بسبب نظام الأسد: مدينة (الباب) عطشى.. حملة تقرع جرس الكارثة والحلول إنقاذية!

بسبب نظام الأسد: مدينة (الباب) عطشى.. حملة تقرع جرس الكارثة والحلول إنقاذية!
تستمر أزمة المياه في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، للشهر الثاني على التوالي، في ظل غياب الحلول الكفيلة بإنهاء الأزمة، التي تسببت بجفاف معظم الآبار، وارتفاع تكاليف مياه الشرب.

أزمة ليست جديدة على مدينة الباب التي تعاني منذ ما يقارب خمس سنوات، نقصاً حاداً بالمياه الصالحة للشرب والاستخدام المنزلي والرّي، جراء تعطيل نظام أسد العمل بمحطة "عين البيضا" التي تغذي المدينة، ما دفع الناشطين إلى إطلاق حملة "الباب عطشى"، مطلع شهر حزيران/يونيو الجاري.

وتهدف الحملة إلى تسليط الضوء على معاناة القاطنين -الذين يتجاوز عددهم 300 ألف وفق إحصائيات رسمية- في تأمين مياه الشرب، مطالبين المنظمات الإنسانية والأممية والحكومة التركية إيجاد حلول للمشكلة، إلا أنها لم تلق آذاناً صاغية.

مشاريع إسعافية لم تف بالغرض

خلال الأسابيع الماضية تزايد الاعتماد على مشروع ضخ المياه إلى خزان المدينة الموجود في جبل الشيخ عقيل، والذي تم افتتاحه بالتعاون بين المجلس المحلي للمدينة ومنظمة "إحسان للإغاثة والتنمية"، عام 2020، ويعتمد على استجرار المياه من 4 آبار في بلدة الراعي و7 من قرية سوسيان وبئر في صندي.

ويعتبر المهندس "أسامة نعوس" أحد القائمين على حملة "الباب عطشى"، أن مشروع "إحسان" لا يمكن أن يلبي أكثر من عشرة بالمئة من حاجة السكان من المياه.

ويقول: إن التعاطي مع الأزمة الحالية من قبل المؤسسات الخدمية، عبر استجرار المياه الجوفية، قد أدى إلى جفاف نصف الآبار الموجودة في المدينة والتي يبلغ عددها 12 بئراً، إضافة إلى انخفاض منسوب الآبار الأخرى إلى ما دون النصف، وهذا الأمر يؤدي إلى كارثة إنسانية ستظهر نتائجها خلال العام القادم أو الذي يليه.

ويشير نعوس إلى سبب آخر يتعلق بفشل مشروع تغذية خزان المدينة، حيث تعتبر الآبار التي يتم استجرار المياه منها تجميعية، تعتمد على مياه الأمطار التي انخفضت بدورها الشتاء الماضي، وليست متجددة بالاعتماد على مصدر دائم. 

استمرار المشكلة

ومع تفاقم المشكلة، اتجه المجلس المحلي لمدينة الباب نحو تقنين فترات تخديم الأحياء السكنية، لتصبح يوماً واحداً كل أسبوع، قبل أن تتضاءل إلى ساعات قليلة، وينخفض معها أعداد المستفيدين. 

ويقول أبو جمعة من مدينة الباب: لم تزر مياه المجلس أنابيب شقتي منذ أكثر من شهرين، لذا بدأت بالاعتماد على تعبئة الخزان عن طريق الصهاريج، خاصة وأن تكلفة تشغيل المضخة الكهربائية من المازوت تزيد عن سعر الصهريج، أما اليوم حتى المضخة صارت غير مفيدة بسبب شح المياه.

ومع خروج معظم آبار المنطقة عن الخدمة خلال الأسابيع الماضية، أُجبر أصحاب خزانات المياه على التعبئة من مناطق بعيدة، وبالتالي ارتفاع الأسعار الذي انعكس على المدنيين.

ويقول أبو سعيد: ارتفع سعر خزان المياه سعة ألفي ليتر، الذي لا يكفي لأكثر من عشرة أيام إلى 45_50 ليرة تركية، في حين كان قبل أسبوعين فقط 18_20 ليرة تركية، ويزيد سعره بحسب جودة المياه ونظافتها وصلاحيتها للشرب.

وأكد أبو سعيد على "أن معظم الآبار التي يتم استجرار المياه منها غير صالحة للشرب، وتسبب الكثير من الأمراض، الأمر الذي دفع غالبية الأهالي إلى التوجه نحو شراء الماء المعبأ بعبوات مستوردة، ما يفاقم من الأعباء المالية عليهم.

وتتزايد ضغوط الأهالي على المجلس المحلي والمؤسسات الخدمية في المدينة للبحث عن حلول إسعافية لمعالجة الأزمة أو التخفيف من حدتها، خاصة وأن متوسط احتياج العائلة شهرياً يتجاوز مئتي ليرة تركية ثمناً لمياه الشرب والاستخدام المنزلي، في حين يبلغ متوسط الأجور في المنطقة 450 ليرة تركية.

 ويوم الثلاثاء، أعلن المجلس المحلي لمدينة الباب تأهيل الخزانات المنتشرة في المدينة، ووضعها في الخدمة من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساء، وتحديد سعر بيع الليتر المكعب المياه "خمسة براميل" للمستهلك بخمس عشرة ليرة تركية، وضعف الكمية بسعر سبع وعشرين ليرة تركية.

ما هي الحلول؟

تواصل موقع أورينت مع رئيس المجلس المحلي لمدينة الباب والمسؤول العام لبلدية المدينة، وتم توجيه مجموعة من الأسئلة عن الحلول المستدامة التي يمكن أن يقدمها المجلس وما يحتاجه في إنهاء الكارثة، إلا أننا لم نتلقَّ أي إجابة.

بدوره يوضح المهندس أسامة نعوس، أن إنهاء المشكلة يتمثل في حلّين، الأول هو الضغط على نظام أسد لإعادة فتح مضخات محطة عين البيضا التي كانت تغذي المدينة من مياه نهر الفرات، وتبعد مسافة 12 كيلو متراً عن مدينة الباب، ويُعتبر هذا الحل الأسرع والأسهل.

أما الحل الثاني، فيتمثل بشق قناة ري إما من مدينة جرابلس، وهذا المشروع مكلف جداً ويحتاج إلى مؤسسات دولة لإنجازه، بسبب المسافة بين المدينتين والتي تصل إلى مئة كيلو متر، أو استجرار المياه من الأراضي التركية عبر منطقة "علي بيلي" المجاورة لمدينة الراعي، وهذا المشروع الأفضل في الوقت الحالي، نظراً إلى انخفاض التكاليف وإمكانية الاعتماد على شبكة أنابيب مشروع منظمة إحسان الموجودة في تلك المنطقة.

بالنظر إلى إمكانيات المجلس المحلي لمدينة الباب الضعيفة، واعتماده على دعم المنظمات الدولية والإنسانية في إنشاء المشاريع الخدمية، فإن أيّاً من الحلول السابقة تعتبر أكبر بكثير من إمكاناته، كما ساهم تقاعس المنظمات الإنسانية والدولية في الضغط على نظام أسد لإعادة توصيل المياه إلى المدينة عبر مصدرها الرئيس، باستمرار الأزمة في ظل غياب أي مؤشرات عن انفراج على المدى المنظور.

التعليقات (1)

    البعرزي لعنة على الحضارة الانسانية

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    ماذا يمكن ان يعمل البiرزي غير الاجرام والقتل والارهاب انه لعنة وشؤم على البشرية دماغه لا يتحمل كل هذه المعلومات وهو مرض نفسي معروف وخاصة ان عقله عندما يتوه يتلفظ بكلمات سيءة كما سب قادة الخليج عندما ارسلت له مركل وزير الخارجية وقال عن ملك السعودية وامراء الكويت والبحرين والامارات وعمان انهم انصاف الرجال وهذا حديث لايقوله الجاهل فكيف انه رئيس دولة صنعت الحضارة
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات