيمة الرهن الذي يؤخذ للإيجار تبدأ من 100 مليون تومان، ناهيك عن الأجرة الشهرية، والمهور التي يبلغ متوسطها 500 قطعة ذهبية، والتي تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من ألفي قطعة ذهبية".

أما القسم الثاني -بحسب نافيد- فهم الأثرياء وأبناء المسؤولين، ولا يتجاوز عدد هؤلاء بضعة آلاف، فهم يتحكمون باقتصاد البلاد، وبإمكانهم فعل ما يُريدون، لكن وعلى الرّغم من ذلك فإنّهم يعزفون أيضاً عن الزواج، وأصبح هذا العزوف "موضة" وعرفاً في إيران.

أما "نسترن" البالغة من العمر 38 عاماً، فتعتقد أنّ قطار الزواج قد فاتها، مُحمّلةً الأوضاع الاقتصادية بالدرجة الأولى السبب. تقول: "بات من شبه المُستحيل في إيران أن يُفكر غالبية الشباب بالزّواج، وحتى عندما تعرض بعض الفتيات المساعدة على تكاليف الحياة، فيبقى الأمر أكبر من أن يستطيعاه معاً".

وتابعت مُستهزئة: "الحكومة مشكورة فتحت لنا أبواباً أخرى للزواج، أصبح عدد غير قليل من الشباب وحتى الفتيات يتوجه له، إنّه زواج المُتعة الذي يُلاقي بسبب انتشار وسائل التواصل الاجتماعي رواجاً كبيراً لم يكن قبل ذلك، حتى إنّ أصحاب مكاتب الزواج باتوا يُديرون منازل لزواج التمتع، بالطبع الكثير من الإيرانيين يرفضون اللجوء إلى هذه الأماكن الموبوءة، ويُفضِّلون إقامة العلاقات تحت مُسمّى المُساكنة".

وأشارت نسترن إلى أنّ التلفزيون الرسمي في إيران بات يُروِّج لزواج المُتعة من خلال المسلسلات التي يعرضها، ومن أشهرها مسلسل (آقا زاده) الذي كان الهدف منه تلميع زواج المُتعة وتصويره بأنّه الحل لكل المشاكل التي يُعاني منها الشباب هناك.

وفي السياق نفسه؛ قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية إنّ نسبة الشباب الإيرانيين الذين لا يُريدون الزواج مُطلقاً وصلت إلى 37 بالمئة، وبيّنت نتائج بحث قامت به إحدى مؤسسات الأبحاث بحسب الوكالة أنّ الشباب في إيران لا يمتلكون مُحفِّزات للزواج، ولا يعتقدون أنّ الزواج جزءٌ أساسي من الحياة.

وقالت الوكالة في محاولة إلقاء اللوم على الشباب وتبرئة النظام من هذه الفاجعة، إنّ جيل الشباب بات يبحث عن الراحة وحتى إذا أُزيلت العوائق الاقتصادية أمام الزواج، فإن بعض الشباب لا يزالون يفتقرون إلى الدافع اللازم للزواج.

يُشار إلى أنّ تقريراً أمريكياً حول الاتجار بالبشر أكد قبل أيامٍ قليلة أنّ بعض الإيرانيات اللواتي يسعين للعمل لكسب العيش يتعرضن لعمليّات الاتجار بالجنس، وقال التقرير إن الزيجات "المؤقتة" أو "قصيرة الأجل" (زواج المُتعة) تكون بهدف الاستغلال الجنسي التجاري، وهي منتشرة في إيران وتستمر عادةً من ساعة واحدة إلى أسبوع، وتُقام فيما يُسمى هناك بـ (بيوت العفّة) أو تُقام في صالونات المساج وفي المنازل الخاصة.

التعليقات (3)

    HOPE

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    بحسب الديانه الايرانيه فقط الدعاره شرعيه؟؟! بعد جيل او اتنين لح نشوف اولاد الحرام وافعالهم الوسخه. هذه حضارة صاحب الزمان الامام الحجه المعصوم.......................... اجحمه الله اينما ذهب.

    الهيثم

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    رغم كل ما يتوجب على زواج المتعة من سلبيات؟ إلا ان حال ايران افضل من كثير من الدول العربية. اذا اعتبرنا في منظورنا الاسلام السني ان زواج المتعة زنا فإن الزنا منتشر في جميع الدول العربية وبدون استثناء ونسبته اعلى من زواج المتعة في إيران. وحتى الدول الأوربية المتطورة نسبة الزواج لديها متدنية رغم كل الضمانات المقدمة من الحكومات من المساعدات الاجتماعية والصحية

    احمد

    ·منذ سنة 7 أشهر
    متعه
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات