حركة طالبان تسخر من فصائل "الجيش الوطني" وتوجه رسالة إلى تركيا

حركة طالبان تسخر من فصائل "الجيش الوطني" وتوجه رسالة إلى تركيا
وجّهت حركة طالبان إهانة لافتة لفصائل "الجيش الوطني السوري" الذي تدعمه تركيا وتضمن ولاءه المطلق في حروبها الخارجية، وذلك بعد أن باتت الحركة الأفغانية تفاوض القوى العظمى من موقع "المنتصر" وتعدُّ نفسها بمثابة دولة وترفض التبعية للدول أخرى.

وخلال حوار أجرته صحيفة "القدس العربي"، قال الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد، رداً على سؤال حول عدم قيام مسؤولي الحركة بزيارة تركيا ووقف اللقاءات بين الطرفين: "كنا نلتقي مع المسؤولين الأتراك في الأشهر الماضية، واتفقنا معهم على إجراء محادثات مشتركة لكنهم أوقفوها، بالإضافة إلى ذلك، لا يزال الجانب التركي يعاملنا كما يتعامل مع فصائل المعارضة السورية، علماً أن معظم الدول التي نلتقيها في الغرب والدول المجاورة، تطبق علينا بروتوكول الدولة".

وأضاف ذبيح الله: "مع الأسف، نود أن نعبر عن انزعاجنا أيضا إزاء هذه المعاملة من قبل تركيا، يمكننا على الأقل تطوير علاقة مثل علاقتهم مع حكومة طرابلس في ليبيا"، متمنياً لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، باعتباره "قائد دولة مهماً للغاية بالنسبة لنا وللعالم الإسلامي ونرغب في اطلاعه على حقائق أفغانستان".

وتدعم تركيا فصائل الجيش الوطني السوري بريفي حلب الشرقي والشمالي، وهي فصائل معروفة بالولاء المطلق للجانب التركي إن كان بتحركاتها الداخلية أو الخارجية وحتى في أسماء تشكيلاتها (السلطان مراد وسليمان شاه وغيرها)، لكن مشاركة تلك الفصائل في معارك ليبيا وأذربيجان لمصلحة تركيا زادت النقمة المحلية والدولية عليها باعتبارها خارجة عن نطاقها الوطني والجغرافي.

بينما تعُدُّ حركة طالبان الأفغانية نفسها قوة دولية مهمة ونداً للدول العظمى كالولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وغيرها، وترى نفسها في موقع المنتصر على تلك الدول بعد حروب استمرت نحو 20 عاماً منذ الاحتلال الأمريكي للبلاد، ولا سيما بعد جلوسها على طاولة حوار دولية في العاصمة القطرية لبحث مستقبل الحركة وأفغانستان بعد إزالتها من قوائم الإرهاب العالمية.

 وكانت أنقرة أشارت في الأيام الماضية إلى مشاركة قواتها في حماية مطار حامد كرزاي في العاصمة الأفغانية كابول بتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهو قرار اتُّخذ مع بدء انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، الأمر الذي أغضب طالبان ودفعها لتوجيه تحذير للجانب التركي.

 لكن ذبيح الله أكد في الوقت نفسه أنه لا عداء لدى طالبان تجاه تركيا قيادة وشعباً، وإنما تصر على انسحاب قواتها العسكرية التي أتت لبلاده تحت مظلة حلف الناتو قبل 20 عاماً، والتعامل معها "بصفة مستقلة، ولا نريدها جزءاً من الناتو"، مشدداً على ضرورة تطبيق اتفاقية الدوحة حول انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان بما فيها تركيا.

وراجت خلال الأيام الماضية أنباء عن نية "الجيش الوطني السوري" العامل في ريف حلب، إرسال مقاتلين من صفوفه للمشاركة إلى جانب الجيش التركي في أفغانستان، الأمر الذي لم يعلق عليه الجيش الوطني ولا الجانب التركي.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات