محاولة للنهوض
"هي محاولة النهوض بالمنطقة للمستوى المطلوب، فنحن شعب يستحق العيش مثلنا كمثل باقي الشعوب الأخرى، مهما كانت مساحة التدمير والقصف والمأساة، تبقى مساحة للأمل تستحق الاغتنام" بهذه الكلمات بدأ (أحمد حميدي) صاحب المنشأة السياحية حديثه لأورينت نت والذي أضاف:
"تقع حديقة الحيوانات ضمن منشأة ترفيهية وسياحية كبيرة تضم مسبحاً وحديقة ألعاب ومطعماً في منطقة البردقلي بمدينة (الدانا)، تحت مسمى "نجمة الشمال"، وجاءت فكرة حديقة الحيوانات كحاجة ملحة لاستكمال المشروع السياحي وإضفاء روح السعادة والتفاؤل في نفوس الأهالي والأطفال، وخاصة بعد ما عانوه من ظلم ميليشيا أسد وحلفائه من قتل وتدمير وتهجير، حتى بات أي أمر أو مشروع أو حتى مبادرة من شأنها أن تفتح باب الأمل، هو مطلب الجميع".
أسود وقرود وضباع وذئاب!
وتضمّ الحديقة حيوانات مختلفة ضمن مساحات آمنة مناسبة ومخصصة لها، ويتم التعامل معها من قبل مختصين في ترويض الحيوانات والتعامل معها، وحول هذا الأمر أفادنا (قتيبة حميدي) أحد العاملين بمجال الترويض والتعامل مع الحيوانات في المنشأة قائلاً:
"تضم الحديقة عدداً من الحيوانات المفترسة والأليفة مثل الأسود والأشبال والضباع والذئاب والنمر والدبّ الأمريكي وبعض الطيور كالطاووس والنسور والقردة والسعادين" وغيرها، وبسؤالنا عن التدابير الوقائية لحماية الزائرين، أجابنا (عبدو حميدي) أحد مروضي الحيوانات في الحديقة بقوله "هناك الكثير من التدابير اللازمة، والضوابط الصارمة أثناء زيارة الحيوانات، مثل السياج المانع والفاصل بمسافة أمان بين الحيوانات والزائرين، والأقفاص الحديدية المتينة للحيوانات بشكل عام، إضافةً لكاميرات المراقبة، وفريق التدخل السريع في حال حدوث أي إشكال "لا سمح الله"، وعلى العموم جميع الحيوانات الموجودة في الحديقة مروضة تماماً، ونستطيع التعامل معها عن قرب ومن دون وجود للحواجز، حيث إننا اعتدنا من خلال خبرتنا على ذلك، دون تسجيل أي حوادث أو إصابات، وتتقيد الحديقة بعدم دخول أي زائر إليها إلا في أوقات معينة، تأتي بعد التأكد التام من ضبط كل الأمور و التأكد من متانة الأقفاص وإقفالها، وبعد إطعام الحيوانات تفادياً لحصول أي أمر طارئ".
إقبال متزايد.. وأسعار رمزية
تشهد حديقة الحيوان إقبالاً ملحوظاً من جميع أبناء المناطق المحررة ومن جميع الأعمار من كلا الجنسين، يأتون إليها للتنزّه ورؤية الحيوانات التي لا تُرى أو توجد في مناطقنا عادة، إضافةً للاستفادة والتمتع بالخدمات الأخرى للمنشأة، حيث تحدث لنا (احمد حميدي) عن ذلك بقوله "يتزايد الإقبال يومياً على الحديقة، وخاصة في فصل الصيف، لرؤية الحيوانات التي اعتاد السوريون على رؤيتها على التلفاز أو أجهزة الهواتف الذكية فقط، وخاصة في زمن الثورة السورية، وسعر تذكرة الدخول للحديقة يعتبر رمزياً، حيث يبلغ ليرتين تركيّتين للشخص الواحد، ويراعى عدد الأطفال وأعمارهم في ذلك الأمر، وعادةً لا يتم تقاضي أيّ مبلغ لقاء دخولهم للحديقة والفرجة على الحيوانات".
الأمر الذي أكده (مازن الجدوع) أحد رواد الحديقة قائلاً "أزور الحديقة بشكل شبه يومي تقريباً، لقربها جغرافياً من مكان نزوحي من جهة، وسعرها المقبول إلى حدٍ ما من جهة أخرى، واصطحب معي أطفالي الثلاثة، الذين يشعرون بسعادة غامرة لرؤيتهم حيوانات نادرة لأول مرة في حياتهم، وأشعر بالارتياح لدرجة كبيرة لتوفر عوامل الترفيه والأمان في المنشأة على أعلى مستوى".
وأعرب (أحمد حميدي) عن نيّته بتوسيع المنشأة ككل، وزيادة مساحة حديقة الحيوان، من خلال خطط مدروسة بالقريب المنظور، كرفع عدد الحيوانات وتنويعها واستقطاب الغريبة منها، للوصول إلى المستوى المطلوب من الترفيه الجميل، وتكون واحدة من علامات التقدم والتطور في المنطقة، وتلبي حاجات الزوار المتزايدة يوماً بعد يوم.
التعليقات (2)