رجال الأعمال بين الحقيقي والزائف (5-5) من جهل شيئاً عاداه!*

رجال الأعمال بين الحقيقي والزائف (5-5) من جهل شيئاً عاداه!*
انتبهت إلى سيدة أسترالية من أصول أوروبية، في العقد الخامس من عمرها، تعمل مدبرة لغرفة الفندق الذي أقيم به وأملكه، تحاول لفت انتباهي للحديث معها، بينما زوجتي تلتقط بعض الأشياء قبل مغادرة الغرفة. سألتها إن كانت تريد شيئاً. تحدثت عن شؤون ترتيب الغرفة ومتطلباتها. ثم بعد هنيهة استأذنت وسألت: "سيدي مساء أمس أثار إعجابنا أنا وزوجي ملفك الشخصي على الإنترنت وعظيم إنجازاتك، وأنت بالكاد وصلت إلى سن الـ 50! بينما أنا وزوجي أعمارنا تقريباً مثل عمرك ليس لدينا الكثير! إننا نملك بيتاً مستقلاً وسيارة وحياة هادئة ورحلة سنوية سعيدة، هل لك أن تشرح لي لماذا لسنا أثرياء مثلك وكيف يمكن أن نكون؟". ما أكثر ما سُئلت هذا السؤال، وكأن لغزاً ما حللته أو مارداً خرج من قمقمه وأعطاني مفتاح الثروة ورحل!؟

أجبتها: "سيدتي أنت تعرفين أن مهنتك لن تجعلك ثرية، ومثلها باقي المهن الأخرى والأعمال المأجورة براتب شهري. لو أردت أن تكوني ثرية كان عليك أن تسلكي دروب الثراء، التجارة أو الابتكار، مصدر الثراء الشرعي في عالم اليوم. إن ما يجعلك غير راضية عن حياتك الحالية الخطأ في طريقة حسابك لدخلك. أنا رجل أعمال أحسب دخلي بعدد المشاريع والصفقات التي أنجزها، وكمية المال اللازم لإتمامها. لكن الطبيب حساباته يجب أن تكون مختلفة، عليه أن يحسب دخله بعدد المرضى الذين نجح في علاجهم. أمّا المحامي فعليه أن يحسب دخله بعدد القضايا التي كسبها، والمدرّس عليه أن يحسب دخله بعدد التلاميذ الذين علّمهم. أنت عليك أن تحسبي كم غرفة نظفت ورتبت وكم زبوناً رضي عن أدائك وكم تكريماً حصلت على حسن أدائك، عندها جميعاً سنكون راضين عن أعمالنا سعداء في حياتنا.

 إن جميع المهن المفروض أنها تقدم حياة كافية لأصحابها، لكنها بالتأكيد لا تجعل أصحابها أثرياء. نحن نحس بالحسد الذي يولّد التباغض لأن كلاً منا يحسب بجدول حساب الآخر! تخيلي لو أني حسدت صديقي الطبيب لعلاجه آلاف البشر بينما أنا لا أستطيع؟! أكون قد تجاهلت أني لم أختر الطب دراسة ولا مهنة!؟ كل ما في الأمر أني سأبقى غاضباً من نفسي حاسداً صديقي، يعم إحساس عدم الرضا حياتي. إنها مأساة الحسابات الخاطئة والرغبة بما لدى الآخرين وعدم الاهتمام بما لدينا، الفقر والعوز للشعوب عار النظم الفاسدة التي كان عليها أن تنظم المجتمع بالكفاية بدل سرقته وتبديد مقدراته"!

الفقر والعوز للشعوب عار النظم الفاسدة التي كان عليها أن تنظم المجتمع بالكفاية بدل سرقته وتبديد مقدراته"!

شكّل الوعي الشيوعي عقول النخب المثقفة والحزبية العربية وكمّاً مهمّاً من جيل الشباب منذ بدايات القرن العشرين حتى اليوم. هذا الوعي الرومنسي الذي أثبت لا واقعيته وفشله الذريع حينما انهارت اقتصادات الدول التي طبّقته وانهارت معها النظم السياسية والمجتمعات، كما حدث حين انهارت الكتلة الشيوعية السوفييتية، خلق علاقات عدائية زائفة بين طبقات المجتمع المفروض أنها تكمل بعضها بعضاً.

حلت الرأسمالية والليبرالية مشكلة الصراع بين الطبقات بتطبيق قوانين عادلة على جميع فئات المجتمع، بما فيها عدالة توزيع الثروة وحق العلاج والسكن اللائق والتعليم وحق العيش الكريم براتب يوفر أساسيات الفرد والأسرة لجميع أفراد المجتمع، وقوننة وتنظيم علاقات عادلة بين أرباب العمل والعمال والموظفين. 

لعل النصوص الدينية الموضوعة وطريقة تفسيرها ساهمت في نظرة المجتمع السلبية لرجال المال والأعمال، كالحديث المنسوب للرسول الأكرم: "ما جمع مال إلا من شح أو حرام"! حاشا له أن يقول ذلك، لأن هذا المفهوم لا يمت لثقافة الإسلام بصلة، وإلا فمعظم أصحاب رسول الله الذين رفعوا لواء الإسلام كخديجة وأبي بكر وعثمان وابن العاص وجميعهم تجار وأغنياء، أكانوا سُراقاً وأشحاء!؟  هذا لا يصح، كما إن الشح بحد ذاته لا يُبلِغُ الشحيح الثراء وإن أغناه ببعض المال! كذلك التفسير الخاطئ لبعض آيات القرآن الكريم كتفسير: (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم). يكتنز المال غير القادرين والذين لا يعرفون استثماره أو من يسعون لتهريبه. أما طبقة الأعمال تجارا وصّناعاً فيستثمرون المال ويصرفونه على توسيع منشآتهم وتجاراتهم ومشاريعهم، لتوسيع نجاحاتهم. هذا المسعى يعوّض المجتمع بما هو أهم وأكثر من كنز المال وبالتالي إنفاق زكاة له وذلك بخلق فرص عمل لأفراد المجتمع، وتحويل الأمّة إلى أمّة نشطة قوية ذات نفوذ؛ وجميع الأديان السماوية حضت على هذا السلوك.*

ساهمت النصوص الدينية الموضوعة وطريقة تفسيرها في نظرة المجتمع السلبية لرجال المال والأعمال، كالحديث المنسوب للرسول الأكرم: "ما جمع مال إلا من شح أو حرام"! حاشا له أن يقول ذلك، لأن هذا المفهوم لا يمت لثقافة الإسلام بصلة

لعلي أستطيع إيراد عدة عوامل ساهمت بنشأة النظرة السلبية وعدم الثقة في طبقة الأعمال في سوريا. أولها: أن المواطن السوري، طيلة 60 عاماً شاهد أن معظم رجال الأعمال الذين يظهرون للعامة من الفاسدين المرتبطين بالسلطة الفاسدة المجرمة، وبالتالي أنى له أن يعرف أن هناك طرقا للثراء لا تمر من حرام، فحكم على جميع أرباب المال بالتكسب من حرام؟! وثانيها: أن فساد طبقة الحكم في سوريا لم يخلق فرصاً تجارية صناعية يستطيع المواطن السوري معها أن يرى في الغنى ظاهرة طبيعية كما مواطن أمريكا وأستراليا ودول الخليج التي تعتبر أرض الفرص اليوم. الأمر الثالث: أن عدم ثقة المواطن السوري بمحاكم بلاده الفاسدة جعله ينصّب نفسه ضابط عدلية ومؤسسة حسابية رقابية تطلب معرفة مصدر الأموال وقاضياً يحكم وجلاداً ينفذ الحكم في آن واحد، رغم عدم أهليته ولا قدرته على تلك المهام!؟ في حين لا يفكر المواطن الأوروبي أو الأمريكي أو الأسترالي أو الخليجي بهذه الطريقة نتيجة لثقته بفعالية قوى أمن بلاده وعدالة محاكمها!

كما أسلفنا في مقالة سابقة تعتبر طبقة الأعمال السورية وعلى رأسها فئة التجار حراس الأمّة السورية، لما لها من مميزات قوة ميزتها عبر التاريخ، ليس لدي دراسات  مقارنة بين طبقة الأعمال السورية ومثيلاتها العربيات، لذلك سأعتمد منهج الملاحظة في المقارنة والاستنتاج، من خلال مثال الشتات العربي في السنوات الأخيرة، فربما تمكّننا من بناء رأي حول ذلك.

للأسف تعيش أغلب الشعوب العربية مرحلة شتات، أولها شتات الحرب الأهلية اللبنانية 1975، ثم شتات حرب الصومال 1988 وشتات حربي العراق 1991 و 2003 وشتات حروب ليبيا واليمن وسوريا في أعقاب اندلاع ثورات الربيع العربي. الانطباع الأولي الصارخ يؤكد أن طبقة الأعمال السورية تجاراً وصناعيين وحرفيين استطاعت خلال بضع سنين من شتاتها أن تتميز في البلدان التي تشتت إليها، في أوروبا وتركيا ومصر والخليج.. حيث بنت أسواقاً وشوارع أعمال شبه خاصة بها، وطورت في الأداء والخدمة وبثت في تلك الأسواق روحاً نشطة وأثارت الإعجاب بقوتها وسرعة تجددها المذهلة وإعادة بناء نفسها، لكنها للأسف لم تستطع تنظيم نفسها، ولديها ضعف ثقة مبالغ به بين أفرادها، حتى إن أحدهم وصفها: "بحبات الرمل كل حبة بذاتها صلدة قادرة على صراع البقاء لكن من شبه المستحيل عجنها ببعضها"!؟

المواطن السوري، طيلة 60 عاماً شاهد أن معظم رجال الأعمال الذين يظهرون للعامة من الفاسدين المرتبطين بالسلطة الفاسدة المجرمة، وبالتالي أنى له أن يعرف أن هناك طرق للثراء لا تمر من حرام 

مجلس رجال الأعمال السوري: قوة قتلتها الأنانية وشهوة السلطة! 

بعد عدة أشهر لانطلاقة الثورة دعا رجل الأعمال إسماعيل السعدي المقيم في دبي لتشكيل مجلس رجال أعمال. وافقته فوراً. بعض المنتسبين فضّل السرية في عضويته بسبب الخوف، وكثير منهم انسحب بسرعة حين تعقد الوضع، ثم انفرط المجلس بعد عام ونيف. قدّم خلالها مساعدات بمئات آلاف الأطنان من الطحين والمواد الغذائية للمنكوبين السوريين، لكنه مثل أي تجمع سوري عانى من أمراض الشللية  والمناطقية وشهوة الحضور والسلطة!

لعل أهم ما فعله المجلس هو جمع قيادات سورية اجتماعية وسياسية معارضة لبشار أسد، ومحاولة إنشاء صندوق إغاثي إداري من تبرعات السوريين تقف خلفه مجموعة من قيادات المجتمع السوري سعياً لاستقلالية القرار الوطني. وجَهِدْتُ ثلاثة أشهر حتى نجح هذا الجمع! 

عَقَدتُ الاجتماعات في بيتي في آذار 2013، بدبي. كانت عائلتي تقيم بأوروبا. حضرها الدكتور برهان غليون بصفته الأكاديمية وبصفته شخصية مطلوبة للقيادة شعبياً، وكذلك بصفته رئيساً للمجلس الوطني، والمرحوم ميشيل كيلو بصفته معارضاً ورئيساً للمنبر الديمقراطي، والشيخ الجليل سارية الرفاعي، بصفته شخصية يثق بها السوريون، وولده عمار، والعالم المخترع عدنان وحّود بصفته الشخصية وصفة ناقل لمجريات الاجتماع للسيد عصام العطار، أمدّ الله في عمرهم جميعاً. وعدد من أعضاء مجلس رجال الأعمال. أما الهدف منه: فتأسيس هيئة سورية تشرف  -وتتابع- عمل 54 شخصية من خيرة التكنوقراط السوري في الشتات، تضع رؤية للثورة تتوافق مع الشرعة الدولية كما تدير المناطق التي تتحرر من نظام أسد وتحفظ ملفات مؤسسات الدولة السورية؛ لا تتدخل في عمل المجلس الوطني والائتلاف لكنها تدعمه، وهما يستشيران الهيئة بما يجب. لأننا توقعنا أن يلجأ أسد إلى تدمير مؤسسات الدولة ولم نتصور أنه سيدمر الدولة بكاملها ويشتت شعبها.

خلال ذلك اللقاء عرضت التبرع بـ 50 مليون دولار للصندوق. فشل المشروع لأن كيلو ضربه في مقتل حين صرّح أن السعوديين وعدوه بشرب النرجيلة في قهوة الحجاز في شهر حزيران القادم. واستجرّ عدداً من رجال أعمال*** المجلس ليكونوا أعضاء في مؤتمر الديمقراطيين الذي أنشأه في القاهرة مايو/ أيار، وساهم في تحويل أغلبهم إلى "سياسيين"(!؟) ورغم إصراري لم يعودوا يلتزمون بأصول المجلس. وانتهى كما كل تجمعات السوريين إلى العدم والشتات. فيما بقيت أتابع وحيداً ما بدأت به. أصرف من جيبي على مجموعة أورينت الإعلامية نحو 18-20 مليون دولار سنوياً، وكذلك على مؤسسة أورينت الإنسانية التي هي حكاية أخرى من حكايات نجاح رجل أعمال سوري!

فشل مشروع مجلس رجال الأعمال لأن كيلو ضربه في مقتل حين صرّح أن السعوديين وعدوه بشرب النرجيلة في قهوة الحجاز في شهر حزيران القادم. واستجرّ عدداً من رجال أعمال المجلس ليكونوا أعضاء في مؤتمر الديمقراطيين الذي أنشأه في القاهرة، وساهم في تحويل أغلبهم إلى سياسيين

مؤسسة أورينت الإنسانية:

تقدم الدكتور عمار مارتيني بالاتفاق مع المدير التنفيذي الأسبق لأورينت الإعلامية المحامي فادي ميشيل جبور، بمشروع لمساعدة الجرحى من المتظاهرين الذين كانت مليشيا أسد تطلق النار عليهم أثناء تظاهراتهم، ويُنقلون إلى تركيا سعياً للعلاج وهرباً من إلقاء القبض عليهم في المشافي والعيادات داخل سوريا. 

طلب الدكتور عمار ميزانية لإدخال الجرحى إلى المشافي التركية وإجراء العمليات اللازمة لها، وتعهد، بمساعدة الأطباء السوريين الذين هربوا من النظام، بإنشاء دار استشفاء لرعاية الجرحى بعد العمليات لتخفيف التكاليف. وافقت شريطة التكفل بالإدارة كاملة وعدم إضافة أعباء إلى أعبائي الكثيرة عدا عبء التمويل. ثم تطور العمل في سنته الأولى لتولد مؤسسة أورينت للأعمال الإنسانية، التي أنشأت 10 مستشفيات في مبان سورية مهجورة موزعة على مناطق شمال غرب وشمال شرق وجنوب سوريا، بعض المباني كانت مقرات لحزب البعث المشؤوم، بعضها دمرته طائرات أسد وروسيا نحو 4 أو5 مرات كمشفى كفرنبل وأعدنا بناءه مرة تلو أخرى. وأقمنا بمساعدة فريق تجاوز نحو 1100 طبيب وممرض وعامل ومستخدم نحو 72 نقطة طبية، عالجت نحو 3 مليون مريض، وأجرت تقريباً نحو 40 ألف عملية جراحية بتخدير كامل ومثلها عمليات جراحية بنصف تخدير، ومنظومة إسعاف ومنظومة حملات اللقاحات ومدرسة خرجت نحو 21 ألف تلميذ سوري. وبعد استخدام أسد المجرم للكيماوي كسلاح ضد المدنيين تبرعتُ بنحو مليون إبرة أتروبين وزعتها أورينت على عموم المدن السورية، كما أقمنا عدداً من المخيمات للأسر المنكوبة شمال إدلب.

الدكتور عمار مارتيني الرجل النشيط، لو أنه في أمّة أخرى لأقاموا له نصباً تذكارياً! كان دائم البحث عن حلول تمويلية لأنه وجد أن النفقات الشهرية تزيد عليّ بمعدلات كبيرة حتى وصلت في بعض الشهور إلى نحو مليون دولار شهرياً. وبترتيب وتنسيق مع ابن عمه شادي مارتيني استطاعا ربطي بمجموعة كبيرة من رجال الأعمال الأمريكيين بينهم سوري واحد هو الدكتور الرائع يحيى باشا، من خلال منظمة تحالف الأديان التي أسستها السيدة جورجيت بنيت، (سيدة أمريكية ناجية من الهلوكست)، والتي تضم نحو 120 منظمة إنسانية أمريكية من جميع الأديان. اتفقنا أن يقوموا بتأمين الاحتياجات الطبية من أدوية وأجهزة ومواد إغاثة ويوصلوها إلى أقرب نقطة لسورية نختارها بالاتفاق معهم، أورينت الإنسانية ستتولى كامل الأعمال اللوجستية ابتداء من تخليص البضائع إلى توزيعها وإقامة وإدارة المشافي والمدارس ودفع رواتب الأطباء والممرضين والمدرسين والعمال والمستخدمين وتأمين الوقود وكل ما تحتاجه المشاريع. وفعلاً من عام 2016 خفّت المصاريف عليّ سنة إثر أخرى بسبب مساعدتهم وبسبب تقلص المناطق السورية التي نستطيع تقديم المساعدات بها.

أنشأت  أورينت للأعمال الإنسانية، 10 مستشفيات،  في مبان سورية مهجورة موزعة على مناطق شمال غرب وشمال شرق وجنوب سوريا، بعض المباني كانت مقرات لحزب البعث المشؤوم وأقمنا بمساعدة فريق تجاوز نحو 1100 طبيب وممرض وعامل ومستخدم نحو 72 نقطة طبية، عالجت نحو 3 مليون مريض، وأجرت تقريباً نحو 40 ألف عملية جراحية بتخدير كامل ومثلها عمليات جراحية بنصف تخدير، ومنظومة إسعاف ومنظومة حملات اللقاحات

أعطيكم مثالاً: في كانون أول ديسمبر العام الماضي استطعنا تأمين وتوزيع أدوية بقيمة 8 ملايين دولار في المحرر السوري على مديريات صحة إدلب وحلب الحرة ومشفى الجامعة ونحو 50 منشأة طبية جميعها تعمل مجاناً. وكل شهر تستقبل أورينت الإنسانية من تحالف رجال الأعمال والمنظمات الأمريكية التابعة لهم لا أقل من 2.5 إلى 3 مليون دولار أدوية وأجهزة طبية توزع مجاناً منذ سنوات، فيما يظن السكان أن الدول والمنظمات الدولية هي الخيّرة عليهم وليس أبناءهم!؟**** 

عوّضني الله بهؤلاء خيراً من رجال أعمال سوريين خذلوني وخذلوا أهلهم. واستسلموا لخوفهم وأنانيتهم. حتى هذه اللحظة صرفت من جيبي الخاص مساعدات للشعب السوري في طريق الخلاص من هذا النظام المجرم نحو 200 مليون دولار! وإلى تاريخ كتابة هذا المقال لم تقبل مؤسسة أورينت الإنسانية أي دعم مادي نقدي لكنها تقبل الدعم بالجهد الشخصي من السوريين حصراً، والمواد العينية الطبية أو الإغاثية ممن يرغب.

وفي هذا المقام لا يسعني إلا أن أقف إجلالاً لأرواح شهداء أورينت الطبية والإعلامية الذين وصلوا إلى نحو 25 شهيدا باستهداف مباشر من قبل طائرات أسد وروسيا، ومئات المرضى الذين قضوا في قصف تلك المشافي.

أنا غسان عبود مصنف عالمياً رجل أعمال أنتمي للشعب السوري الحرّ. أعلن أني سأبقى أناضل ضد بشار أسد ومن يشبهونه في سورية ساعياً لحرية بلدي ما استطعت!

تنويه: يغيب الأستاذ غسان عبود عن كتابة مقاله الأسبوعي (كل اثنين)، خلال إجازة الصيف في شهر آب/ أغسطس المقبل، على أن يعود للكتابة في السادس من شهر أيلول/ سبتمبر القادم.  


هوامش

* مقولة للمفكر المصري أحمد لطفي السيد

** كتاب فريضة الزكاة للشيخ يوسف القرضاوي

*** هذا لا يعني أن جميع رجال الأعمال مستقيمون أحدهم (ع.ق.س) كذب في حجم مساعداته كما خذل مجلس القضاة بعدما وعد أعضاءه برواتب شهرية لم يدفع منها فلساً واحداً فاضطررت لدفعها كاملة نحو 450 ألف دولار، سترد سيرته ووثائق عنه في أماكن تالية.

**** المنظمات الإنسانية بسبب طبيعة المواثيق الدولية المرتبطة والمكبلة بها فإنها تقدم مساعداتها للحكومة المعترف بها وبالتالي جميع مساعداتها ذهبت لنظام أسد التي أقرت المنظمات الدولية ذاتها أنه استخدمها ورقة ضغط وابتزاز للسكان في مناطق الحصار وورقة دعم لمواليه كما إنه وزعها على الأسواق وبيعت لصالحه! وحدها المنظمات الأهلية وأورينت على رأسها بالمطلق التي أمنت الأدوية والمشافي وحتى الخيم ومراكز الإيواء للاجئين وكذلك مراكز توثيق الجرائم وإخراج الحالات الصحية المستعصية للعلاج في الخارج وساهمت في تأسيس مراكز اجتماعية وورش عمل للنساء اللاجئات في المناطق الخارجة عن سيطرة أسد.


- لقراءة المقالات الخاصة بالقضية الكردية

الأكراد بين سندان خرائط القوى العالمية ومطرقة  PKK (1 من 3)

الأكراد بين سندان خرائط القوى العالمية ومطرقة PKK (2 من 3)

الأكراد بين سندان خرائط القوى العالمية ومطرقة PKK (3 من 3)

لقراءة جميع مقالات الكاتب السابقة اضغط هنا

التعليقات (7)

    HOPE

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    عندي معرفه ببعض ما قدمه السيد غسان. جزاك الله خيرا. اعتقد انه قدم على الارض اكثر مما قدمه الائتلاف للسوريين مع العلم ان الائتلاف مدعوم من منظمات و هيئات دوليه و عربيه.

    مواطن سوري

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    بالتأكيد هناك الآلاف ممن آتاهم الله الأموال فيخلوا بها وانت قمت بما لم يقم به الكثيرون فجزاك الله خيراً ولكن لدي تساؤل لماذا تعلن ماذا أنفقت على الناس .. ألا تعلم أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها، لأنه أبعد عن الرياء وفوق هذا أحسست أنك تمن على الناس بنفقتك هذه بذكرك مصطلح (جيبي الخاص) لا تنسى أن الملك لله بالنهاية

    مغترب

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    قليلون هم اؤلئك الرجال امثالك.... بوركت ولا يضيع مع الحق مجهود

    HOPE

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    اخي المواطن السوري مع احترامي لرايك الا انه في وقتنا الحالي بكل مصاعبه واختلاط الحابل بالنابل لابد من اشهار ما يتم تقديمه ليتم تقييم من يعمل بالشان العام بشكل صحيح الموضوع هنا ليش فقط صدقه بل لابد للسوريين ان يشعروا ان هناك من بني جلدتهم من لم يبق مكتوف اليدين عله يبعث الامل.

    محمد

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    عمري 16 سنة قرأت قصص حياة جميع الأثرياء تقريبا والان اقرأ قصة حياتك استاذ غسان صدقني سوف اصبح متلك عظيم وغني لدي الكثيير من الأفكار حاليا اتمنى لك كل التوفيق

    مواطن سوري

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    أخي HOPE .. هل برأيك تقييم الناس يجب أن يتم بالنقود ؟؟ هل هذا هو المعيار الأصح والأنسب .. وبالنسبة للناس فإنهم يعلمون جميعاً ماذا قدمت أورينت الانسانية وما زالت تقدم .. ولكن لم يكن هناك داعي لتقديم ((فاتورة)) للمصروفات

    اسامة

    ·منذ سنتين 8 أشهر
    شكرآ جزيلا اورينت وكثر الله من امثالكم سيد غسان عبود
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات