وانتقد كاتب عامود في موقع Haber Türk التركية فاتح الطيللي في مقاله المنشور اليوم الجمعة سياسة بلاده "المنفتحة" في السماح لعشرات الآلاف من اللاجئين السوريين العبور بسلاسة من تركيا وصولاً إلى أهاليهم في الشمال السوري لقضاء عطلة العيد، في وقت تسجل فيه تركيا مستويات جيدة في تعافيها من فيروس كورونا.
وفي تناقض ملحوظ، طالب الصحفي الطيللي من حكومة بلاده إجبار اللاجئين السوريين الراغبين بالعودة إلى تركيا بعد انقضاء إجازة العيد بإجراء اختبار كورونا pcr قبل دخولهم الأراضي التركية، تجنباً من تفشٍ محتمل للوباء في البلاد، غير مدرك أن بلاده هي المسؤولة الأولى في تغاضيها عن إجراء فحص كورونا للسوريين قبل خروجهم من الأراضي التركية.
والتمس الصحفي لمطلبه أعذاراً ومبررات صحية، فالشمال المحرر بحسب تصنيف منظمة الصحة العالمية بات بؤرة لتفشي الوباء وسط نقص المعدات الطبية والبنية التحتية اللازمة لعلاج المصابين بالفيروس، الأمر الذي يتطلب التعاطي معه بمزيد من الحذر، وأضاف قائلا" يمكننا فعل هذا، أليس كذلك، لن يُسمّى ما ندعو إليه بأنه عنصرية ضد اللاجئين السوريين".
في حين، لم يتنبه الصحفي إلى إسقاط الجهة التركية المعنية بتنظيم عبور السوريين إلى الشمال السوري إجراء فحص كورونا من قائمة الشروط المفروضة على الراغبين من السوريين بالذهاب لقضاء عطلة عيد الأضحى لهذا العام.
وبالعودة إلى نص البيان المشترك الصادر عن إدارات المعابر الحدودية بين تركيا ومناطق الشمال السوري، خلت بنود البيان تماماً، وعددها خمسة عشر بنداً، من إلزام السوريين حصولهم على أي لقاح مضاد لكورونا قبل الخروج من الأراضي التركية باتجاه سوريا.
وجاء في البند رقم 14، أنه من غير الضروري على الراغبين بالسفر أخذ اللقاح للدخول إلى الشمال المحرر، ولكن الجميع مطالب بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، واكتفى البيان بإلزام الراغبين في العودة بتحديد تاريخ عودتهم من الشمال المحرر لتنظيم عبورهم من خلال المنافذ الحدودية المخصصة.
ويأتي ذلك في وقت باشرت فيه أطراف تركية معارضة بنشر حملات مناهضة لوجود اللاجئين السوريين بالتزامن مع وصول عشرات الآلاف من اللاجئين السوريين إلى مدن وقرى الشمال المحرر لقضاء إجازة عيد الأضحى في البلاد.
التعليقات (2)