اليوم يشهد السوريون في مناطق سيطرة أسد أسوأ عيد بكل ما تعنيه الكلمة، فنظام أسد أصرّ على "مكافأة" السوريين قبل قدوم العيد، بأن اتخذ أربعة إجراءات هندست عيد الأضحى للسوريين ليكون الأسوأ عليهم منذ انطلاقة الثورة في سوريا قبل عشرة أعوام.
فخلال الأسبوعين الماضيين فقط، استحدث نظام أسد قراراً من شأنه أن يقصم ظهر البعير ويجعل العيد ضيفاً غير مرغوب به، قضى برفع أسعار المازوت إلى أربعة أضعاف دفعة واحدة، لطالما كان المازوت المادة التي يحتكم إليها السوريون في معرفة تموضعهم تحت خط الفقر أم فوقه.
قيمة الزيادة التي أقرها النظام كانت كفيلة بإحداث أزمة مرورية وترك المدن السورية تغرق في فوضى، تبعها ارتفاع جنوني في أسعار ما تبقى من أطعمة على موائد السوريين من سلع يستطيعون شراءها أولها الخبز.
فسرعان ما أعلن عن تعميم التعرفة الجديدة لأسعار المازوت وكل الخدمات المرتبطة به، تلقى سوريون قراراً سريعاً يخبرهم بتأجيل موعد وقوفهم في طوابير لا متناهية في الطول لاستلام حصصهم من الخبز إلى أجل مسمى، فاضطروا للبقاء دون خبز لأيام.
وعلى ضوء "التعديلات الجديدة" التي ما فتئت دعاية أسد تكرارها تجنباً من إخبار الناس بـاستخدامها عبارة "رفع الأسعار"، عممت حكومة أسد اليوم قراراً ثانياً من شأنه أن يعيد تقنين مادة الخبز على السوريين وتحديد حصصهم بحسب عدد أفراد العائلة بمعدل ربطة لعائلة مكونة من ثلاثة أفراد وربطة للفرد كل ثلاثة أيام.
ولإكمال سوداوية المشهد السوري، أعلن نظام أسد ركل الركن الأخير في حياة السوريين برفعه أسعار الأدوية إلى مستويات قياسية لمرتين متلاحقين على فترات زمنية متقاربة طال نحو 11 ألف صنف دوائي، أي ما يعادل نحو ثلثي الأصناف الدوائية وسط نقص حاد في عدد من الأدوية النوعية.
واليوم، تعلن لوائح بائعي الأضاحي تسعيرة المواشي "على هوى الدولار الأمريكي" الذي لامس سعر الأضحية منها (وزن 50 كيلو غرام) سقف 700 ألف ليرة سورية، وذلك بحسب الأسعار المعلنة في سوق الرحيبة أشهر أسواق ريف دمشق للمواشي والأضاحي.
بينما حلقت أسعار الحلويات والموالح إلى مستويات قياسية، في وقت بات سعر الكيلو منها يعادل راتب موظف يعمل في دولة عنونت انتخاباتها المزورة "الأمل بالعمل".
لكن الأمل في أغنية الرحباني والمهدد بالانقطاع مع الخبز والبنزين والكهرباء بـ"هاليومين" لا يشبه أي أمل في دولة اسمها "سوريا الأسد" فالسوريون هناك عاطلون عن أعمالهم للركض وراء الطوابير والأمل بأن تتحسن أحوالهم لساعة فقط.
التعليقات (1)