وتقول مصادر خاصة من قلب محافظة السويداء لأورينت نت إن قدوم الأخوين طويل جاء على خلفية إعداد دام ثلاثة أشهر، بهدف القيام بمهمات مرحلية من ضمنها وضع حد للعصابات المنفلتة وإعادة السويداء إلى حالة امتلاك قرارها .
ويضيف المصدر الخاص: "من المؤكد أن المشروع الذي قدما لأجله كان تحت معرفة الأمن العسكري، وقد قُدمت لهما تسهيلات أمنية رغم أنهما صُنّفا من المعارضة، حيث يفضل الأمن العسكري وهو أقوى أجهزة نظام الأسد الباقية في السويداء، أن يكون قريباً من أي مشروع ليستفيد سياسياً ولوجستياً، وكي يستطيع بلحظة ما الإمساك بالأمر".
المشروع الذي قدِم صقر وياسر الطويل من أجله، مرتبط بشخصية إشكالية ليس لها على الأرض شعبية وهو يهدف بالنهاية إلى إقامة كيان انفصالي، بعدما تبين أن النظام قد تخلى عن السويداء نهائيا، وقد غدا أمرا واقعا، بعد أن اعتبر من قبل المجموعة التي تعدّ له، أن مشاريع الوحدة الوطنية قد تهاوت عن سابق إصرار وترصد. وقد انتظر الأمن العسكري أن يتم بداية أي تدخل حتى يكون بمثابة الشرارة التي تشعل اقتتالا عائليا لا يُبقي ولا يذر .
وفي اليوم الذي سبق مقتل ياسر وصقر الطويل، استجار بهما ضابط من دير الزور طالباً أن ينقذا ابنته التي خطفها زعيم عصابة يدعى (مهران غرز الدين) مع آخر يدعى (وليم أنور الخطيب) وهو أحد المتهمين بجرائم القتل والخطف. واستطاعا بهجوم مسلح إنقاذ الفتاة، ليصل في اليوم التالي خبر للأب أن ابنته قد تعرضت للاعتداء من قبل (مهران غرز الدين) ما دفع آل الطويل لمعاودة الهجوم الذي نتج عنه مقتلهما ومقتل شخصين من العصابة. اجتمع أهالي مدينة شهبا مستنكرين واتفقوا على محاربة العصابات المسلحة، العصابات المسلحة اختبأت في أنحاء الجبل مع عصابات أخرى مستنفرة قواها لأي هجوم بعد أن "تفازع" الجبل لمتابعة الملاحقة، لكن الأمر يبدو عصياً على التهدئة والاستقرار.
ويرى المصدر الخاص أن ظهور مشاريع أخرى انفصالية سيكون له أثر عميق على الوضع في السويداء في المستقبل المنظور، متحدثاً عن مشروع مالك أبو خير الذي أعلن عنه مؤخراً بتأسيس (حزب اللواء السوري) الذي انفردت أورينت نت بالإعلان عنه.
ويزعم المصدر الخاص أن: "مالك استعد من تسعة شهور مضت بحشد الداخل عبر تمويل من قبل بريطانيا وقطر، وقد دخل السويداء هذه المرة ليسلح، هدفه إنقاذ السويداء من ثقبها الأسود، ومالك أبو خير يتعاون مع سامر الحكيم المتعاون مع قسد.. في المقابل يؤمن مالك عناصر مدربة، بينما تقبض عناصر الحكيم مرتبات عالية من قبل حزب مالك أبو الخير" .
ويذهب المصدر الخاص إلى القول أن "الأمن العسكري وبشكل موارب يسهل عملية تمويل عنصر حزب اللواء، مقابل صرف مبالغ طائلة بالدولار بالعملة السورية.. لكن كلا المشروعين انفصاليين وإن كانا مرة باسم محاربة العصابات وإعادة الاعتبار للجبل، أو إقامة حكومة إدارة ذاتية بالتعاون مع الأكراد".
ويزعم المصدر في حديثه عن حزب اللواء ومؤسسه أن "مالك خير يقوم بضرب الزعامات التقليدية عبر إظهار عجزها الاجتماعي والقيمي، ويعد زعامات لتحل محلها، أما النظام فقد استغنى عن فواكه السويداء وجعل الموقع الجيوسياسي حصراً لإيران".
ومع أن كل شيء ضبابي في السويداء فإن الأمر الوحيد الواضح فيها أن المشهد في المحافظة ينحدر نحو المجهول في ظل غياب مشروع جامع، وفي ظل عمل قوة الاحتلال الإيراني ونظام الاحتلال الأسدي على الشرذمة والاختراق" .
التعليقات (3)