تحرش وتعفيش و"زعرنة".. الدراجات النارية خطر يهدد أهالي مدينة حلب

تحرش وتعفيش و"زعرنة".. الدراجات النارية خطر يهدد أهالي مدينة حلب
يبدي قاطنو المناطق الخاضعة لسيطرة النظام استياءهم جراء انتشار ظاهرة استخدام الدراجات النارية في مراكز المدن والأحياء السكنية، ورغم تفهم الحاجة إلى هذا النوع من المركبات، إلا أن اعتماد الشبيحة واللصوص عليها في تنفيذ عمليات السرقة والتحرش، بالإضافة إلى الإزعاج الليلي، بات أمراً مثيراً للقلق في مدينة حلب.

وبين الحين والآخر، تضج المواقع والصفحات الموالية للنظام بخبر حادثة سرقة أو تحرش جنسي أو حادث سير، سببها بعض سائقي الدراجات النارية. ويعتقد الكثير من السكان أن النظام يتغاضى عن عمد مع أصحاب تلك الدراجات، بسبب اعتماد غالبية موظفيه وعناصر الميليشيات عليها في تنقلاتهم، بعد تفاقم أزمة المحروقات واستمرارها منذ عام 2018، والتي تسببت بأزمات مزمنة في قطاع المواصلات وارتفاع أجور النقل.

 

الدراجات النارية مصدر قلق

ومع حالة الفوضى والفلتان الأمني التي تعاني منها مناطق سيطرة نظام أسد، باتت الدراجات النارية وسيلة أساسية في عمليات السرقة والاعتداء على السيدات والتحرش، حيث سجلت مئات الحوادث من هذا النوع.

ويوضح "أبو محمود" من سكان حي الفرقان بحلب، أن سماع صوت دراجة نارية أو مشاهدتها في الحي، كفيل باتخاذ الأهالي جميع التدابير الاحترازية من اغلاق الأبواب الخارجية للأبنية ومراقبة سياراتهم من النوافذ المطلة على الشارع. 

ويضيف لأورينت نت: حتى بعد هذه الإجراءات يحدث أن تقع عملية السرقة أو تحرش، فقبل أيام وتحت ناظري وأنظار العشرات من الأهالي، قام شابان بعد منتصف الليل يقودان موتور "دراجة نارية" بالنزول أمام سيارتي ونزع بطارية السيارة وسرقتها، دون أن أقوم بأي رد فعل، بسبب رؤيتي السائق وهو يرفع مسدسه بعد نزوله منتظراً انتهاء زميله من المهمة.

وتتشابه الشهادة السابقة مع حديث العديد ممن تواصلت معهم أورينت، حيث يؤكد "أبو منير" وهو من سكان حي شارع النيل، أن الحي صار مرتعاً لـ "الزعران" واللصوص الذين يتجولون ليلاً بين الأزقة ويقيمون سباقات للدراجات النارية أمام أعين عناصر الأمن والشرطة.

ويضيف: بسبب انتشار عمليات السرقة والتشليح "السلب" اليومية، لم يعد أحدنا يأمن الخروج من المنزل ليلاً، حيث يتجول أصحاب الدراجات بين الأزقة والشوارع الفرعية، يصرخون ويشتمون بصوت مرتفع، وبعد انتصاف الليل تبدأ السباقات بينهم في الشارع العام، والمزعج في الأمر أن غالبيتهم يقومون بفك كواتم صوت الدراجة "مصفاة الاشطمان" الأمر الذي يضاعف من قوى صوتها.

ويتابع: لا يمكن لأحد التحدث إليهم ومطالبتهم بالتوقف لأن معظمهم من الشبيحة أو من اللجان الشعبية.

غياب السلطة يعزز هيمنة المتحرشين

وكنتيجة حتمية لغياب السلطة القادرة على ردع هذه الفئة ووضع حد لممارساتهم التي باتت تؤرق السكان، توسعت دائرة نشاطهم.

ويتحدث "أبو طاهر"من سكان حي المعادي بحلب، عن ظاهرة بدأت بالانتشار بشكل لافت في المدينة، متمثلة بإغلاق من وصفهم بـ"الزعران والفلتانين" بوابات مدارس الفتيات والمعاهد الدراسية بدراجاتهم النارية، وتجمعهم في الأسواق والشوارع العامة للتحرش بالنساء.

ويقول: منتصف الفصل الدراسي من العام الماضي توقفت عن إرسال بناتي إلى المدرسة، بسبب احتلال الزعران بوابة مدرستهم حيث يتعرضون للطالبات والمعلمات بالتحرش.

ويضيف: لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فعند ساحة سوق الخضار على بعد أمتار من القصر العدلي والمفارز الأمنية، يتجمع عشرات الشباب متكئين على دراجاتهم أو متجولين يلاحقون الفتيات والنساء، ومن يجد منهم الفرصة يقوم بسرقة حقائبهن. 

الدراجات بين الحاجة والاستعراض

لايوجد إحصائيات رسمية لعدد الدراجات النارية في سوريا، حيث كان ينحصر انتشارها في المناطق الريفية والأحياء الشعبية القريبة منها والتي تغيب عنها تطبيقات قوانين المرور، ومع بداية الحرب في سوريا ارتفعت أعدادها، خاصة بين عناصر النظام والميليشيات المقاتلة إلى جانبه. ومع اشتداد أزمة المحروقات توسعت دائرة مستخدميها حتى صارت وسيلة النقل الأكثر شيوعاً.

ويوضح "محمد" من سكان حي الفردوس جنوب حلب، أنه بسبب ارتفاع أجور النقل، لجأ الكثير من السكان إلى شراء الدراجات النارية للذهاب إلى عملهم، باعتبارها وسيلة نقل اقتصادية ولا تحتاج إلى الكثير من الوقود.

ويقول أيضاً: لامشكلة لدينا مع هؤلاء الذين يقودون بطريقة آمنة، المشكلة تكمن مع الشباب الطائش الذي حوّل الشوارع إلى ساحات تنافس وسرقة وتحرش، حتى صار الفرد منا يخاف قطع الطريق بسبب ظهورهم المفاجئ وسرعتهم الجنونية.

دراجات معفشة

ازدياد نسبة حيازة الدراجات في المناطق والأحياء السكنية، يقول أبو جمعة صاحب محل لبيع الدراجات المستعملة وقطع التبديل، في حديثه مع أورينت: هناك الكثير من الماركات المنتشرة في حلب، منها الموجودة لدى وكلاء التوزيع المرخصين وهذه لها زبونها الخاص، أما بالنسبة إلى الأنواع الرخيصة، فتكون غالباً من الدراجات المستعملة أو المهربة من مناطق الشمال السوري وتتراوح أسعارها بين 150 إلى 700 دولار.

ويضيف: بالنسبة إلى الدراجات التي يشتريها الفقراء، فتكون إما قديمة جداً، أو دراجات التشويل "التعفيش" التي يبيعها عناصر النظام والشبيحة، ومصدرها القرى والمناطق التي يسيطرون عليها أو يسرقونها، ويبلغ سعر الواحدة حوالي 75 دولارا وأحياناً أقل، وهي الأكثر مبيعاً.

التعليقات (1)

    حسام ديب

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    انا معك بمكافحة الدراجات الغير مرخصة ومصادرتها اما الدرجات النظامية لها لوحة متل السيارة اي حادثة بتصير بتاخد لوحة الدراجة في عالم كتير شغلها على الدراجة حرام نظلمها وشكرأ
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات