3 أساليب تعتمدها ميليشيا قسد في مواجهة المعارضين والأقلام الناقدة

3 أساليب تعتمدها ميليشيا قسد في مواجهة المعارضين والأقلام الناقدة
يعاني الناشطون والصحفيون في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا "قسد" بديرالزور والرقة والحسكة من أوضاع صعبة، فهم معرضون للاعتقال أو التصفية في أي وقت لمجرد انتقادهم تصرفات أو سياسة "قسد" التي تتعمد تهميش أغلب المناطق ذات المكون العربي.

كما أن قيام "قسد" بتضييق الخناق على الناشطين في مناطقها لإسكاتهم أصبح سياسة معروفة، فهي تجيز فقط العمل الصحافي لمجموعة من الوكالات والصحافيين التابعين لها والمقربين منها، ويعمد هؤلاء إلى نقل صورة مغايرة لما يحصل على أرض الواقع.

"أورينت" حاولت خلال هذا المقال تسليط الضوء على معاناة الناشطين والصحفيين في مناطق "قسد" وأبرز المعتقلين منهم في سجونها

اعتقال الناشط "على الوكاع"

ما تزال قضية الناشط والصحفي "علي الوكاع" الذي اعتقلته "قسد" منذ 6 أشهر بعد اقتحام منزله في بلدة ابو حمام شرق دير الزور حديث الناشطين، وعلى الرغم من المطالبات الكثيرة من قبل ناشطين وفعاليات ومنظمات حقوقية لمعرفة مصيره إلا أنه ظل مجهولا فلا أحد يعرف مكانه إلى الآن.

واعتقال "قسد" للوكاع جاء بعد مرافقته لوفد من التحالف الدولي كان يزور مشفى مدينة هجين، وكانت مرافقته لهم بطلب شفهي منهم.

وذكرت "منظمة مراسلون بلا حدود" في تقرير لها بعنوان "القوات الكردية تتمادى في اعتقال الصحفيين" أن "قسد" اعتقلت 3 صحفيين من بينهم علي الوكاع، في مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا.

اعتقال الناشط "خالد جابر السليمان"

كما قامت "قسد" بعد أيام قليلة من اعتقال "الوكاع" باعتقال ناشط آخر يدعى "خالد جابر السليمان" وهو من أبناء بلدة مراط بريف ديرالزور ومقيم في بلدة العزبة.

ويعدّ الجابر من الناشطين السلميين البارزين في دير الزور وهو أحد منظمي الحراك السلمي والمظاهرات ضد انتهاكات وفساد ما تسمى "الإدارة الذاتية" وأذرعها وتجاوزات قسد، وتم اعتقاله الجابر بعد يوم من خروجه بمظاهرة سلمية ضد الفساد وسياسة التهميش والتجنيد الإجباري التي تنفذها "قسد" بحق شباب المحافظة. 

اختطاف الناشط حسام القس

وفي شهر حزيران الماضي أقدم مسلحون ملثمون في الحسكة على مداهمة منزل الناشط حسام القس عضو مكتب الإعلام في جبهة السلام والحرية في مدينة المالكية الواقعة تحت سيطرة " الإدارة الذاتية " واعتدوا عليه بالضرب واقتادوه إلى جهة مجهولة.

وجاءت عملية الخطف بعد منشور للقس على "فيسبوك" انتقد فيه ممارسات التجنيد الإجباري التي تتبعها قسد في مدينة منبج، والتي أدت إلى احتجاجات عارمة، قوبلت بإطلاق الرصاص الحي ما أوقع ضحايا مدنيين.

وبعد مطالبة منظمات حقوقية ومناشدات كثيرة من ناشطين ضجت بها مواقع التواصل حمّلت فيها ميليشيا قسد مسؤولية ما حدث للقس تم الإفراج عنه. 

اعتقال الناشط أحمد الحسن

وفي شهر حزيران قامت مخابرات قسد باعتقال الناشط أحمد الحسن من منزله في مدينة الرقة، وبعد مطالبات الناشطين تم الإفراج عنه.

وعن اعتقال الناشطين والصحفيين بمناطق "قسد"، قال الناشط والحقوقي قياد علوان لأورينت نت إن ميليشيا قسد تنتهج ذات الأسلوب الذي كان ينتهجه تنظيم داعش ونظام أسد في اعتقال الشباب والمعارضين وملاحقتهم سواء بتكميم الأفواه أو التجنيد الإجباري".

وأضاف علوان أن إجراءات قسد تهدف إلى تنفيذ سياسة التغيّير الديِموغرافي وقمع الحريات، مشيرا إلى أن كل القوى المتسلطة على السوريين خلال السنوات الماضية استخدمت نفس الأسلوب.

الهجرة هربا من القتل

لقد أجبر العشرات من الناشطين والصحفيين على الهجرة وترك ديارهم وأملاكهم بسبب المضايقات المتكررة والتهديدات والملاحقات التي تعرضوا لها من قبل مخابرات ميليشيا قسد.

ومن أبرز الناشطين على قائمة المطلوبين لدى مخابرات قسد، زين العابدين العكيدي (كاتب المقال) ومحمد الخالد ومحمد عثمان وصهيب محمد غيرهم.

وقال العكيدي: "أضطر لترك محافظة ديرالزور أواخر عام 2020 وذلك بعد أن قامت قوة أمنية تابعة لقسد بمداهمة منزلي في مدينة البصيرة والتي كنت أقيم فيها كوني نازحا من مدينة الميادين الخاضعة للنظام حالياً، ولكن لحسن الحظ لم أكن موجوداً وقتها، ما اضطرني إلى الرحيل فورا وترك المنطقة وتوجهت نحو منطقة أخرى وما زلت متوارياً عن الأنظار لليوم".

وأضاف أن هناك ناشطين آخرين تعرضوا لمحاولات اغتيال وتهديد للتوقف عن العمل الصحفي وتوجيه الانتقادات ولكن أتحفظ على أسمائهم لأجل سلامتهم كون بعضهم مازال مقيما في شرق الفرات ويلتزمون بيوتهم بعد أن توقفوا عن العمل خشية التعرض للأذى. 

أساليب تعذيب وحشية

من جهته، قال الصحفي والناشط الحقوقي محمد عثمان من الرقة لأورينت نت: "تعرضت كغيري من الناشطين في الرقة لكثير من الملاحقات من قبل أذرع ميليشيا قسد بهدف إسكاتي، إنهم يعمدون لإسكات كل قلم حر يكتب دون مشورتهم وينتقدهم ويفضح انتهاكاتهم".

وتابع: "لقد تم عرض مكافأة مالية من قبل قيادات الإدارة الذاتية لمن يدلي بأية معلومات عني، وذلك بأوامر من عبدو الخياط مسؤول العلاقات العامة في مجلس الرقة العسكري، وليلى مصطفى الرئيس المشترك لمجلس الرقة المدني والكادر التابع لها، ويتم تهديد كل من يتعامل معي بالسجن والاعتقال في سجن عايد الشهير بالرقة، كل ذلك لأني أنقل ما يجري على الأرض من انتهاكات وتجاوزات وفساد ومحسوبيات ورشاوى تعشعش بها "قسد".

ولفت إلى أن ميليشيا قسد لا تختلف بشيء عن نظام أسد وتنظيم داعش، من ملاحقات وتهديدات وقمع الحريات ومعاداة الأقلام الحرة، لذلك يعمل بسرية تامة وينشر ما يحصل في الرقة على حساباته الشخصية.

وأردف: "يتعرض المعتقلون عموماً لأساليب تعذيب وحشيه في سجون ميليشيا "قسد" فما بالكم بناشط يفضح انتهاكاتهم وفسادهم؟ ولعل صور جثة الشاب أمين عيسى العلي الذي قضى تحت التعذيب بعد مضي قرابة شهر على اعتقاله من قبل الاستخبارات العسكرية التابعة لـ"قسد" في مدينة الحسكة خير دليل وغيره الكثير من شباب دير الزور والرقة ومنبج".

إن ملاحقة الناشطين وسياسة تكميم الأفواه ما تزال مستمرة منذ عهد سيطرة نظام أسد امتداداً لسيطرة تنظيم "داعش" وصولاً إلى حكم ميليشيا قسد، فلا جديد في سوريا عموما فهي تُعدّ جحيماً حقيقياً وبؤرة مميتة لكل من يمارس العمل الصحفي وكل القوى المسيطرة على البلاد اليوم تعادي الصحفيين غالباً بمجرد انتقادهم لها و"قسد" مثال على ذلك.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات