رواية (باب الفراديس – الرسائل المفقودة لغيلان الدمشقي) لجابر بكر: إبداع فني أم ازدراء للمسلمين؟!

رواية (باب الفراديس – الرسائل المفقودة لغيلان الدمشقي) لجابر بكر: إبداع فني أم ازدراء للمسلمين؟!
اختار الكاتب السوري جابر بكر الرمز الديني (فردايس) وهو جمع الفردوس؛ أو الجنة، وهي الفكرة الجامعة التي تلتقي عندها الأديان السماوية الثلاثة، كون الأديان الباعث الأساسي على كتابة الحدث الروائي المتخيل في روايته (باب الفراديس – الرسائل المفقودة لغيلان الدمشقي) الصادرة مؤخرا عن دار موزاييك للنشر في إسطنبول. 

محاكمة "تاريخية" هزيلة!

رواية (باب الفراديس/ الرسائل المفقودة لغيلان الدمشقي) للروائي السوري جابر بكر؛ تعتبر من الأعمال الروائية السورية التي لم تحظ باهتمام كبير ولا حضور كبير بين القراء، فهي تسعى لتجمع بين جنباتها الفلسفة والتاريخ والدين؛ وتعد من الروايات التاريخية التقليدية التي لم تجاوز أعلام هذا النوع والنتاج الأدبي وأبرزهم جورجي زيدان. 

رواية (باب الفراديس) لا تمشي على نهج كلاسيكية زيدان في إحياء التراث العربي الإسلامي وبعثه، لا هذا ليس حاضراً، الحضور السردي هنا يقوم على سرد تاريخي يحاول الكاتب من خلاله أن يحاكم الأديان السماوية الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلامية، لكن هذه المحاكمة غاب عنها "التخييل التاريخي" الذي أرسى نهجه الحداثي، الروائي المصري يوسف زيدان في رائعته (عزازيل) وشقيقتها (ظل الأفعى)؛ التي لم تحظ بالحضور الواسع والاهتمام الكبير نفسه.

إذا ما كتبه جابر بكر ليس  برواية "تاريخية تقليدية"، ولا يمكن تصنيفها تحت بند الطرح الجريء، بل هي أقرب ما يكون إلى ما يسميه مفكرنا الراحل الكبير إدوار د سعيد "الاستشراق العكسي"، لأن الطرح الجريء بمعناه الحداثي؛ ليس الشتم وخلق الأكاذيب والهمز واللمز، فنقد الإسلام السنّي بشكل غير حداثي لا يتماشى مع ما يسميه محمد عابد الجابري "العقل العربي الحداثي"، واختراقها للتابوهات المحرمة بشكل غير جدلي، تتعلق بالمفاهيم الأساسية التي تقام عليها "العقيدة السياسية" كضبط اصطلاح تقليدي، أو بتعبير أكثر شيوعا "الإسلام السياسي".

"عابدين" السوري الحاصل على اللجوء السياسي في فرنسا، يقيم في مدينة "ستراسبورغ" الفرنسية، يعمل كمحلل نفسي، لكسب لقمة العيش، هاجسه بحثي أكاديمي؛ هذا التفصيل الأكاديمي يحيل إلى الحقبة الإسلامية الأموية وتظهر شخصية "غيلان الدمشقي" بين تضاريس السرد مزدوج الأزمنة، قصة الحب التي تجمع بين "عابدين" و"تاليا" التونسية اليهودية التي تحمل أوراقاً ثبوتية فرنسية وإسرائيلية، هنا يتشبع نسيج الأحداث.

لا يمكن الحديث على  "معالجة سردية" هنا، لفقر النص وضعفه، ولهذا أستخدم مصطلح "محاولة" أو "مقاربة" حيث تغيب مقاربة الأركان السياسية في اللاهوتية المسيحية والخلافات السياسية المسيحية، فيما يحضر "الإسلام السياسي السني"، كذلك البحث العشوائي" الذي طال شخص نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. بالمقابل لا نجد حضورا لشخص السيد المسيح وأمه مريم العذراء عليها السلام، وكذلك تبدو محاباة العقيدة اليهودية، ومحاباة نظامها السياسي العنصري، واضحة وجلية في السرد.

حاول الكاتب جابر بكر عن قصد وسابق نية، تشويه نظام الإسلام السياسي السنّي من خلال طريقة "مبتذلة"، واعتبار أن حد السيف هو النظام السياسي للإسلام السني. مع "تسخيف" التثاقف الإسلامي، بفشله كـ "معالجة سردية" من خلال طرح أسئلة تتعلق بالدين والموت والحياة، عبر شخصيات "مضطربة" لا تبحث عن الحق في كل مكان، وتسويق اتهامات غير قرينة بإقناع سردي!

شطحات حقد أسود! 

ثمة حضور لما سأسميه "شطحات حقد" غير مبررة.. ففي توسع الناقد بالجوانب الشخصية للكاتب ونصه، سوف نعثر على تفاصيل يمكن أن تفسر لنا ذلك، وإحدى هذه التفصيلات قرب الكاتب من تيار سياسي مسيحي، هذا التفصيل المسمى كاصطلاح "التفصيل الجانبي"، لا يفاجئك بعدها شطحات الحقد الأسود التي تكتنف المعالجة؛ والتي تجعلنا نتساءل أليس الأجدى الحديث عن الصراع الطائفي الدموي بين الطوائف المسيحية في المشرق..!؟ بدل اختلاق "الهوية الوحشية" واستحضارها من أعماق التاريخ، حيث يحضر التطرف الإسلامي بنسيج غير "رشيق"؛ يكرس حيرة المسلم الذي يعيش صراعاته الخاصة.

 الصراع الوجودي للمسلم العربي، يعيشه في واقعنا الراهن بمواجهة تطرف "عسكر طائفي".. هذا الصراع الوجودي بين أتباع المذاهب المختلطة، بتعبيرات المفكر السوري الناقد للعسكر طائفي "تحالف عدس"؛ هذا التحالف ولد "عنصرية دينية" ولعل هذا الصراع الديني والحقد الناجم عنه ضد "الثقافة السنية الشامية" التي وصفها الشيح حسن البنا، حيث وصفـ "الإسلام الشامي" بالناعم، ناهيك عن توظيف كاتب الرواية للمخطوطات والرقوق بشكل لا ينم عن خبرة؛ لإقناع قارئه أن الحقيقة السردية خبيئة في صندوق مُحكم، وغياب توظيفه للحواشي والتعليقات؛ المفترض حدوثها في زمن لاحق، وغياب بعض التقنيات الموحية التي تفرض نفسها في هكذا مواقف سردية، وأبرز هذه التقنيات "الاستباق" و"استبصار المستقبل"، الذي يفترض الحضور الإنساني لبطل السرد الروائي "عابدين".

ويبقى التفصيل الجدير بالتوقف عنده بتمحيص وتمعن، هل نجحت شخصية "عابدين" من خلال الصراع الذي عاشه"، وانعكاسه على الواقع الراهن؟ تبدو شخصية "عابدين" تقزم الصراع، هكذا ببساطة؛ صراع فوضوي على السلطة، وفوبي إسلامك/خوف مفرط من الجماعات الدينية السنية بالوصول للسلطة؛ هكذا بتعبيرات واصطلاحات النقد، من الحدقية إلى المركزية.

يذهب الكاتب عن وعي ودراية، إلى قراءة شخصية "عابدين" من منظور جد خاص، تبدو في ظاهرها شخصية مثقف مغمور، ولكنها في باطنها تعلن ولادة مثقف مغمور يشبه في شطحاته الكاتب الفرنسي (ميشيل ويبليك) المحسوب على زعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبين، سُعار عنصري أسود يغيب عنه نبل المقصد وعمق الرؤية؛ فشخصية الروائي بالمعنى الحداثي ينبغي أن تجمع بين شخصية المثقف التي تمارس النقد والاحتجاج، واللايقين، وبين جرأة الخروج عن تأطير الأدلجة، لأن الرواية ببساطة قصوى فن سردي له توظيفات سياسية، ولكنه ليس فن "الخطابة السياسية" الفجة التي نراها هنا! 

الفشل حنى في الإثارة!

عكس توقعات الكاتب لم تثر رواية (الفراديس-الرسائل المفقودة لغيلان الدمشقي) الضجة المنتظرة منه شخصياً لتناولها قضايا خلافية في الديانة الإسلامية، حيث لم تحظ باحتفاء على الصعيد الشرائي، ولم تتناولها أي دراسة نقدية ذات قيمة، واقتصرت قلة الحفاوة بالنتاج الأدبي على مقال يتيم في موقع "رصيف٢٢" جاء كقراءة صحفية غابت عنها القواعد الفنية الروائية بالحد الأدنى. وإغفال جانبها المتخيل وكأنها كتاب في التاريخ والعقائد، وأغفلت أيضاً، الحقائق والقيم المفترض حدوثها فيما يسميه النقد الحداثي "القراءة الناشطة" التي تغيب لصالح حصول محاكمة اعتقادية وكأن بكاتبنا ينشئ محاكم تفتيش جديدة؛ عماد البراءة فيها الاحتقان الطائفي ضد الشخصية السنية الشامية؛ بينما تبقى الشخصية الشامية ناعمة بالتسامح، تقبل الآخر، واحترام حق الاختلاف، ورفض مبدأ العنف خارج حماية وجودها المادي والإنساني، في وقت تتعرض فيه لمذبحة، يبقى التعصب هو النهج القائم  لهذه "الثقافة المريضة"!

جهل بالتاريخ أم تزوير للتاريخ؟

تناولت الرواية فترة حرجة من تاريخ الخلافة الأموية، التي تعرضت فيها بالسوء لمقام النبي محمد (ص) ولرموز دينية وسياسية إسلامية، والوقوف وراء هرطقة من المنشقين عن الجماعة، بزعم الإبداع الفني.

وهنا لا بد من طرح بعض الأسئلة هي: هل ادعاء جابر بكر صحيح؟ وهل ما كتبه يدل على دراية كافية بالتاريخ؟ أم يدل على جهل بالتاريخ؟ أو يدل على أنه يزور التاريخ عن قصد؟ 

لنتحدث هنا بلغة مكثفة وواضحة ودقيقة؛ بدايةً شخصية "عابدين" شخصية غير منحوتة بدقة كشخصية "منجزة" تتطور في سياق الأحداث بتلقائية درامية مبررة.. بل هي أشبه ما تكون بالشخصية الخاصة جداً  التي يحمّلها الكاتب الرؤية والرؤيا، الخاصتان به وما يريد قوله أو الافتراء به على الإسلام. 

 كما يمكننا الحديث عن خدعة المخطوطات، من خلال إيهام قرائه بصحة المخطوطات التي كتبها أحد الدعاة المنشقين عن الجماعة "غيلان الدمشقي"، بإيعاز من مخيلة المؤلف للإساءة للإسلام ورموزه الدينية والسياسية؛ ورأي في هذه الفكرة أنه سار على نهج الكاتب الإسباني ميغيل دي ثيربانتس "دون كيخوته" التي استند فيها على مخطوطة كاتبها مغربي، ولكنها تفترق عن رواية (الفراديس) كونها لا تتدخل في أمور العقيدة والتاريخ؛ ويعاب على الكاتب عدم إعلام القارئ بهذه الخدعة في بداية روايته.

شيطان جابر بكر وفراديسه!

 تتنوع الشخصيات بين شخصيتين تتنازعان بطولة السرد بلا منازع، هما "عابدين"و"غيلان الدمشقي"، وأبعاد هذه الشخصيات استلّها الكاتب من مخيلته وشطحاته التاريخية المزورة، وخاصة أنه اختار ولادة "غيلان الدمشقي" في السنة التي بدأت بها الحقبة الأموية وحاضرتها دمشق، بغية الإساءة الإسلام، متنكراً للاضطهاد الذي عانى منه المسلمون على يد الرومان واليهود والمسيحيين. وهناك سرقات أدبية غير ذكية؛ من رواية الكاتب الإنكليزي تشارلز كنجري (هيباشيا)، بسبب تشابه الشخوص، فكلا الروائيين يجعلان البطل رجل دين، مسيحي في الأولى، ومسلم في الثانية، على الرغم من تباعدهما بالمواقف والأهداف، فراهب (كنجرلي) المدعو "قليمون"-هنا لا بد من التنويه بغية مزيد من المنطق-"قليمون" مأخوذ اسمه من تلميذ القديس "بولس"، ينتقد تخاذل الحاكم "أوريستوس" عن نصرة المسيحيين ضد الرومان واليهود، وأعمالهم التخريبية، بغية انفصاله عن روما وتنصيب نفسه إمبراطورا على مصر.

وأرى أن شخصية "غيلان الدمشقي" ليست شخصية بريئة تماماً، حيث ينتصر للوثنية والمسيحية واليهود، ويعتبر رموز المسلمين الدينية والسياسية ليسوا أكثر من "سفاكي دم "معتبراً التاريخ الأموي الإسلامي مكتوباً بالدم؛ الدم كان ضرورة تاريخية للتوسع لا يمكن إنكار ذلك؛ ولا يمكن إغفال وجودة دعوة للدين الحنيف مبنية على أسس ومعايير تناسب تلك الحقبة التاريخية الموغلة في القدم. ومتبنياً خطاباً إلحادياً في تناول الأحداث والوقائع التاريخية، إلحاد يطال الإسلام، إلحاد أعمى؛ هذا العماء يتجسد بتناول متحيز لكل من الديانة اليهودية والمسيحية؛ يبدو أننا غريبون على قياس الغرب، برغي في ماكينة.

إبداع فني أم استهداف ديني؟!

ما سلف يقودنا إلى حتمية السؤال هل رواية "الفراديس" إبداع فني أم ازدراء للمسلمين..!؟ غالبية السرد الروائي يناقش قضايا تاريخية ودينية عن المسلمين، هذه المناقشات حق مشروع وأصيل للكاتب، وهنا نحترم حق الكاتب، ولكن أليس للقراء حق مشروع وأصيل، المناقشات لم تكن على ذات المعايير المفترض توافرها كماً ونوعاً؛ ولا يمكن نكران مصداقية بعض الوقائع، ولكن البكر يوجه الشخصيات ومعتقداتها لخدمة أفكاره ومعتقداته، حيث انتصرت الشخصيات الخارجة والمنشقة عن الجماعة، في حين اعتبر الإسلام ورجاله مصدر "الشر في العالم"، بالإضافة للتشكيك بنبوة سيدنا محمد، ونسب تعاليمه لقريبه ورقة بن نوفل، ناهيك عن التشكيك بألوهية كلام الله في القرآن، وتبنيه أفكاراً أخرى ضارة بالإسلام وعقيدته.

النقطة الرابعة؛ يعرض الكاتب لفكر عربي سياسي، سابق لفكر الإسلام العربي السياسي..!؟ الفكر العربي السياسي؛ هو شكل سابق للإسلام، وقوامه عصبية قبلية تحكم بقوة المال والجاه والسلطة. هكذا يفترض بالكاتب طرح الموضوع؛ ليس من باب الهرطقة والوثنية وخدمة الأديان الأخرى عبر تشويه الدين الحنيف.

الفكر العربي السياسي؛ وهو أو أشكال ما نسميه في فكر الحداثة "الإسلام السياسي"، وشكله التقليدي بدأ مع الالتفاف حول النبي، ليس بصورة ألوهية، وإنما كونه رسولا وبوصفه صلة بين رب العباد والعباد؛ ثم أخذت بعدا أكثر حداثية خلال الفترة الراشدية حيث حكم صحابة الرسول؛ مع معاوية بن سفيان عرفت الخلافة الإسلامية تبلورا للسياسة؛ ليس تصويرها مثلما حضر في السرد على أنها كل التاريخ الإسلامي مزيف تحت نصال السيوف وحراب السهام، مثلاً البيعة في الإسلام شكل انتخابي سابق لأوانه وزمانه.

رمزية الشيطان تتجلى في شخصية كل من "عابدين"و"غيلان الدمشقي"؛ حيث تجلى حضورهما خطاباً سردياً رمزياً للشر وفق أنساق متعددة: دينية وفلسفية ونفسية، استطاع هذا الترميز للشر التعبير عن الكاتب جابر بكر؛ بشكل أدق وأوضح، حيث حملها للشخصيات تطلعاته وهواجسه، التي تستشف من الصراعات التي كان الإسلام مسرحاً لها، والحديث عن الجور الديني الإسلامي الذي يتعرض له معتنقو هذه الديانة، ليهمين هذا "الجو الروائي" على كل الرواية من عتبتها الأولى العنوان.

كيف عبر كل من "عابدين"و"غيلان الدمشقي"عن كرههما للإسلام المتأصل؟ وأود التنويه هنا؛ إلى سهولة تأويل الرمز في رواية (الفراديس) بسبب سهولة المعاني التي أنيط اللثام عن ثقافة ضحلة وزاد معرفي لا يغني عن عطش وجوع ثقافي؛ هذا قصارى القول بما يخص تأويل ترميز الشر.

اللغة في رواية (الفراديس): تنافر دلالي وإسنادي!

من خلال عدة محاور يمكن دراسة اللغة من جوانب خلل عديدة أبرزها عدم الملائمة بين الخصائص الشعرية الموظفة في الرواية؛ الذي تعني انتهاكا لقانون الكلام، أو هو عدم ملائمة المسند للمسند إليه، حيث غاب عنه القدر العالي من الشعرية، ومن أهم أشكال المساندة في الرواية :"التنافر الإسنادي"؛ حيث  يتشكل هذا النمط من حالة عدم الانسجام بين الفعل والفاعل أو المبتدأ والخبر أو المضاف والمضاف إليه. هذا "الارتكاب" اللغوي يشير بالخفاء أن ارتكاب تم عن غير وعي، وخاصةً اختراق الجملة الفعلية، فهو كثيراً ما يسند الفعل إلى فاعل لا يستند معه دلالياً، والأفعال تنغمس وتغوص وتتوغل دون أن يستند إليها ما هو معنوي أسنده الكاتب إلى أمر مادي وهو المقصدية المركزية السردية للوهلة الأولى، تغوص في شيء مادي بديلاً عن الشيء المعنوي غير محقق الوجود. والتنافر الدلالي؛ عدم الملائمة الدلالية، الذي يعني إسناد الألوان إلى لون أساسي خاص به، أو إسناد صفة المحسوس إلى غير المحسوس في الرواية.

 نجد من خلال قراءتنا السابقة، لا جمالية للغة الشعرية في الرواية، من خلال فشلها في تناولها للجزئيات والظواهر، وكيف فشل الكاتب في خدمة نصه الروائي، حيث فشل في خدمة نصه روائياً، وتحقيق أغراض الكاتب اللغوية وتوظيفها، والارتقاء بمستويات اللغة. 

بل يمكن الحديث عن فشل ذريع في توظيف لغوي يرتقي للأبجديات قصارى القول؛ اللغة في الألف باء كانت تعاني من ضعف وزاد لغوي ونحوي، هزيل وفقير، وتأويلات فقه اللغة، كانت جديرة بالعرض لإظهار التقانات اللغوية الذي يمكن سلك مسالكها.

 رواية (باب الفراديس- الرسائل المفقودة لغيلان الدمشقي) لجابر بكر؛ عمل روائي رديء يتمسح بأعتاب تاريخ إشكالي.. وهي من الروايات صعبة التصنيف نقدياً لإشكاليات فنية كثيرة في بنيتها، ولكن لنقل أنها" رواية تاريخية"، حيث لم تمثل تحولاً من الحالة الشكلية، ولا من ناحية الموضوعات، فقد حاول الكاتب تناول فترة حرجة من التاريخ القديم والحديث، هذا التحدي الذي لم يكسبه الكاتب وإنما فشل به غارقا في مستنقع الكراهية والأحقاد الجوفاء التي لا تصنع فنا ولا أدبا، تجاه  دين وازدراء أتباعه، والتطاول على شخص نبيه. 

التعليقات (3)

    عصام الدين الزركلي

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    إن الدين عند الله الإسلام ، والباقي كله علاك مصدي أكلت وشربت عليه الأراء والفلسفات والخذعبلات والسفسطائيات وغيرها .

    عبدالله

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    الناقد عجز عن تفنيد حقيقة تاريخية واحدة من الكم الكبير للحقائق الواردة في الرواية ، وهذا اكبر اثبات على صدقية كاتب الرواية . على المسلمين مراجعة تاريخهم المليء بالمغالطات .

    Asyrian

    ·منذ سنتين 9 أشهر
    التعليق مسيء ومخالف لقواعد النشر
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات