رئيس إيران الجديد وخليفة داعش في كفة واحدة والإيرانيات أكثر المتضررين

رئيس إيران الجديد وخليفة داعش في كفة واحدة والإيرانيات أكثر المتضررين
ثلاث سيّدات تُعادل قوّة الواحدة منهنّ ثلاثة رجال؛ مُتلفِّعاتٍ بملاءاتٍ سود، ينقضضن على شابة في الخامسة والعشرين من عمرها، وبعد عراكٍ لم يستمرّ أكثر من ثوانٍ، تمكنَّ من إدخال الفتاة إلى الحافلة الخاصة بهن.

للوهلة الأولى من يسمع القصّة يتبادر إلى ذهنه أنّه مشهد من أحد أفلام هوليود، أو قصة لمافيا خاصة بالنساء، غير أنّ واقع الحال في إيران يشي بأنّ حال النساء هناك وخصوصاً بعد وصول الأصولي المُتشدد إبراهيم رئيسي إلى سُدّة الحكم لن يكون أفضل من حال النساء في المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش أو النساء في المناطق الواقعة تحت سيطرة تنظيم طالبان الأفغاني.

لم يكن انتخاب الأصولي المُتشدد إبراهيم رئيسي كارثةً على المعارضين الإيرانيين في الخارج وحسب، بل كان أكثر من ذلك على الإيرانيين العاديين الذين يعيشون تحت سلطة نظام الملالي في إيران، كونهم المُتضرر الرئيسي والأكبر من وصول هذا المُتشدد إلى أعلى منصب تنفيذي في البلاد.

قصةٌ أخرى ترويها "فرشته" ذات الثلاثين عاماً قالت لأورينت نت: "اعتقدت بعد فوز رئيسي أنّ الحال سيبقى كما كان عليه منذ ثماني سنوات؛ كنت أنتظر وصول الحافلة التي ستقلّني إلى منزلي بعد يومِ عملٍ طويل، غير أنّ المفاجأة التي لم أنتظرها كانت وصول الحافلة الخاصة "بشرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر -كشت إرشاد- بالفارسية" وينزل منها رجل وسيِّدتان، وبعد نقاش حاولت خلاله أن أوضح لهم أنني عائدة من العمل ولم أنتبه لخروج القليل من شعري من الحجاب، أقفلوا آذانهم، واقتادوني إلى مركز الشرطة، ولم يُفرجوا عني إلّا بعد كتابة تعهد بألّا أعود لمثل هذه الأعمال المُنافية للأخلاق والفضيلة!".

يعود تشكيل شرطة الأخلاق في إيران إلى العام 2005 وهي قوّة أسسها نظام الملالي تهدف لاعتقال الذين يرتدون "ملابس غير لائقة" بحسب التّصور الذي وضعه ملالي إيران للملابس، وبناءً عليه باتت النساء الإيرانيات مُجبرات ومنذ ذلك التاريخ على ارتداء الجلباب والحجاب داخل المؤسسات الرّسمية للنظام، مع العلم أنّه وقبل ذلك التاريخ ومنذ وصول الخميني إلى الحكم كانت النساء مُجبرات على ارتداء الحجاب، لكن ومنذ العام 2005 تمّ تشكيل الشّرطة الخاصة بملاحقة النساء بناءً على ملابسهنّ.

معصومة؛ موظفة إيرانية تعمل بإحدى الجامعات في طهران قالت لـ"أورينت" إنّها وما إن تدخل مكتبها حتى تُغلق الباب وتخلع الحجاب والجلباب: "في صيف طهران الحار يصبح ارتداء الحجاب والجلباب عقوبة، لا نستطيع الحياة في ظل هذه الظروف، وسيّارات الشرطة الدينيّة تُلاحقنا أينما ذهبنا، أيام الحكومة السابقة (حكومة روحاني الإصلاحية) لاحظ الجميع اختفاء دوريّات الشرطة الدينيّة، لكن اليوم وقبل أن يتسلم رئيسي منصبه، بدأت تلك الدوريّات تعود للظهور مُجدداً، هو إيذان ببدء الحكومة الجديدة، وبات واضحاً ما ستكون عليه".

وتتابع معصومة: "الموضوع لا يتعلق بالدين، أنا من عائلة مُحافظة، ولكن إجبار النساء على ارتداء هذه الأشياء يُخالف حتى التعاليم الدينيّة، يُريدون إعادتنا إلى العصور الوسطى، ويستخدمون القوّة المُفرطة لتنفيذ هذا الأمر، ونحن هنا لا نستطيع مُقاومتهم".

واليوم يخرج إبراهيم رئيسي ليُعلن أنّه قام بتشكيل "شرطة دينية" خاصة بالمديرين والفاسدين، في مُحاولةٍ منه وكما يقول ناشطون إيرانيون لكسبِ ودِّ الشارع الإيراني الرّافض لوجود هذا النظام برمّته، فهو يُحاول تمرير الشرطة الدينيّة الخاصة بالمُديرين لزيادة الضّغط على الشعب الإيراني، وبالطبع ستكون حُجّته قويّة، فهو يُحارب الفسّاد والمُفسدين، وبالطبع فإنّ النساء الإيرانيات غير المُلتزمات بشروط الولي الفقيه هنَّ من الفاسدات المُفسدات.

وبعد هذا القرار؛ أعاد ناشطون تداول مجموعة من الصور والفيديوهات لبعض عمليّات اعتقال الفتيات الإيرانيات اللواتي لم يلتزمن بشروط الولي الفقيه، وتُظهر تلك الفيديوهات أيضاً الاحتجاجات التي قام بها بعض الإيرانيين أثناء اعتقال الشرطة الدينية للإيرانيات، وعمليات إطلاق النار على المُحتجّين.

التعليقات (1)

    الناتو صنع ايران ليتمكن من صنع القاعدة وغيرها

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    احد خبراء السياسة العسكرية عالميا اخبرني انه كان واضحا ان الناتو رسم مخطط ايران ليتمكن من اخفاء القاعدة وغيرها من الارهابيين اللازمين لمشاريعهم وكانت دول الخليج كلها على علم لذا لم يخبروا الشاه وصدام والبهرزي اليهودي كان يعلم لذا لايريدون سقوطه رغم المليارات التي سرقها مع رفعت منهم وباريس كانت ارض الجواسيس والارمن والشركس كانوا عيون فرنسا والنانو
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات