أورينت تتابع أضاحي العيد في الشمال المحرر ومناطق سيطرة قسد وأسد وتكشف حجم الإقبال والأسعار (صور)

أورينت تتابع أضاحي العيد في الشمال المحرر ومناطق سيطرة قسد وأسد وتكشف حجم الإقبال والأسعار (صور)
 تسجل أسواق الشمال السوري المحرر حركة إقبال متدنية على الأضاحي، وسط عزوف غالبية السكان عن الشراء، نتيجة ضعف القدرة الشرائية، وارتفاع أسعار المواشي مقارنة بمستوى الدخل.

وفي سوق مدينة الراعي شمال حلب، يعرض أبو عيسى الأضاحي للبيع، وبصبر واضح يواظب على البقاء في السوق رغم درجات الحرارة المرتفعة، على أمل أن يبيع الخراف (الضأن)، حتى لا يضطر لشراء كميات كبيرة من الأعلاف ذات السعر المرتفع.

"ننتظر أن تنتعش حركة الطلب اليوم وغداً" يقول لـ"أورينت نت"، ويوضح أن سعر الأضحية يتراوح ما بين 200- 250 دولار أمريكي، بحسب وزن الأضحية.

ويدافع أبو عيسى عن سعر الكيلو البالغ 10000 ليرة سورية، ولا يراه مرتفعاً قياسا بثمن الأعلاف وتكلفة التربية، "يباع طن الشعير بـ350 دولاراً أمريكياً، وحتى يتجاوز وزن الخروف حاجز الـ50 كيلو غرام، يأكل تقريباً أكثر من نصف ثمنه الحالي".

ومقارنة بالعام الماضي، يؤكد أن سعر الكيلو ارتفع بنحو 2000 ليرة سورية، حيث كان كيلو الغنم يباع بنحو 8000 ليرة سورية.

ورصدت "أورينت نت" زيادة في معروض الأضاحي، وهو ما يعزوه تجار المواشي إلى تفضيل غالبية المربين البيع، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف، في الشمال السوري، نتيجة الجفاف الذي ضرب مواسم المنطقة، إلى جانب منع تركيا تصدير الأعلاف (التبن، الشعير) إلى خارج أراضيها، بسبب حسابات متعلقة بالأمن الغذائي.

لكن ومع ذلك، فإن غالبية السكان يعتقدون أن سعر الأضاحي مرتفع، ولا يتناسب مع متوسط الدخل والأجور في المنطقة، وهو ما يؤكده تاجر المواشي، عبد الرؤوف الحسن بقوله لـ"أورينت نت"، يتركز الطلب حالياً على الأضاحي المتوسطة الوزن التي يتراوح وزنها ما بين 45-60 كيلو، في حين يتناقص الطلب على الأضاحي الكبيرة، نظراً لسعرها المرتفع الذي يعادل الـ350 دولاراً أمريكياً.

وحول سعر أضاحي الأبقار، يوضح أن الطلب على الأبقار للأضاحي يكاد يكون معدوماً، حيث يتراوح ثمن الصالحة منها للأضحية ما بين 4-6 مليون ليرة سورية، ويعقب: "ثمن الأبقار كبير جداً، وهي كذلك غير متوفرة بكثرة في الأسواق".

في إدلب الطلب عند الحد الأدنى

ولا يختلف الحال في إدلب عن الشمال السوري من حيث ضعف الإقبال على شراء الأضاحي التي يباع الكيلو منها بـ30_33 ليرة تركية، حيث يبدأ سعر الخروف عند حدود 1100 ليرة، وصولاً إلى 2000 ليرة تركية.

وعن الطلب على المواشي، يشير تاجر أغنام من مدينة كفر تخاريم إلى محدودية الإقبال، مقارنة بالعام الماضي، لافتاً كذلك إلى قلة عدد المنظمات التي ستقوم بتنفيذ حملات للأضاحي.

ومن بين المنظمات التي تعتزم تنفيذ حملة للأضاحي في الشمال السوري المحرر، مؤسسة الرعاية الإنسانية والتنمية "مسرات"، التي زودت "أورينت نت" بمعلومات خاصة عن حملتها.

وتقوم المؤسسة بدور الوكيل عن صاحب الأضحية ونائبة عنهم في المناطق التي اختاروها مكاناً لأضحيتهم، أو بالمناطق التي تحددها المؤسسة وفقاً لتقديرات الاحتياج ومعايير الاختيار، حيث يتم الذبح والتوزيع في أيام العيد وفق الضوابط الشرعية، مع مراقبة كل مراحل التنفيذ من الذبح والتقطيع والتغليف والتوزيع على الأسر الفقيرة والمحتاجة.

وتوضح المؤسسة، أنه من خلال الإحصائيات الرسمية وأنشطة تتبع حركة النازحين والمسوحات، تبيّن أن مناطق ريفي حلب وإدلب هي من أكثر المناطق احتياجاً وفقراً، حيث توجد أعداد كبيرة من النازحين والمحتاجين الذين انتقلوا الى هذه المناطق بسبب سوء الأوضاع الأمنية، وغالبيتهم يقطنون المخيمات العشوائية وتجمعات النازحين.

وحددت المؤسسة الحصة الواحدة من اللحوم بوزن 2 كيلو غرام للعائلة الصغيرة مؤلفة من 4 أشخاص، و4 كيلو للعائلة الكبيرة.

مناطق سيطرة أسد

وانتقالاً إلى مناطق سيطرة أسد، تسجل أسواق المواشي ضعفاً كبيراً، على خلفية الحالة المعيشية المتردية وغلاء سعر الدولار هي السبب الرئيسي.

وتعد قلة الموارد المالية وندرة فرص العمل وعدم وجود سيولة في أيدي السكان والأزمات الاقتصادية وانخفاض قيمة الرواتب عاملاً رئيسياَ يمنع شراء الأضاحي من قبل الأهالي.

وقال محمد من ريف دمشق لـ"أورينت نت" إن الإقبال هذا العام على الأضاحي ضعيف جداً مقارنة بالسنة الماضية والأسباب ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء الكبير وازدياد الأزمات كالخبز والمحروقات.

وأضاف أن "الوضع أثر سلباً على التجار وحركة البيع والشراء، وعلى الرغم من انخفاض سعر الأضاحي هذه السنة مقارنة بالسنة الماضية إلا أن الإقبال عليها ضعيف جداً".

ولفت في حديثه إلى أن كيلو لحم الغنم سعره 22 ألف ليرة أما سعر الكيلو السنة الماضية بحدود 20 ألف ليرة أي أن هذا العام أقل من العام الماضي، أما كيلو الخروف القائم يقدر بـ10 آلاف ليرة سورية.

مناطق سيطرة قسد

وفي المحافظات الشرقية،  حيث تسيطر قسد، يعتمد قسم كبير من السكان على تربية الأغنام من أجل بيعها وكسب مرابحها ولكن مع ضعف الحركة الشرائية، تسود مخاوف من الكساد.

وقال الصحفي صهيب الجابر لـ"أورينت نت"، وهو من دير الزور إن: "أسعار الأضاحي هذا العام في مناطق سيطرة ميليشيا "قسد" شمال شرق سوريا أرخص بكثير من العام الماضي بحيث نزل سعر الأضحية من 800 ألف العام الماضي إلى حدود 300 ألف ليرة سورية.

وأكد أن "الإقبال يعتبر جيد جداً ولكن سعر كيلو الشعير ارتفع بشكل مضاعف حيث بات سعره 1100 ليرة  بعد ما كان السنة الماضية  بـ 100 ليرة سورية أي 10 أضعاف، لذلك فإن سعر مبيع الأغنام رخيص لأن العلف مرتفع والناس تبيع بأرخص سعر بسبب ارتفاع العلف".

وتابع الجابر بالإشارة إلى وجود حطة تهريب للأغنام من مناطق سيطرة النظام إلى العراق برعاية "الحشد الشعبي" العراقي.

هذا، وتعد المنظمات الإنسانية والجمعيات الخيرية المشتري الأكبر للأضاحي خلال العيد، لكن تتفاوت نسب شراء الأضاحي حسب الدعم المقدم من قبل المانحين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات