السويداء في مواجهة مشروعين والنظام ثالثهما يرعى الفتنة والخراب!

السويداء في مواجهة مشروعين والنظام ثالثهما يرعى الفتنة والخراب!
السويداء مرة أخرى..

تتأرجح بين حبال متشابكة وشائكة وعليك أن ترى ذلك التأرجح المريع وأنت تمتلئ معرفة ووعيا بمخطط كان سرا ثم ظهر للعلن.

السويداء مرة أخرى..

وعلى مر الأحداث لم تكن بخير، لكنها اليوم تنعطف تاريخيا لتؤكد الاختبار أمام أن تكون أو لا تكون محاولة التأكيد على أنها قادرة أن تكون فاعلة في نسيجها الوطني وقادرة على إنتاج تاريخ وطني أيضا. 

لقد قُدمت السويداء للقوى المتصارعة كمحافظة لا تستطيع أن تحدد هويتها، وذلك بعد أن تُركت عقدا من السنين ضمن مدى مفتوح على أفق الجريمة والمخدرات والسلاح المنفلت والشلل والعصابات والاقتتال، الذي كلما انفجرت شرارته استطاع عقلاء السويداء أن يسكبوا الماء فوقه. 

قُدمت السويداء للقوى المتصارعة كمحافظة لا تستطيع أن تحدد هويتها، وذلك بعد أن تُركت عقدا من السنين ضمن مدى مفتوح على أفق الجريمة والمخدرات والسلاح المنفلت

القصد منذ البداية كان أن تبلغ كل الموبقات والمصائب سقفها وبعدئذ تبدل المحافظة هويتها، وتجد نفسها في مأزق عقائدي وتاريخي ووطني، ثمة من سيزعم أنها هي من أوصلت نفسها إليه،  في حين أنها تُدفع إلى أن تكون كل شيء إلا سورية كما تحب وتؤمن،  وهكذا توصل سلطة النظام الأمر إلى غايته.  

ومنذ أشهر قليلة بدت الأمور تتضح ارتساماتها أكثر وأكثر. أمريكا من طرف تريد المنطقة العازلة لإسرائيل والتي تمتد على عمق ستين أو سبعين كيلومترا، وبذلك تضمن أمن إسرائيل وتكمل هي حصادها المنتظر من حقل المنطقة الجيوسياسي والاقتصادي والثقافي.

 وفي الطرف المقابل تقبع إيران وقد أمسكت بتلابيب المنطقة سوقا وممرا لتجارتها الممنوعة، إلى جانب السعي الحثيث لتقويض الخصوصية الوطنية والثقافية والتاريخية للمحافظة.

 

وأما حزب الله فهو يعي دوره ويسعى مخربا للهوية الوطنية عبر حركة دؤوبة للتشيع الديني والسياسي مستغلا حطام عشر سنين من هدم وتخريب وتربص، لتخرج السويداء من تاريخها وجغرافيتها، وبالتالي انتزاعها ثم زجها باتجاه ارتطام فجائعي بمشروعين كلاهما يعمل تحت وطء الحطام بكيفية مورابة وضاغطة!

 يعي حزب الله دوره ويسعى مخربا للهوية الوطنية عبر حركة دؤوبة للتشيع الديني والسياسي مستغلا حطام عشر سنين من هدم وتخريب وتربص، لتخرج السويداء من تاريخها وجغرافيتها

ولعل هذا ما جعل الواقع يفصح عن معضلة تبدّت في تفكيك الهوية والأخلاق والقيم الوطنية وكل ما من شأنه أن يسند ويحصن، مع محاولة تقديم الطائفة بصيغ تستجيب لطموحات الأهداف والغايات التي يتم العمل عليها في المنطقة.

 إذاً السويداء تنوء بحملها، وتعي أن كلا المشروعين يعني الدخول في مضيعة وتبديد للهوية التي تبقينا جزءاً من أمة ووطن، ويظهر أن قوانا تخور أمام خواء وحطام ومؤامرة تريد ابتلاعنا وهضمنا ثم تتقيأنا على قارعة الزمان والمكان. 

وأما بعد...

 فلا من يسمع الصوت. ولا من يعي الاقتلاع والموت. الجميع يسعى مسعى إيران وإسرائيل في تأجيج وابتعاث ضغائن واختلافات وفروقات طائفية ومناطقية وعائلية وحزبية. 

 الجميع يسعى مسعى إيران وإسرائيل في تأجيج وابتعاث ضغائن واختلافات وفروقات طائفية ومناطقية وعائلية وحزبية

 هويات فقدت جدارتها التاريخية وأصبحت عقدا لا فكاك منها أمام التحرر والإفلات من كماشة إيران تارة وإسرائيل تارة أخرى والنظام تارات وتارات!

 بالنتيجة ما يجري في المحافظة هو عمل تفكيكي وتدميري بلغ حد الكارثة ..وأمام حالة عجز واستغاثة تذهب أدراج الرياح، يدخل الجنوب عين العاصفة ومكب الحطام، وخصوصا إذا نظرنا إليه من زاوية موقع الهوية العربية التي تسعى في مواجهة المشروعين الإيراني والصهيوني.

التعليقات (2)

    HOPE

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    المشروعين الايراني والصهيوني متفقين في الخفاء ويستعدون بعضهم في العلن والوقائع لمن ينظر بتمعن يرى هذه الحقيقه؟؟! ما يحدث في السويداء حدث في سوريا بشكل اوسع تحت سمع وبصر العالم. ايران واسرائيل وجهان لعمله واحده.

    Hazem. B

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    تحية لإيمان وقلمها.. وإلى مزيد من التألق الفكري والصحفي.
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات