غزو جديد.. كيف استغلت إيران أزمة الدواء اللبنانية وما دور حزب الله؟

غزو جديد.. كيف استغلت إيران أزمة الدواء اللبنانية وما دور حزب الله؟
ارتفعت أسعار الدواء في لبنان بشكلٍ جنوني خلال اليومين الماضيين بعد أن رفعت وزارة الصحة اللبنانيّة الدعم عن أكثر من ألفٍ وتسعمئة نوع من الأدوية، الأمر الذي فاقم أزمة اللبنانيين الذين يُعانون أصلاً من ظروف معيشيّة صعبة بعد الانهيار شبه التام للاقتصاد والتضخم الكبير بأسعار الصرف بعد أن وصل سعر الدولار لنحو ثلاثة وعشرين ألف ليرة لبنانيّة.

وأضاف ارتفاع أسعار الدواء أزمةً جديدة للأزمات اللبنانيّة التي لا تنتهي، غير أنّ ارتفاع أسعار الدواء يبدو وللوهلة الأولى ناتجاً عن الأزمة التي تضرب البلاد، غير أنّ وسائل إعلام لبنانيّة كشفت عن خطة وصفتها بالـ "الجهنمية" لوزير الصحة المحسوب على ميليشيا حزب الله "حمد حسن"، لاستيراد الأدوية الإيرانية وإعطاء التصاريح الخاصة لتصنيعها لحساب شركات إيرانية في لبنان.

قرارات وزارية لصالح إيران

نتيجةً لأزمة الدواء الحادة التي تضرب لبنان واللبنانيين؛ خرج وزير الصحة اللبناني حمد حسن بخطة للوقوف بوجه هذه الأزمة، وتمكّن هذه الخطة من استيراد الأدوية من خارج البلاد وإعطاء تصاريح لشركات خارجية لتصنيع الدواء محلياً، وهو ما أسماه الترخيص الطارئ لاستيراد وتصنيع الدواء.

وكشفت وسائل الإعلام اللبنانية أنّ التراخيص الطارئة الممنوحة للاستيراد كانت جاهزة واستحوذت عليها الشركات الإيرانية، مؤكدةً أنّ تراخيص التصنيع أتت باختلافٍ بسيط عن تراخيص الاستيراد، حيث مُنحت التراخيص لشركات إيرانية ولكن بأسماء لبنانيين، أما عرّاب هذه العمليّة فهو مستشار وزير الصحة الصيدلي رياض فضل الله، الذي مُنحت شركات عديدة مرتبطة به تصاريح لتصنيع الأدوية.

وبدأ التغلغل الإيراني كما يُشير تسلسل الأحداث مع بداية الأزمة في لبنان، بعد أن وضعت وزارة الصحة اللبنانية دواءً إيرانياً لعلاج نوع من أنواع السرطان على لائحتها للأدوية المسموح بتداولها في لبنان دون أن تخضعه للتحاليل اللازمة في المختبرات التي يتعامل معها لبنان عادة، غير أنّ المشافي رفضت وصف هذا الدواء لمرضاها، لتتخذ وزارة الصحة التي يتولاها حمد حسن على عاتقها توزيعه على المشافي هناك، وأكّدت وسائل إعلام لبنانيّة أنّ مستشفى بيروت الحكومي في منطقة "الكارنتينا"، يوزِّع على مرضى السرطان دواء إيرانياً اسمه "لينوما" وهو من فئة "البدائل الحيوية" التي لم تخضع للتجارب اللازمة.

ورفض اختصاصي أمراض المناعة الذاتية الدكتور فادي حداد وصف هذا الدواء لمرضاه بعد أن عُرض عليهم من قبل وزارة الصحة، شأنُه شأن عشرات المستشفيات في لبنان التي حذر أطباؤها من خطورة هذه الخطوة.

بدورهم المحامون مجد حرب وإيلي كيرللس وأمين بشير قدّموا إخباراً حول إدخال أدوية إيرانية الصنع بديلة "بيو سيميلار" إلى لبنان، بسبب مخالفتها لمعايير منظمة الصحة العالمية وللأصول والإجراءات القانونية والإدارية المعتمدة لتسجيل الأدوية والمستحضرات الصيدلانية في لبنان، أي دون تحليلها مخبرياً في مختبر مرجعي، وبغياب المعلومات العلمية الكافية حول جودتها وسلامة محتوياتها وصحة استعمالها، ما قد يتسبب بوفاة المرضى وتعريض النظام الصحي الوطني لخطر أكيد نتيجة المضاعفات والتداعيات السلبية لهذه الأدوية، حسب نص الإخبار.

وعلّق اللبنانيون على مساعي ميليشيا حزب الله لاستيراد النفط والبضائع الإيرانية والآن الدواء، بأنّ نصر الله يسعى لتمويل الاقتصاد الإيراني على حساب لبنان وشعبه، وإظهار إيران وميليشيا حزب الله على أنهم المنقذون للبنان المنحدر أكثر فأكثر نحو الهاوية.

إيران.. استعدادات مُبكرة

منذ حصول ميليشيات حزب الله على حقيبة وزارة الصحة في العام 2018، بدأت الاستعدادات في إيران لدخول السوق اللبنانيّة، وقال وزير الصحة في النظام الإيراني سعيد نمكي بحسب ما نقلت عنه وكالة "جوان" الأصولية قبل عامين من اليوم إنّ نظامه "اتخذ خطوات لنقل المعرفة التقنية وإنشاء مصانع الأدوية وتطوير البنية التحتية للبنان، والتوسع في تصدير الأدوية المختلفة، وخاصة الأدوية البيولوجية، إلى لبنان".

 

وحتى العام 2018 وكما أكد غلام رضا أصغري رئيس منظمة الغذاء والدواء الإيرانية لم تكن إيران تُصدِّر أي نوع من الأدوية إلى لبنان، ونقلت وكالة فانا الإيرانية عن أصغري تأكيده قدرة نظامه على تلبية احتياجات لبنان الصيدلانية وبعُشر السعر الذي يشترونه حالياً حسب قوله.

موقع قناة الحرة نقل عن الدكتورة سوزان سربيه العضو المؤسس لمنظمة "أطباء القمصان البيض"، تأكيدها أنّ المُشكلة في المنتجات الإيرانية ليست ما إذا كان المنتج مناسباً أو مطابقاً أم لا، المشكلة أن كافة المعلومات حوله غير متوفرة، لا معلومات حول الشروط المطلوبة بالدواء ولا ملف لها حيث لم يتم فحصها قبل إدخالها إلى البلاد لمعرفة مدى ملاءمتها، فاللجنة الفنية التابعة لوزارة الصحة لم ترفض إدخاله بل قالت إن ملفه ناقص، وطلبت دراسات تثبت أنه فعال ولا خطورة لآثاره الجانبية على صحة المواطنين، وعليه عُلّق البتّ بالملف.

يُشار إلى أنّ وزارة الصحة اللبنانيّة رفعت الدعم عن ألف وتسعمئة وستة أنواع من الأدوية؛ منها أربعمئة وستة أصناف مصنعة محلياً بشكل كامل، وشهدت سوق الدواء اللبنانية ارتفاعاً كبيراً بأسعار الدواء، حيث وصل سعر الباندول إلى قرابة ستين ألف ليرة، ناهيك عن أدوية الأمراض المزمنة التي وصل سعرها إلى مئات آلاف الليرات، في الوقت الذي تضرب فيه لبنان أزمة ماليّة حادة.

التعليقات (2)

    على مرتضى

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    ليس هناك اي شك ان ايران دولة عنصرية فاسدة ومفسدة لا يمكن ان يرجى منا اي خير على الإطلاق امتهنت الاجرام والقتل وكانت وسيلتها في ذلك الإفساد والأذى لكل المسلمين و قبل غيرهم ، لاتثقوا باي منتج إيراني مهما كان بسيطا اوصغيرا، اصحاب القلوب والعمائم السوداء يعملون اي شيء لفايءدة اي وكل جهودهم لاستغلال الآخرين، الا هل بلغت الا هل بلغت ،

    ايران حذاء الناتو واسراءيل

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    الذي نسمعه ان شركات اسرائيلية هي المورد الاساسي وهذه الادوية لم تخضع لاي معيار علمي وهناك شركات اسراءيلية تقوم بتجارب ،ودور ايران هو توطين الشركات اليهودية في لبنان ، البقية بحياتكم لبنان انتهي وشعبه في عداد التغيير الاستراتيجي وهذا هو خا زوق اوباما للعرب
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات