في حوار بعيد عن السياسة: تلفزيون (سما دبي) يحتفي بغسان عبود ويكشف أوراقه الخاصة (فيديو)

في حوار بعيد عن السياسة: تلفزيون (سما دبي) يحتفي بغسان عبود ويكشف أوراقه الخاصة (فيديو)
ضمن برنامجه (حالة خاصة) بث تلفزيون سما دبي، يوم أمس الأربعاء 21 تموز/ يوليو، مقابلة مطولة مع رجل الأعمال السوري غسان عبود، تطرقت لأول مرة لجوانب نشاطه التجاري، ومسيرته الطويلة في مجال الأعمال، وطبيعة علاقاته الإنسانية والأسرية، بعيداً عن السياسة والثورة وأحلام التغيير ومقارعة الاستبداد، التي طالما ارتبط ظهوره بها. 

وقدمت القناة للقاء الذي أعدته وقدّمته الإعلامية ميثاء إبراهيم، وأخرجته مريم خوري، بمعلومات خاصة تشير إلى أن غسان عبود مؤسس مجموعة غسان عبود التجارية التي تتخذ من دبي مقراً لها، هو من بين أفضل خمسين مقيماً من ذوي التأثير الأكبر في دولة الإمارات العربية المتحدة، بحسب قائمة لمجلة (فوربس ميدل إيست) الشهيرة. 

وبلغة بصرية تقترب من روح الفيلم الوثائقي، وتسعى لتقديم الوجه الآخر لرجل أعمال طالما انغمس في المشاريع الجديدة، وصخب الحراك السياسي، افتتح البرنامج بلقطات خاصة لغسان عبود وهو يقود سيارته في شوارع دبي، ثم يصل إلى منزله بمنطقة تلال الإمارات في إمارة دبي، على وقع سؤال افتتاحي يقول: "لو أن للحياة ثلاثة أبواب.. الماضي والحاضر والمستقبل، تختار في البداية أي باب؟"  وفي رده على السؤال يقول غسان عبود، مقدماً للمُشاهد مفتاح الدخول إلى عوالم شخصيته:

"أختار الماضي. لأن اللي ما له أول ما له تالي. أنا بكل تجاربي بالحياة، أنا ابن الماضي، هو الذي أثر فيني. هو اللي جعلني الآن هكذا".  

ويضيف غسان عبود في مطلع حواره الذي جرى تصويره في القاعة الدمشقية بمنزله، التي تجسد ذائقته الشرقية وتمسكه بالإرث السوري: "حتى التجارب القاسية لا أخجل منها، فهي التي علمتني وكونت شخصيتي كغسان". 

وعن طفولته الأولى في إدلب.. قال غسان عبود: " كان الحي هو المربي الأول، هو الروضة، هو المكان الذي نلعب فيه.. وبنفس الوقت كانت العائلة تربي، الجيران يربّون، الأخوال يربّون، والأعمام يربّون، فأنت كنت دائماً على ارتباط بالماضي، ارتباط بالعادات والتقاليد، هذا بيصير، هذا عيب، ما بيصير نحن نعمله.. فخلق لديك جذوراً كبيرة". 

ويبدو أن شخصية غسان عبود التي نشأت في بيئة شعبية، متمسكة بالعادات والتقاليد وطامحة لحماية هويتها المؤمنة بقيمها الناهضة، التي تمثل قيم الطبقة الوسطى، دفعته في هذا الحوار للدفاع عن نمط التربية الشرقية، التي أراد من خلالها توجيه تحية خاصة لوالده الذي كان الأكثر ارتباطاً به بحكم كونه الابن الأكبر.. حيث قال:  

"التربية باتت تختلف بين جيل وجيل. الطريقة التي رباني بها أبي، الآن يقولون إنها ليست جيدة، لكنني أشكّ في ذلك، لا أعتقد ذلك. أهالينا حتى في أشد لحظات قسوتهم هم ممتلئون بالحنان. حتى عندما يقسو عليك كان سببه الأساسي هو الحنية، هو بحبك بده يعلمك.. فكرة أن تكون رجلاً أمامه مسيطرة عليه من لحظة ما انت تولد، يعني تخيلي الواحد من لحظة ما هو يولد يجب أن يكون رجلاً مكتملاً.

هذه الفكرة مسيطرة عليه جداً.. فبالتالي هو دائماً يحاول بهذا الاتجاه، فأحياناً يمارس بعض القسوة في التعليم. لازم تعمل، لازم تساوي، لازم كذا. شوفي الشرق كله هيك. الشرق من بداية جبال طوروس في وسط تركيا إلى اليابان، الشرق كله كان يربي بهذه الطريقة. أنا بعتقد هذه التربية مليئة بالحنية.. وإن شابها بعض القسوة، نظنها قسوة ولكنها قسوة المحب، وليس هناك أجمل من قسوة المحب" .

وكشف غسان عبود أنه اتجه إلى دراسة الصحافة والإعلام، متأثراً بمسلسل (الأيام) المأخوذ عن سيرة ذاتية لعميد الأدب العربي طه حسين، والذي صور أجواء الصحافة وعلاقتها بالأدباء والشعراء وبأمير الشعراء أحمد شوقي، فقال: "من تلك اللحظة عشقت أن أكون إعلامياً، قررت أن أدرس صحافة وإعلاماً. ما كنت أظن أن في سورية هناك صحافة وإعلام، كنت أريد أن أدرس في مصر، لكن فوجئت لما رحت أقدم أوراقي إلى الجامعة، في جامعة دمشق، تبين إنو في قسم أسسوه حديثاً، يعني أنا من الدفعة الثالثة في هذا القسم.. القسم تأسس وأنا بالصف العاشر، فطبعاً دخلت الإعلام في ذلك الوقت وتخرجت بعد أربع سنوات. بالمناسبة أنا حصلت على المرتبة الثانية على مستوى الجامعة".  

وحفل اللقاء الذي بثه تلفزيون (سما دبي) في وقت الذروة مساء ثاني أيام عيد الأضحى المبارك، واستغرق نحو (55) دقيقة،  بالكثير من الطروحات والأفكار الذاتية، التي قدمت الكثير من التفاصيل غير المعروفة عن مسيرة حياته، وبداياته الصعبة، وطموحاته الكبيرة، ونقاط ضعفه وقوته سواء في علاقته مع العمل، الذي يشعر أنه يأخذ جل وقته، أو في علاقته مع أسرته التي يحاول أن يجد وقتاً خاصاً لها، مفسحاً المجال في الوقت نفسه لنمط التربية الذي يحب أن ينعم به أولاده، في أجواء يدرك فيها تغير الأزمنة وتباين أمزجة الأجيال، وطبيعة الحياة التي يعيشها جيل اليوم وخصوصاً من السوريين الذي ولدوا في ظل الثورة أو قبلها بسنوات قليلة، والذين صار مفهوم الوطن بالنسبة لهم مضطرباً وملتبساً، ما بين غربة فُرضت عليهم، ووطن حُرموا من زيارته، أو تنقلات متباعدة يفرضها مسار حياتي جديد، يتطلع لمستقبل أفضل على صعيد العمل والحياة وحلم التغيير. 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات