كيف تمكّنت الاستخبارات الأمريكية من كشف مخبأ بن لادن قبل قتله؟

كيف تمكّنت الاستخبارات الأمريكية من كشف مخبأ بن لادن قبل قتله؟
كشف كتاب جديد ألفه الأمريكي Peter Bergen وسيبدأ بيعه الثلاثاء المقبل في الولايات المتحدة وخارجها، أنّه من بين ما دلّ وكالة CIA الأمريكية على البيت الذي كان يقيم فيه زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن، هي حبال كانت زوجاته تنشر عليها الغسيل فوقها، وذلك في غارة أمريكية شنتها "قوة خاصة" فجر 2 مايو 2011 بمدينة "أبوت أباد" في الشمال الشرقي الباكستاني.

ونقلت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية عن كتاب "صعود وسقوط أسامة بن لادن" أن زعيم "القاعدة" طلب من حارسه الشخصي إبراهيم عبد الحميد، بناء منزل كبير يكفي في "أبوت أباد" لإقامة أفراد أسرته وبعض مساعديه، بعد أن اطمأن إلى أن جحيم المطاردات الأمريكي لم يعد يستهدفه كما في السابق.

وأضافت قناة العربية نقلاً عن تقرير الصحيفة: "فعل الحارس ما أمر به بن لادن، وانتهى في 2005 من بنائه، وفي قسم ملحق بالبيت، أقام إبراهيم وشقيقه مع أفراد أسرتيهما، وهو الذي يظهر في فيديو قبل هدمه فيما بعد".

وأضافت العربية: "علمت أجهزة الأمن الباكستانية بوجود إبراهيم في المدينة، فظلت تبحث عنه، إلى أن عثروا عليه عام 2010 وهو يقود سيارته، فتتبعوه وتعرفوا إلى البيت الذي يقيم فيه، وبدؤوا بمراقبته وجمع المعلومات عنه وعن البيت الذي وجدوه محاطاً بسور ارتفاعه 5.5 أمتار، وتعلوه أسلاك من دون معرفتهم أن بن لادن يقيم فيه مع زوجاته الثلاث و8 من أبنائه، إضافة إلى 4 أحفاد، غير أن صدى ما علموا به عن حارس بن لادن الشخصي، وصل إلى "سي آي إيه" فبدأت تراقب البيت أيضاً".

وأكثر ما لفت انتباه عملاء وكالة الاستخبارات الأمريكية، بحسب الصحيفة عدم وجود أي خط هاتفي، ولا حتى اشتراك بالإنترنت لمجمع سكني ضخم، يبدو أن مالكه من الأثرياء ويقيم فيه عدد كبير من الأشخاص، ومع ذلك فنوافذه قليلة وشرفته العلوية محاطة بجدران عالية من كل جانب، وهي التي اتضح فيما بعد أنها كانت لبن لادن وحده، ثم علموا بأمر مهم آخر، وهو أن سُكّان البيت لا يُلقون نفاياتهم في القمامة، كما يفعل بقية الجيران، بل اعتادوا حرقها.

أما الثياب التي تُنشر على الحبال لتجف، فأكدت كمياتها لعملاء الاستخبارات بأنها لعدد كبير من الأشخاص، فيما أكدت نوعيتها أن بعضها لنساء ورجال بالغين، إضافة إلى 9 أطفال، وهو ما أعاد الذاكرة إلى أسلوب حياة بن لادن في أفغانستان سابقا، لذلك استنتجت CIA أن المقيم في البيت ليس إلا زعيم "القاعدة" وزوجاته، خصوصاً أن بعض عملائها كان يرون من شقة استأجروها مقابل البيت رجلاً بطوله يظهر عبر مناظير الرؤية، وهو يتمشى في فنائه ليلاً معظم الأحيان، ولم يروه يخرج منه ولو مرة على الأقل، فشنوا الغارة عليه مدة 40 دقيقة وقتلوه.

الجدير ذكره أن بيتر بيرغن، مؤلف الكتاب، هو أستاذ في جامعة ولاية أريزونا، ومحلل الأمن القومي لشبكة CNN التلفزيونية الأمريكية، وسبق أن أدلى بشهادته أمام لجان الكونغرس 18 مرة حول قضايا الأمن القومي الأمريكي، كما تقلد مناصب تعليمية بجامعتي هارفارد وجونز هوبكنز، وألف 8 كتب، منها 3 من الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة، إضافة إلى 4 تُعتبر من أفضل الكتب الواقعية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات