الغارديان تكشف طبيعة المطامع الصينية في سوريا وتصفها بـ الرهان الخاسر لسببين

الغارديان تكشف طبيعة المطامع الصينية في سوريا وتصفها بـ الرهان الخاسر لسببين
سلطت صحيفة "الغارديان" الضوء على المطامع الصينية في سوريا ومحاولات البحث عن فرص استثمارية في المنطقة، وذلك بعد زيارة وزير الخارجية الصيني وانج يي المفاجئة لبشار أسد في دمشق والتي حملت في طياتها الكثير من التحليلات، في وقت يعاني فيه نظام أسد انهياراً اقتصادياً بسبب العقوبات الدولية والفساد الداخلي.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الصين التي حافظت على دعمها لنظام أسد عسكرياً واقتصادياً وسياسياً خلال السنوات العشر الماضية وبوتيرة أقل من "روسيا وإيران"، اتجهت في الوقت الراهن "لاشتمام الفرص" من خلال البحث عن استثمارات واسعة في الشرق الأوسط وخاصة في سوريا، إن كان ضمن مشروعها "طريق الحرير الجديد" أو بالحصول على حصص اقتصادية في "الكعكة السورية" التي يتسابق عليها داعمو أسد، روسيا وإيران، وحتى الصين التي تعتبر أن حصتها في سوريا ما بعد الحرب ستكون استثمارات واسعة في الشرق الأوسط وفي أماكن أخرى .

وبحسب الصحيفة فإن مشروع الانسحاب الأمريكي من أفغانستان والعراق ومناطق شرق سوريا، جعل تلك البلاد وكأنها انتصار سريع للدبلوماسيين الصينيين، وفي هذا الصدد قال دبلوماسي بريطاني سابق ومختص بالشأن الصيني والشرق الأوسط: "إنهم يتحركون عندما يرون فراغاً، خاصة إذا كان ذلك ينطوي على الاستفادة من أخطاء الولايات المتحدة"، فيما يقول دبلوماسي آخر : "يجب على الصين أن تلقي نظرة حولها، إنهم يعتقدون أن هذا حزام وطريق. لكن هذا مجرد وهم. سوريا استثمار ضعيف بالنسبة لهم "، حيث يؤكد محللون ودبلوماسيون غربيون أن سوريا غير قادرة على تقديم عوائد اقتصادية جيدة للصين وغيرها من الدول لسنوات قادمة.

استثمار خاسر لسببين 

واعتبرت الغارديان أن الرهان على الاستثمار في سوريا سيكون خاسرا لسببين، فلا أحد يستثمر في بلاد تعيش بظروف مروعة من كل النواحي، وكذلك فإن إيران وروسيا (حلفاء الأسد)، لم يبقيا لها شيئا مهما لاستثماره.

وفي هذا الصدد نقلت "الصحيفة" عن إليزابيث تسوركوف، الزميلة في معهد نيولاينز: قولها: "أخذ الروس والإيرانيون الفوسفات، والروس استولوا على الميناء، واستولى الأصدقاء على بناء شقق فاخرة للنخبة في دمشق، وقلة من السوريين يستطيعون شراء اللحوم ، لذا فهم بالتأكيد لا يستطيعون إعادة بناء منازلهم، وإعادة بناء البنية التحتية ليست مربحة على الإطلاق"، فيما قال مبعوث أوروبي لسوريا إنه "لا أحد يأتي لاستثمار مئات المليارات من اليورو والدولار  أو الروبل اللازمة لإعادة إعمار البلاد في ظل هذه الظروف المروعة".

وقبل يومين، التقى وزير الخارجية الصيني "وانج يي" ببشار أسد ووزير خارجيته فيصل المقداد في العاصمة دمشق في زيارة هي الأولى منذ عام 2008، وجرى خلالها توقيع اتفاقيات اقتصادية ضخمة، والحصول على ضمانات لتنفيذ المشروع الصيني الأبرز  المعروف بـ "حزام واحد طريق واحد"، في وقت ترغب فيه الصين بشرعنة نظام أسد عبر إلغاء العقوبات الدولية المفروضة عليه، مقابل الحصول على مطامعها الاقتصادية والتوسعية بالدرجة الأولى من خلال بوابة إعادة الإعمار في سوريا.

وتعليقاً على الزيارة المفاجئة قال الباحث في الفلسفة السياسية رامي الخليفة العلي في وقت سبابق خلال حديث لأورينت نت إن الصين تحاول بناء علاقات استراتيجية جديدة في المنطقة في ظل الانسحاب الأمريكي منها وخاصة أفغانستان، في مسعى لاستكمال المشروع الصيني العالمي لطريق الحرير الجديد المسمى: (حزام واحد طريق واحد).

وأضاف الخليفة، أن الحرب الباردة بدأت عملياً بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية وهناك صراع على المنطقة، وهو ما دفع بكين للاتجاه بثقل أكبر نحو حليفها نظام أسد، حيث إن أسد سيستفيد من تلك الحرب من جهة بينما ستتأثر سوريا بشكل عام من ذلك الصراع من جهة أخرى.

وتعد الصين من كبرى الدول الداعمة لنظام أسد منذ بدء الثورة السورية عام 2011، ووقفت إلى جانب روسيا بوجه القرارات الدولية الرامية لمحاسبة أسد على جرائمه ضد السوريين، حيث استخدمت حق النقض "فيتو" أكثر من 15 مرة لصالح أسد ونظامه في مجلس الأمن الدولي، إلى جانب دعم عسكري واقصادي واسع قدمته بكين دعماً للنظام وميليشياته، في السنوات العشر الأخيرة.

وتعيش مناطق سيطرة أسد انهياراً اقتصادياً غير مسبوق في تاريخ سوريا ووصلت نسبة الذين يعيشون تحت خط الفقر إلى أكثر من 90%، حيث يقدر الراتب الشهري للموظف بين 15 و40 دولاراً شهرياً، بينما تحتاج العائلة متوسطة العدد لأكثر من 300 دولار لتغطية مصاريفها، في ظل عقوبات أمريكية وأوروبية مفروضة على نظام أسد لإجباره على الخضوع للقرارات الدولية والانتقال للحل السياسي الذي ينهي الصراع في البلاد، بينما يرفض أسد تلك القرارات ويلجأ لبيع ما تبقى من سوريا لحلفائه الروس والإيرانيين والصينيين مقابل بقائه في السلطة.

التعليقات (4)

    Marwan

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    اقتصاد سوريا له مستقبل كبير. فهي لم تظهر أوراقها الاقتصادية بعد

    سوري الانتماء

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    و الله حيرتونا . انتم بتقولوا سبب الضائقة الاقتصادية قيصر و اسد بقول مش قيصر .. و اثنينكم كذابين

    ايران حذاء الناتو

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    الصين ليست امريكا الحنون علي الارهاب بل هي تاجر قوي وشرس، الصين تريد الطريق والبترول واذا رفض البعرزي فسوف بلمونهم مع الشبيحة بثواني وعالمقصلة والجميع سيعمل ب٥ دولارات وان تكلم يتم تقصيبه كالاشجار

    HOPE

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    المافيا لا تبني اقتصاد بل تدمر بلدان باقتصاداتها. المافيا لا تبني شعوب بل تهدم حضارات. المثل امامنا سورياو لبنان قبل 55 سنه والان بعد استباحتها من قبل المافيات. شيء واحد غلط فيه السوريين انهم سمحوا لهذه المافيا ان تنشا و تسري كالسرطان في جسد الامه والان نرى النتيجه؟؟!
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات