من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.. ألغام إيران البحرية رسائل للداخل أم للخارج؟

من الخليج العربي إلى البحر الأحمر.. ألغام إيران البحرية رسائل للداخل أم للخارج؟
كتب موقع (strategy page اسراتيجي بيج) المعني بالشؤون العسكرية والأمنية مقالاً حول الألغام البحرية التي تزرعها إيران في الخليج العربي والبحر الأحمر وهما أهم ممرين بحريين في العالم، وجاء في المقالة:

مُجدداً؛ تبذل إيران جهوداً حثيثة لاستخدام الألغام البحرية سراً ضد أعدائها، واليوم الضحايا هم كل من يستخدم قناة السويس أو يُبحر بالسفن في أي مكان قريب من الساحل اليمني، هي ألغامٌ إيرانية زرعها وكلاء يمنيون شيعة مدعومون من إيران.

وضع الوكلاء المئات من تلك الألغام قبالة ساحل البحر الأحمر وبحر العرب في السنوات القليلة الماضية، لكن الأضرار كانت طفيفة، لم تغرق أي سفن، على الرغم من حقيقة أن نسبة صغيرة من تلك الألغام كانت أكثر حداثة وفتكاً، واستقرت في المياه الضحلة التي لا يزيد عمقها على 60 متراً وتستخدم مستشعرات الضغط للكشف عن الهدف وتفجيره.

الألغام الإيرانية التي شوهدت قبالة السواحل اليمنية ليست أحدث تصميم، وهي مناسبة فقط للمياه الساحلية الضحلة (20 متراً)، ربما تم استخدام الألغام الأقل فاعلية عن قصد لتعطيل الشحن، ولكن ليس إغراق سفن الشحن لأن ذلك رُبّما يخلق ضجة دولية كبيرة ودعوات لعمل عسكري دولي ضد إيران.

أكّدت إيران كثيراً أنها لن تواجه مشكلة في عرقلة تصدير النفط عبر مضيق هرمز بسبب ألغامها البحرية، فالألغام البحرية هي أفضل رهان لإيران إذا أرادت إغلاق المضيق، مشكلتهم هي أن لديهم قوة بحرية صغيرة، وقوة جوية قديمة، وسجل حافل ضعيف عندما يتعلق الأمر بإغلاق حركة ناقلات النفط في الخليج العربي أو مضيق هرمز. 

حاولت إيران في الثمانينات إغلاق المضيق، عندما كانت في حالة حرب مع العراق، لم ترغب إيران في إغلاق المضيق لأنها كانت بحاجة إلى عائدات النفط أكثر من العراق، واليوم الجيش الإيراني في وضع أسوأ مما كان عليه في الثمانينات ولن يستمر طويلاً في محاولة مهاجمة السفن، ولطالما كان يُنظر إلى التهديد الإيراني الرئيسي على أنه ألغام بحرية، والدول العربية لديها الكثير من معدات إزالة الألغام والقوات الجوية والبحرية أكثر من إيران، إضافة إلى ذلك، هناك قوات أمريكية وقوّات حلف شمال الأطلسي في المنطقة، المشكلة أن كل هذه القوات لإزالة الألغام لم تُمارس عملها في ظل ظروف واقعية -في زمن الحرب-. باختصار، لم يكن من الواضح ومنذ فترة طويلة ما الذي يتطلبه الأمر بالضبط للتعامل مع الألغام الإيرانية في المضيق. 

في العام 2012 أجرت الدول العربية وحلف شمال الأطلسي العديد من التدريبات المشتركة لإزالة الألغام في الخليج، مكّنت هذه التدريبات كل دولة من إظهار ما لديها واستخدامه بالتعاون مع الدول الأخرى لمعرفة المدة التي ستستغرقها لإزالة بعض الألغام البحرية الأكثر حداثة.

وفي غضون ذلك، دفعت التدريبات الدولية لإزالة الألغام الولايات المتحدة إلى اتخاذ عدّة خطوات لتحسين القدرة على إزالة الألغام، وأمرت البحرية الأمريكية بعدّة عشرات أخرى من عربة Sea Fox UUVs  المستهلكة وهي مركبات تحت الماء بدون قبطان، وتُستخدم لتدمير الألغام السفلية، وتمّ إرسال هذه المركبات إلى الخليج العربي للتعامل مع الاستخدام الإيراني المحتمل للألغام البحرية.

وتقول المقالة إنّه ولكي تنجح محاولة زراعة الألغام الإيرانية، سيتعين على الإيرانيين وضع الألغام في قاع المضيق ثم منع بقية العالم من إزالة تلك الألغام، سيكون ذلك صعباً، وكذلك المحاولات الإيرانية لزرع ألغام إضافية، لكن لن تكون مثل هذه المحاولات مستحيلة، إيران لديها غواصات صغيرة وقوارب سريعة جنباً إلى جنب مع البحّارة المستعدين للقيام بمهمّات انتحارية لإيصال الألغام، لكن حتى هذا قد لا يكون كافياً، حيث فشل هذا النوع من التعصب ضد الأمريكيين في الثمانينات، وبينما عملت إيران على التغلب على عيوبها، يبدو أن معظم الحلول هي أعمال "دعائية" تهدف بشكل أساسي إلى جعل الشعب الإيراني يشعر بالتحسن.

يمثّل تهديد الألغام البحرية الحالي قبالة اليمن خطراً معترفاً به على جميع السفن، وفي أوائل عام 2020 حذرت شركات الشحن قباطنة سفنها من أن العديد من الألغام البحرية كانت تطفو في البحر الأحمر من الساحل الشمالي لليمن، ويقع هذا الساحل قبالة محافظة صعدة، موطن المتمردين الشيعة، وكان المتمردون يطلقون عدداً قليلاً من هذه الألغام بشكل دوري لسنوات في محاولة لتعطيل حركة الشحن البحري من وإلى المملكة العربية السعودية. 

وفي هذا الجزء من البحر الأحمر تتدفق التيارات بشكل عام نحو الشمال وباتجاه الموانئ السعودية الرئيسية على البحر ومدخل قناة السويس، وعلى الرّغم من أنّ ألغام إيران قديمة؛ لكن لا تزال طهران تستخدمها لأنها رخيصة وفعّالة، كما زوّدت طهران المتمردين الشيعة بهذه الألغام التي عادة ما يتم الاحتفاظ بها في أمكنتها عن طريق ربطها بسلسلة تمتد بين اللغم ومرساة في قاع البحر، حيث قطع المتمردون الشيعة تلك السلاسل وتركوا الألغام تنجرف إلى البحر الأحمر.

وتُشكل السفن الحربية الأمريكية الموجودة في البحر الأحمر جزءاً من الحصار البحري الدولي على اليمن، لمنع التهريب والتعامل مع الألغام التي تُشكل خطراً على السفن الحربية وكذلك على الشحن التجاري، وخلال العام 2020، كانت هناك جهود حثيثة لتحديد موقع الألغام العائمة وتحييدها، وبحلول نهاية العام، تم العثور على أكثر من 160 لغماً وتحييدها، وخلال العام 2021 واصل المتمردون زرع الألغام في المياه، وبقي العدد الذي تمّ العثور عليه وتحييده عند مستويات العام 2020، ويواصل المتمردون الشيعة وضع هذه الألغام في الماء بحجة الدفاع عن النفس ضد اضطهاد الحكومة اليمنية والحكومات العربية التي تساعدها.

وخُتِمت المقالة بالقول إن الولايات المتحدة تواصل المشاركة في التدريبات الدولية لإزالة الألغام مع حلفائها في الناتو بالخليج العربي، وهناك العديد من الأنظمة الفعالة المتاحة، ولكن الولايات المتحدة لا تملكها حالياً، وتسعى للحصول عليها بانتظام.

التعليقات (1)

    لعبة جديدة على اشلاء السوريين والنجتمع الدولي المحتضر

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    الخليج والجامعة العبرية طلبوا من مجلس الامن التدخل لحماية الاهبل البعرزي واحكم اوباما قذارته بمخطط جينوسيد وتم ادخال تركيا وايران وجيس الاسلام السعودي لمسخ المعارضة وتهجير الاطفال وتم اشتراء سكوت المحكمة الدولية والامم المتحدة بمال الخليج، احد خبراء الالمان اخبرني ان حزب الشيطان بنوه بنفس المخطط لانهم على علم ان هناك ثورة قادمة ، ولكن للاسف لهم اتت نهايتهم والسقوط الكامل
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات