بعد الانسحاب الأمريكي.. ماذا يريد سنة العراق وممّ يتخوفون؟

بعد الانسحاب الأمريكي.. ماذا يريد سنة العراق وممّ يتخوفون؟
ثمانية عشر عاماً كانت كافية لأمريكا كي تعود بالعراق إلى القرون الوسطى، فلا ماء هناك ولا كهرباء ولا خدمات ولا أيّ من مقوّمات الحياة، والأكثر من ذلك؛ لا دولة في العراق العظيم كما كان يُسمّيه بنوه، دخلت أمريكا العراق بذرائع واهية بعد أن أنهكته الحروب والحصار، خلّصته حسب قولها من الديكتاتور صدام حسين، لتُسلِّمه إلى ألف دكتاتور ومجرم في آنٍ معاً.

ومع زيادة الحديث عن انسحاب أمريكي من العراق نهاية العام الجاري، أعلنت العديد من القوى السياسية في العراق معارضتها لهذا الانسحاب لما سيتركه من فراغٍ لن تملأه سوى الميليشيات الشيعيّة الموالية لطهران.

العرب السُنّة الذين سيكونون الأكثر تضرراً من الخروج الأمريكي من العراق، تداعوا إلى اجتماعٍ في إقليم كردستان العراق، حضره مجموعة من القوى والشخصيات السياسية والعشائرية العربية السنية العراقية، ومن هناك وأصدروا بياناً رفضوا فيه بشكل قاطع انسحاب القوات الأمريكية من العراق.

وأضاف البيان: "بعد التصريح الأخير الذي صدر من رئيس وزراء العراق قبيل زيارته لواشنطن، الذي جاء فيه أن الهدف الرئيسي من هذه الزيارة هو مناقشة جدولة انسحاب القوات الأمريكية القتالية من العراق - وبإملاء وشروط من قيادات الحشد الشعبي - كما صرحت بذلك قياداتهم أيضا، فإن جميع القوى وشيوخ العشائر والشخصيات المشاركة في هذا البيان والموقعة عليه  ترفض الانسحاب".

ورفضت القوى الموقعة على البيان مطلب رئيس الوزراء الكاظمي بجدولة انسحاب هذه القوات، لأن انسحاب القوات الأمريكية في هذا الوقت بحسب تأكيدهم سيُدخل العراق في فوضى وخطر كبير ونفق مظلم، لأنّ منطق اللا دولة والميليشيات هو الحاكم الفعلي للعراق الآن".

عضو البرلمان العراقي السابق الدكتور عمر عبد الستّار أكد في تصريحات لـ "أورينت نت" أنّه وبعد عام 2003 انقسم السنة إلى مُعارضين للنظام القائم، وآخرين مُشاركين به، والأمريكان طلبوا من الاثنين أن يوقفوا المقاومة، فرفضوا ولم يتفقوا، وتحوّل القرار في العراق إلى بغداد وأربيل، بغداد تتبع لإيران، وأربيل تتبع فعلياً لأمريكا، أما السُنّة لم يعد لهم وجود، وانتهى بهم الأمر ليتم احتلالهم من قِبل القاعدة أولاً ومن داعش ثانياً والميليشيات الشيعية ثالثاً.

وتابع عبد الستار: "من لا يستطيع حماية نفسه فإنّ أمريكا لا تستطيع حمايته، وحتى يستطيع السنة حماية أنفسهم، يجب أن يفعلوا كما فعل الكرد بوجودهم كحليف محلي مع وجود تحالف دولي، ومن دون هذه المعادلة من الصعب على السُنّة أن يعودوا".

وأضاف، السنة ليسوا حليفاً محلياً حتى الآن للولايات المتحدة، والموجودون هم تحت السطوة الإيرانية ومستسلمون للإرادة الإيرانية بشكلٍ كامل.

وأشار عبد الستّار إلى ضرورة معرفة من هم الُسّنة بحق في العراق، فهل يمثلهم الحلبوسي أم الخنجر أم غيرهم، يقول عبد الستّار: "لا يوجد موقف واضح للسنة من خروج أمريكا من العراق، غير أنّ الموقف السائد عدم الرّغبة بخروج أمريكا من العراق"، ولكن في الواقع فإنّ موقف السنة الموالين لإيران لا يخرج عن موقف ميليشيات الحشد الشعبي وإيران في العراق وهم المؤيدون لخروج أمريكا.

وتابع: "السنّة من غير المؤيدين لإيران؛ هم بطبيعة الحال مُعارضون للوجود الأمريكي، والإسرائيلي والسعودي، وهنا ستنشأ حرب بين الأطراف السنيّة، الوضع الآن سيّئ جداً، وإذا لم يصبح أسوأ، فهو باقٍ على السوء حتى يُقرر الكونغرس الأمريكي محاربة تلك الميليشيات بعد أن يأتي حزب جمهوري، أو أن تتشكل في المنطقة جبهة إقليمية ضد الهلال الإيراني".

وأكّد عبد الستار أنّ أمريكا حتى الآن ليس لديها قرار لمواجهة الميليشيات الموجودة في العراق، وهم موجودون لمنع وقوع أي حرب يمكن أن تحصل بين أربيل وبين بغداد، أو أي حرب يمكن أن تحصل ضد "قسد" في سوريا.

ويعتقد عبد الستّار أنّ الحل بأن يُشكّل السُنّة حليفاً قوياً لأمريكا باستطاعته قيادة العراق، وحتى الآن هذا الأمر غير مُتوفر، والمجتمع الدولي غير جاهز، لهذه اللحظة الآن، ونظرياً؛ فإنّ الحل القادم سيكون بهذا الاتجاه، أمّا عمليّاً، فنحن نتكلم عن محور إيران الإقليمي المُمتد من طهران إلى بيروت وإلى اليمن، وهذا المحور يجب أن يُكسر في سوريا، وأن تُشغل إيران بداخلها، حينها من الممكن تشكيل إقليم من بعض المحافظات السنيّة بشيءٍ يُشابه إقليم كردستان، أما محافظات الفرات الأوسط ستبقى في فوضى إلى إشعار آخر.

وطالب عبد الستار بزيادة الضغط على إيران من خلال دعم الاحتجاجات في الداخل الإيراني، منوّها بأنّ إيران حتى يوقع رئيسي على الاتفاق النووي، ستبقى مع الميليشيات تحت الضربات الأمريكية، سيكونون كصدام حسين بعد تحرير الكويت.

يُشار إلى أنّ  أمريكا احتلت العراق عسكرياً في ربيع عام 2003، وسلّمته إلى الميليشيات الشيعيّة المدعومة من النظام الإيراني، ليدخل العراق بعدها في حربٍ أهليّة وعمليّات تطهير طائفي راح ضحيّتها حسب العديد من الإحصائيّات أكثر من مليون ونصف مليون قتيل، وإذا كان من الطبيعي أن أي شخص يرفض أي وجود للقوات الأجنبية في بلاده، غير أنّ قضية الوجود العسكري الأمريكي اليوم في العراق مُختلفة كل الاختلاف، وتُثار أسئلة عدّة عن أسباب مُطالبة الميليشيات الشيعيّة بخروج القوّات الأمريكيّة من العراق، وهل مطالبها هذه تمثل كافة العراقيين؟.

السبب كما يعتقد الكثير من العراقيين هو تسليم العراق بشكلٍ كامل إلى إيران التي تُسيطر ومن خلال ميليشياتها على غالبيّته، وهنا تبرز قضيّة حماية العرب السُنّة والكرد، حتى الشيعة من غير المُناصرين للولي الفقيه، وهم كُثر كما شاهدنا في ثورة تشرين العراقية.

التعليقات (4)

    عراقي

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    العرب السنة ضذ الفدرالية إذا خلي يابقوا تحت الاحتلال الميليشات الإيرانية كمان مئة سنة وبعدها راح يصحوا ويطلب وبالفدرالية كما فعل كورد قبل مئة سنة كانوا ضذ الفدرالية ويريدون ان يعيشوا مع اخوانهم وكانا النتيجة كاراثية

    اتى الناتو لقتل اطفالنا باموال الخليج

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    العرب ينفقون على الاجرام الامريكي والروسي والناتو وحمايتها للحثالات الارهابية تجار المخدرات والاسلحة بتغطية الامم المتحدة والمحكمة الدولية والخليج، وخوفهم من عرب الشمال قديم، واوباما طرقهم جميعا مع بايدن خازوق طلع من قفع راسون

    أتى الناتو لقتل العراقيين انتقاما للايارنة

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    امريكا انتقمت للايارنة والخليج من شعب صدام،ودمروهم بالنووي لأجيال وتم تعذيب المدنيين بسجونهم الديمقراطية والتقنيات تعذيب متحضرة فمات مليونا عراقي بطل بأموال الخليج، والان انتهى دورهم . واعلموا أن تقنيات التعذيب مأخوذة من هوليود السجون البعرزي،هذا هو سبب أقاربه مع امريكا واسرائيل بينما الخليجيين هو كما صرح انهم انصاف الرجال واميين،ومع ذلك سجدوا له ولامريكا التي أرسلت الكيماوي مع الأمم المتحدة لقتل الأطفال وتنتهي الثورة ، ولك تفوووو

    محمد النصيرات

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    عمي المثل بقول (اللي بشلح ملابسه ببرد ) العرب السنة (الصحوات) قاتلوا مع امريكا وايران ضد المجاهدين السنة وسيدفعون الثمن غاليا لما اقترفته أيديهم
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات