ففي موقف ينطبق عليه المثل بأنه رمية بلا رام، قرأ الخطيب المؤيد ومدير أوقاف حمص التابعة لنظام أسد في ركعة صلاة العيد الأولى وهو يأمّ بشار الأسد وأتباعه من سورة الذاريات" إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ، فَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذَنُوبًا مِّثْلَ ذَنُوبِ أَصْحَابِهِمْ فَلا يَسْتَعْجِلُونِ، فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِن يَوْمِهِمُ الَّذِي يُوعَدُونَ".
ورغم أنه لايتوقع من خطيب موال وشيخ سلطان كما يسميه السوريون أن يكون قصد توجيه هذه الآيه لبشار الأسد، لكنها قد تكون رمية بلا رام وزلة لسان، خاصة إذا ما علمنا أن الخطيب نفسه دون أن يدري وصف بشار الأسد بـ" الجنون" على طريقة أهل حمص حينما قال: " سيادة الرئيس اسمح لي سعدت حمص بقدومك اليوم وصباحنا أجمل صباح بوجودك بيننا فعيد الأضحى أصبح عيدان العيد الأول هو عيد الأضحى والعيد الثاني هوي عيد أهل حمص عيد الأربعاء غدا إن شاء الله سنعيّد سوية بإذن الله".
وكما هو معروف فإن أهالي حمص يتندرون على يوم الأربعاء عندما مثلوا أنهم مجانين وأصبحوا يطرقون على الطناجر ليمنعوا المغول من دخول مدينتهم أيام الغزو المغولي لسوريا، كما تقول المرويات الشعبية، ليتخذ الحماصنة من يوم الأربعاء بعد ذلك عيدا للمجانين من باب التندر والمزاح.
وعلى عادته بممارسة الحركات الاستعراضية والاستفزازية، ذهب بشار أسد إلى جامع خالد بن الوليد أبرز رموز مدينة حمص، حيث قصفته ميليشياته ودمرته ليؤدي صلاة العيد، وقد حرص منذ وصوله إلى الحكم بسوريا عام2000 منقلبا على الدستور على أدائها أمام الكاميرات كما كان يفعل أبوه الذي وصل إلى حكم سوريا بالانقلاب أيضا عام 1970.
وجاءت هذه الخطوة استفزازية، بعد أيام من خطوة مشابهة حين زار محل الشاورما بحي الميدان في دمشق" رفقة عائلته وتناول السندويش بطريقة "البساطة"، وهي خطوات من شأنها التغطية على الأزمات المتفاقمة في مناطق سيطرته من جهة، وفي محاولة لشرعنة نفسه أمام المجتمع الدولي بعد إدانته بجرائم حرب واسعة تجاه ملايين السوريين على مدى عقد من الزمن.
وعبر الكثير من السوريين عن غضبهم وسخطهم لأداء بشار الأسد صلاة العيد في جامع خالد بن الوليد، معتبرين أن بشار "دنّس" الجامع وكل حمص بتمثيلية صلاته في ذلك المكان، وجاء ذلك عبر تعليقات كثيرة لسوريين معارضين وثوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أن معظم تلك الوسائل موالية.
التعليقات (7)