حيث بدأت ميليشيا أسد وعلى رأسها "الفرقة الرابعة" منذ صباح اليوم، بمحاولة اقتحام أحياء درعا البلد من ثلاثة محاور بتمهيد صاروخي ومدفعي مكثف على المنازل والأحياء السكنية، الأمر الذي دفع مقاتلي المحافظة لإطلاق معركة الكرامة" في معظم مناطق حوران للتصدي لهجمات الميليشيا.
وبالتوزاي مع ذلك، وقفت فصائل الشمال السوري مكتوفة الأيدي تجاه الهجوم العنيف الذي تعيشه محافظة درعا واكتفت بتكبيرات المساجد وببعض البيانات والأشعار وتغريدات التنظير على مواقع التواصل الاجتماعي نصرة لأهالي درعا، ما أثار غضبا واسعا من المعلقين على تلك المواقع.
حيث نشرت صحفات محلية على "فيس بوك" تسجيلا يظهر بعض المساجد في مدينة إدلب وهي ترفع "التكبيرات" نصرة لدرعا وأهلها، في حين أن "هيئة تحرير الشام" التي يقودها أبو محمد الجولاني، التزمت الصمت عما يجري في درعا، رغم أنها تسيطر على محافظة إدلب وتعد أكبر الفصائل في الشمال السوري.
وكذلك الأمر، فإن "الجبهة الوطنية للتحرير" العاملة في إدلب وريف حلب، والتي تعد عماد "الجيش الوطني السوري"، أصدرت بيانا تقول فيه "إننا لن ننسى درعا وأهلها الغيارى وشبابها ورجالها الأبطال وأطفالها ونساءها أصحاب المواقف البطولية المشرفة"، فنحن معهم اليوم كما كنا على الدوام ولن نقصر في نصرتهم ورد الإجرام عنهم والتخفيف عنهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا"، فيما نشر ما يعرف بـ "التوجيه المعنوي" التابع للجيش الوطني السوري على معرفاته قصيدة تمجّد درعا وتحكي عن خصالها وتبدأ بـ "درعا ستذكر فضلك الأجيال.. ويطيب فيك الحب والموال".
كما نشر "التوجيه المعنوي" تغريدة لقائد فصيل "جيش الإسلام" عصام بيوضاني، يوجه من خلالها بعض النصائح لأهالي درعا المحاصرين، حيث قال: "ديدن عدونا الأسد المجرم وداعميه نقض أي اتفاق وخيانة كل عهد، وما حصار درعا اليوم إلا حلقة في سلسلة الإجرام التي لن تنتهي إلا باقتلاع هذا النظام وما استجلبه من قوات الاحتلال، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالقتال والنضال، وكل ما يقال عن حلول سياسية هي محض وهم وخيال، فأعدوا واستعدوا.. والله غالب".
وأثار ذلك غضبا على مواقع التواصل الاجتماعي لما عدّه المعلقون "تخاذلا" واضحا عن نصرة درعا من خلال التحرك العسكري وفتح جميع جبهات الشمال السوري بريف إدلب وحلب، للتخفيف عن درعا وأريافها وعدم تركها منفردة في مرمى أهداف ميليشيات أسد وإيران، خاصة أن معظم جبهات الشمال تعيش هدوءا طويلا رغم قصفها من ميليشيا أسد وروسيا، ناهيك أن أرتالاً عديدة للميليشيات انسحبت خلال الأيام الماضية من تلك الجبهات وتوجهت إلى درعا.
حيث علق مصعب البقاعي: " عارٌ أن ننصر درعا فقط عبر منصات التواصل الاجتماعي.. أتمنى لو كانت درعا شريك استراتيجي كأذربيجان وليبيا حتى يخرج لنصرتها آلاف المقاتلين.. يالعجزنا وعارنا"، فيما علق فارس الشمال: "ليش التكبير..إن كنا نريد نصرة أهل درعا عنا سراقب وكفرنبل بكفي خلينا نكسر حاجز الضامن التركي ونكون اليد الأقوى بمساندة أهلنا في درعا"، وعلق آخر: "مانهن خجلانين من حالهن قال عم يكبرو وجبهات حدهن بسراقب"، وقال علي حمود الحمود: "نُصرَتهم على الجبهات ".
في حين خاطب Dr. Darwish M فصائل الجيش الوطني قائلا: "يا قادة الجيش اللاوطني السوري والجبهة الوطنية للخيانة واللصوصية : لعنة الله عليكم أيها الخونة اللصوص المتسلقين، أعداء الشعب السوري والثورة ! هذا كل ما تستطيعون فعله ؟ تبا لكم وأنا أنصحكم أن تدحشوا أسلحتكم في مؤخراتكم قبل أن يأتي الثوار ويقومون بدحشها في مؤخراتكم"، فيما اعتبر حمودة ابن الثورة أنه : "هاد يلي شاطرين فيه بيانات بتخري من شكلم وكل يوم الجبل يقصف بجميع أنواع القذائف كذابين، هاي وجهة الشعب السوري فيكم".
وانطلقت"معركة الكرامة" في عموم مناطق درعا تلبية لنداء "الفزعة" والتصدي للهجوم الذي بدأته ميليشيا "الفرقة الرابعة" لاقتحام أحياء درعا البلد من ثلاثة محاور منذ الصباح بتمهيد مكثف براجمات الصواريخ وخاصة نوع "فيل" وقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة والقناصات، والذي أسفر عن مقتل عدد من المدنيين وإصابة آخرين،
حيث أعلن المقاتلون خلال المعركة الحاليةعن أسر أكثر من 70 عنصرا من ميليشيا أسد ومقتل وإصابة آخرين بينهم ضباط خلال السيطرة على عشرات الحواجز العسكرية والأمنية في معظم مناطق المحافظة، مع استمرار ميليشيا أسد بمحاولة اقتحام أحياء درعا البلد وقصفها بشكل مكثف واستقدام تعزيزات عسكرية ضخمة لتوسيع هجومها.
التعليقات (11)