بعد حملات التأييد والرفض لهم.. صحيفة تركية تستعرض الوجه الآخر لمعاناة السوريين

لا تزال ردود الأفعال المختلفة في الأوساط التركية التي جاءت على خلفية تصريحات مسؤولين في حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا تتفاعل في الأوساط الإعلامية، وبدأت مع تصريحات النائب الأول للرئيس التركي فواد أقطاي تبعها تصريح نائب رئيس الحزب محمد أوزاسكي حول مدى إسهام اللاجئين السوريين في الاقتصاد التركي، وإلى أي مدى سيهدد خروجهم من تركيا اقتصادها بالانهيار.

ونشرت  صحيفة "جمهورييت" التركية- استطلاع رأي لعدد من أصحاب المعامل والمصانع الأتراك، حول عمالة اللاجئين السوريين في عدد من الولايات التركية، وخاصة في ولاية غازي عينتاب التي تشكل فيها البطالة بين فئة الشباب الأتراك نسبة تصل إلى 25 في المئة.

ومما قاله أحد أصحاب معامل النسيج المستطلعة أراؤهم في ولاية غازي عينتاب، إنه بدون العمالة السورية لا يمكنه الحصول على عمال في مصنعه، مضيفاً أن معمله بات معتمداً على العامل السوري بشكل يدفعه إلى انتظار عودتهم من عطلة العيد بفارغ الصبر، على حد تعبيره.

ولفت المالك إلى أن السوريين أيضاً مستفيدون من عملهم بشكل غير نظامي، فتسجيل العامل في الضمانات الاجتماعية يلزمه باقتطاع التأمين من نصف دخله في المقابل.

وحول ذلك، استعرضت الصحيفة نتائج دراسات ميدانية أجريت مؤخراً في تركيا، كشفت أن معظم العاملين من اللاجئين السوريين في المعامل والورشات والمصانع التركية يعملون حتى 16 ساعة متواصلة بأجور منخفضة، وأحياناً لا يحصلون على أجر لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر.

كما لفتت نتائج الدراسات إلى تعرض العمال من اللاجئين السوريين لحوادث عنصرية، لا يعرفون على إثرها إلى أين يمكن لهم اللجوء للحصول على حقوقهم والقليل من تعويضاتهم. كما لم تغفل الصحيفة أيضاً تعرض السوريين لحوادث مهنية بسبب عدم إتقانهم للغة على النحو المطلوب.

وعليه، صرّح منسّق مشروع اتحاد الأعمال النسيجية، إرهان كيليش أوغلو بالقول إن العمال من فئة اللاجئين هم جزء لا يتجزأ من العمالة التركية، مضيفاً أن بلاده تتبع سياسة "غض الطرف" عن تلك العمالة، لطالما أن أرباب العمل راضون تماماً عن توظيف عمال بأجور أقل مما لو كانت لعمال أتراك، على حد قوله.

وبحسب قانون العمل في تركيا، يُشترط على السوريين الحصول على تصاريح عمل كي يسمح لهم بالدخول إلى سوق العمل التركي، وعليه تجعل وزارة العمل التركية تقديم طلبات الإذن بالعمل واجباً على صاحب العمل، ينبغي عليه دفع رسوم مالية مقابل حصوله على إذن العمل.

ووفقاً لإحصائيات سابقة، يقدر عدد اللاجئين السوريين ممن هم في سن العمل بقرابة مليوني عامل تتراوح أعمارهم بين سن الخامسة عشرة حتى سنة الخامسة والستين.

وكانت تصريحات نائب الرئيس التركي قد أثارت سجالات وتجاذبات بين الأوساط السياسية في تركيا، في وقت لا تزال فيه الأحزاب التركية المعارضة لوجود اللاجئين السوريين في تركيا تحاول جاهدة تعبئة الرأي العام التركي ضد السوريين في البلاد.

من جهته، قال نائب رئيس حزب العدالة والتنمية محمد أوزاسكي في برنامج تلفزيوني، إن اللاجئين السوريين حافظوا على بعض الصناعات من الاندثار، واستشهد في حديثه على العمالة السورية في مدينة غازي عينتاب، حيث يعمل مئات الآلاف من الأشخاص في "أثقل الوظائف وأصعبها، وهو الأمر نفسه في ولاية قيصري.. لا يمكنهم العثور على عمال ، هؤلاء الرجال هم من يعملون".